الملهمان رضا ورجب.. رحلة عمر فى تعليم النجارة لطلاب المدارس الصناعية
شاءت الأقدار أن تغير مجرى حياة الشقيقين رضا محمود أبوميرة وأخيه الأصغر «رجب»، من أبناء مركز دسوق بمحافظة كفرالشيخ، بعد أن توفى والدهما قبل أن يبلغ عمر أكبرهما ٦ سنوات، ليجدا أنفسهما مجبرين على مواجهة تقلبات الحياة دون من يرعاهما.
الأخوان تداركا الأمر سريعًا، وقررا فى سن مبكرة تعلم مهنة نجارة الأثاث فى إحدى الورش المحيطة بهما، خطوة بخطوة إلى أن تمكنا منها، ثم حصلا معًا على شهادة الدبلوم الثانوى الفنى الصناعى، ومن بعده الدراسات التكميلية، ليعملا معًا فى مدرسة التعليم الفنى الصناعى بدسوق، بعد أن صارا «معلمين خبيرين» فى قسم نجارة الأثاث بالمدرسة، وهو القسم ذاته الذى تخرجا فيه قبل سنوات.
عن مشوار حياته، يقول «رضا»، البالغ من العمر ٤٦ عامًا، لـ«الدستور»: «لم أفترق أنا وأخى رجب أبدًا طوال حياتنا، حتى اشتهرنا فى مهنتنا وفى المجال الأكاديمى، وصرنا ملهمين لطلابنا، الذين تخرجوا فى المدرسة، وأصبح بعضهم ينافسنا فى المهنة، بل ويتفوق علينا أحيانًا، ونحن نفرح بهذا ونفخر لأنهم تعلموا المهنة عن طريقنا».
وأضاف: «عملى، كمعلم خبير فى المدرسة، جعلنى أحاول جاهدًا أن أنقل خبراتى فى صنعة النجارة للطلاب، كى يتعلموها سريعًا، وأول شىء أعلمه لتلاميذى هو حب الصنعة، وصنعة بعض الأنبياء- كما يقال، ولا يخلو منها أى بيت، لذا لا بد أن نتقى الله فيها وفى عملنا».
فيما قال شقيقه «رجب»: «صرت أنا وأخى ملهمين للطلاب الراغبين فى تعلم الصنعة بالمدرسة، ومع الوقت لاحظنا أن كثيرًا منهم يرغبون فى التعلم منى ومن أخى، لأننا نحاول قدر الإمكان تبسيط قواعد صنعة النجارة، مستخدمين فى ذلك خبرة السنين».
وفى ختام حديثهما لـ«الدستور»، أشاد الأخوان «رضا» و«رجب» بالجهود التى تبذلها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى حاليًا، من أجل تطوير مناهج التعليم الصناعى، وعلى رأسها منهج نجارة الأثاث، مع إدخال المعدات فى المدارس بدلًا من الارتكاز على الشغل اليدوى فقط، وربط الدراسة بسوق العمل، ما يسمح بتشغيل الخريجين وزيادة الإنتاج.