رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخيانة المتجذرة: قراءة فى تاريخ جماعة الشر الإخوانية!

بدأت خيانة جماعة الإخوان المسلمين مع نشأتها المشبوهة عام 1928 بالقرب من مركز مقاومة الاحتلال بمدينة الإسماعلية 1928 على يد مجهول الهوية والجذور حسن البنا الساعاتى لتكون اول حركة استقطاب تفرق بين الناس وتقسمهم لطوائف دينية بما يصب فى صالح الاحتلال، وامتدت جذور خيانة الجماعة إلى المبررات الدينية التى أعقبت سقوط الدولة العثمانية - آخر دولة خلافة إسلامية - لتكون دعوة الجماعة بديلا لدعوات التحرر الوطنى وتضع الاسلام فى مواجهة الوطنية والخلافة بديلا للإحتلال. 
زعم حسن البنا أن دعوته تهدف إلى إحياء دولة الخلافة الإسلامية، وهى فى جوهرها لم تكن سوى وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية وشخصية، مدفوعة بطموحات من أرادوا استغلال الدين للحصول على لقب «خليفة المسلمين»، ومن بينهم ملك مصر الذى استغلته الجماعة لتحقيق انتشارها داخل المجتمع المصرى، و قدمت الجماعة نفسها كبديل للأحزاب السياسية، وساندت الملك فى معاركه مغلفة خلافاته السياسية بغطاء دينى حملت شعارات «عاش الملك حبيب الله» و«الله مع الملك»، وكانت أدواتها لخداع الشارع المصرى وتوسيع نفوذها.
وجاءت جرائم الاغتيال التى نفذتها جماعة الإخوان المسلمين لتكون خدمة للمحتل الإنجليزى أو لخصوم الجماعة وتكررت أساليبها فى إنكار عمليات الاغتيال ومحاولات إلصاق التهم بالتيارات السياسية الأخرى، والغريب أن كل من استهدفتهم يد الجماعة كانت شخصيات وطنية بارزة بداية من أحمد ماهر باشا رئيس وزراء مصر الذى اغتالته يد الجماعة داخل البهو الفرعونى بمجلس النواب، وكان ماهر أحد رموز الحركة الوطنية منذ انضمامه إلى سعد زغلول والوفد، كما لعب دورًا هامًا فى مناقشة اتفاقية الجلاء عن الإنجليز، مما جعله هدفًا لعدائهم ومبرر الجماعة الواهى هى تزوير ماهر باشا للانتخابات البرلمانية. 
ثم محمود فهمى النقراشى باشا، رئيس الوزراء، الذى اغتيل داخل مقر وزارة الداخلية على يد أحد شباب الجماعة، وجاء هذا الاغتيال كرد فعل مباشر على خطابه الشهير فى الأمم المتحدة، حيث هاجم الاحتلال البريطانى وطالب برحيله عن مصر، بينما استغل حسن البنا قرار حل الجماعة فى تبرير اغتيال النقراشى أمام اعضاء الجماعة رغم أنه عاد وأنكر معرفته بعملية الاغتيال واستنكاره لها.
ومن الجرائم الغامضة التى ارتبطت بجماعة الإخوان، اغتيال المطربة أسمهان الأطرش، فتشير كل الشواهد إلى أن تصفيتها كانت خدمة قدمتها الجماعة للبريطانيين، بعد أن ثبت تورطها فى التخابر لصالح الألمان ومما يزيد الغموض حول القضية هو مقتل سائقها بعد فترة قصيرة، وهو الشخص الذى دارت حوله الشبهات، وقام الدكتور ثروت الخرباوى بتوثيق الواقعة بتفاصيلها فى كتابه «سر المعبد».
وطوال تاريخها أثبتت جماعة الإخوان قدرتها الفائقة على التلون والكذب، مما جعلها أداة طيعة للقوى الاستعمارية العالمية وطوال القرن العشرين، تصدرت الجماعة مخططات تقسيم الوطن العربى وتفتيته لصالح مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذى يهدف إلى تعزيز قوة الكيان الصهيونى وجعله القوة الكبرى فى المنطقة وهو ما يجعلنا لا نندهش على فرحة أعضاء الجماعة بالتخلص من العقيد معمر القذافى ولا نندهش عندما يتصدرون الان المشهد السورى رغم بشاعته ومخاطره على مستقبل الاراضى السورية التى باتت مجزئة مفتته لا يعلم احد متى ستعود كما عهدناها .
الخلاصة أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين ملىء بالخيانة والتآمر على الوطن وبلادنا العربية تحت غطاء الدين وطوال تاريخها لم تكن الجماعة سوى أداة استعمارية نفذت أجندات القوى العالمية، مستخدمة شعارات براقة لخداع الشعوب وتحقيق مصالح أعداء الأمة، هذا التاريخ الأسود يستدعى من الجميع الحذر وإدراك حقيقتها كقوة هدامة تسعى إلى تدمير المجتمعات من الداخل.