الإخوان.. جماعة الإرهاب الخام
تحتفل الذاكرة القريبة بصورة محمد البلتاجى وهو أحد القيادات البارزة فى تنظيم جماعة الإخوان المتأسلمين، المشهد بالصوت والصورة وهو يقول «إن ما يحدث فى سيناء سوف يتوقف فورًا فى حال عودة محمد مرسى إلى قصر الرئاسة». هذا التصريح الواضح هو الأشهر والأوضح من جملة تصريحات قيادات الإخوان عقب ثورة 30 يونيو الباسلة التى أطاحت بهم من الحكم لتسترد مصر مصريتها.
ولمن لا يعرف عن الذى كان يحدث فى سيناء فى هذا التوقيت، هو ببساطة كان محاولة يائسة من تنظيمات تكفيرية مسلحة لانتزاع سيناء من ثوبها الوطنى المصرى وتحويلها إلى إمارة سيناء الإسلامية، واستخدمت تلك التنظيمات العنف والقتل والتفجير كأدوات لتحقيق أوهامهم.
وعندما يتبجح البلتاجى بإعلان هذه المقايضة بين تهدئة الوضع فى سيناء وعودة مرسى إلى الحكم وإهدار حق الشعب المصرى فى ثورته الرافضة لحكمهم، يصبح فى حكم المؤكد أن التنظيمات التكفيرية المسلحة فى سيناء ما هى إلا أذرع إخوانية وإن اختلف عنوان اللافتة التى يرفعونها. البلتاجى تم اتهامه أمام القضاء بتوجيه المظاهرات لتصعيد العنف، وأدين فى قضايا متعددة تتعلق بالعنف والتحريض على الإرهاب.
اخترنا البلتاجى كنموذج بسبب فجاجته فى فضح نفسه وتنظيمه، وقد عانت مصر خلال المرحلة الماضية من الإرهاب الإخوانجى، وتورط العديد من قيادات جماعة الإخوان فى اتهامات بالتخطيط أو التنفيذ لعمليات إرهابية فى مصر، خاصة بعد ثورة 30 يونيو 2013 وفض اعتصامى رابعة والنهضة.
وإذا حاولنا استعراض أبرز الأسماء وأدوارهم وأشهر تصريحاتهم التى تدعم الإرهاب وتشجع على مواجهة الدولة والجيش والشرطة، سوف نجد أسماء قيادات الإخوان المتورطين فى التخطيط أو التحريض على الإرهاب بارزة وواضحة، وها هو محمد بديع المرشد العام للإخوان المسلمين يقف أمام القضاء وهو متهم بالتحريض على العنف خلال اعتصام رابعة، حيث أطلق ما يُعرف بـ«رسالة الرباط»، ودعا أتباع الجماعة إلى «الصمود والمواجهة»، كما تم اتهامه بالتحريض على أحداث العنف فى المنيا وكرداسة والعديد من المحافظات.
ومن المرشد إلى النموذج الأكثر فجاجة من البلتاجى وهو المدعو صفوت حجازى والذى تصفه بعض التقارير الإعلامية بأنه قيادى بالجماعة، حجازى كان نجم اعتصام رابعة وهذا لا يهمنا ولكن يهمنا مضمون خطابه فى رابعة حيث ألقى خطبًا تحريضية فى رابعة، داعيًا إلى مواجهة الجيش المصرى العظيم.
وقال حجازى علنًا: «سنُحاصر القصور، وسنُشعل مصر نارًا»، كما قال أيضًا من جملة أقواله البائسة «اللى يرش مرسى بالميه هنرشه بالدم»، هم هكذا لا يعرفون سوى لغة الحرق والنار والتهديد والابتزاز ثم يأتى من لا يعرف تاريخهم ليقول لنا إنهم أصحاب الأيدى المتوضئة، أى وضوء هذا الذى يعطى حصانة للأيدى التى تشعل النار فى كل ركن فى البلد، صورة الكنائس المحترقة فى زمن الإخوان ما زالت شاهدة على جرائمهم وإصرارهم على إشعال الفتنة بين أبناء النسيج المصرى الواحد وما زالت تؤلم ضمير كل وطنى يعرف قيمة الوحدة الوطنية.
من البلتاجى إلى بديع وصولًا إلى صفوت حجازى وقبلهم كلهم خيرت الشاطر الذى كان يشغل موقع نائب المرشد العام وهو المتهم بالتخطيط لدعم جماعات مسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية عقب فض الاعتصام المشبوه، وهو الذى شارك فى اجتماعات سرية لتحريض عناصر الجماعة على مهاجمة المنشآت الحيوية.
لا يوجد فى جماعة الإخوان صقور وحمائم، كلهم دمويون حتى عصام العريان الذى كان يتحرك بين القوى السياسية قبل ثورة يناير وكأنه داعية للديمقراطية، سمعناه محرضًا خلال اعتصام رابعة وداعيًا فى تصريحات علنية إلى «تصعيد المواجهة» مع النظام.
أما درة التاج فهو عاصم عبدالماجد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية والمتحالف مع الإخوان، فقد شارك بدوره فى التحريض على العنف خلال الاعتصامات، داعيًا إلى «الجهاد» ضد الجيش، ووصفه بأنه «عدو» وبتركيز يقول الإرهابى عبدالماجد «المواجهة الآن جهاد، ولن نتوقف حتى يسقط هذا النظام»، الجهاد ضد مَن؟ ضد مصر وشعبها البطل الذى قدم نموذجًا ملهمًا فى ثورة 30 يونيو ضد الفساد والاستبداد وخلط الدين بالسياسة.
وهكذا سلسال لا ينتهى من العنف والإرهاب، وهل ينسى المتابع اسم وجدى غنيم الهارب خارج مصر، والمعروف بخطاباته المتطرفة؟
وهل ننسى دعوته إلى «الثأر» لفض رابعة ووصف الدولة المصرية بـ«الطاغوت» ومن أقوال غنيم المفضوحة قوله «على الشباب أن ينتفضوا لرد الظلم، السلمية لن تفيد الآن» هو رجل لا يعرف السلم وكل همه سفك الدماء.
أما رجل الظل محمود عزت الذى قام بأعمال المرشد العام بعد القبض على بديع فهو متهم بإدارة وتمويل مجموعات مسلحة لتنفيذ هجمات إرهابية.
ومن أبرز العمليات الإرهابية المرتبطة بجماعة الإخوان المتأسلمين بعد فض رابعة، نجد مذبحة كرداسة فى سبتمبر 2013 عندما استهدفت الجماعة قسم شرطة كرداسة وقتل فيها 11 ضابطًا وجنديًا.
وفى نفس الاتجاه رأينا بأعيننا وعشنا أحداثًا مؤسفة عندما استهدفت الجماعة المنشآت الأمنية والعسكرية، ومنها تفجيرات استهدفت مديرية أمن الدقهلية 2013 ومديرية أمن القاهرة 2014 حيث تورط أعضاء من الجماعة فى تنفيذ هذه العمليات.
وتبقى جريمة اغتيال النائب العام هشام بركات 2015 شاهدة على العار الراسخ على رأس تلك الجماعة الكاذبة فى كل مشاريعها، وفى جريمة اغتيال هشام بركات فقد اتُّهمت الجماعة بتدريب منفذى العملية فى الخارج وتحريضهم على التنفيذ.
هذه مقتطفات من تاريخ الدم الذى تعيش عليه جماعة احتكرت الدين لنفسها وأرادت احتكار الوطن.