"وحوش كاسرة".. ممثل النيابة يروي تفاصيل مقتل نجل سفير سابق في الشيخ زايد
واصلت النيابة مرافعتها أمام محكمة جنايات الجيزة، حيث روى ممثلها تفاصيل مفزعة ارتكبها المتهمون في واقعة قتل عمرو بسيوني ابن سفير سابق داخل شقته بمدينة الشيخ زايد
وروى المستشار ايهاب العوضي رئيس نيابة اول وثان الشيخ زايد ممثلا للنيابة العامة الملابسات المروعة التي اعترف بها المتهمون خلال التحقيقات.. قائلا:
"مجمع سكني حيث الأمان يُخيم .. والصمت يُغيّم، هذا هو المكان إلا أنه وقع ما لم يكن في الحسبان كل شيء بدا هادئًا لكن خلف هذا الهدوء كانت هناك نفوس تخبئ السوء "يوسف ومارك" جاءا متسللان كالنسمات لم يحملا معها إلا العداوات.. خططا في خفاء وزرعا الرعب بجرأة وجفاء خططا بعزم حملا أسلحة حادة كالسم.. ترقبا لحظة الانقضاض والانتهاز.. فاجئا عمرو بخطى كلمح البصر وأنفذا النصل في صدره...
فخلف الألم والحسرة الجدران كانت شاهدة.. وُلدت الحقيقة في طيات اليقين ضبط من كان في الإجرام عتيا وتلك بإيجاز وقائع القضية مارك ويوسف أخذا يتدبران كيف يأتيا جرمهما الذي يبغيان جلسا سويا في مجلس يحفه الشيطان وأفضى كلا منهما إلى الآخر بفكره المسموم وحقده الدفين وتلاقت أنفسهما الخبيثة وتوافقت إراداتها الفاسدة تألفت أروحها الضَّالة المضلة نسجا خيوط جرمها وشنيع اثمها صنعا من تلك الخيوط شبكة ظنوا أنها محكمة ولكنها كانت هشة كبيت العنكبوت تلك الشبكة التي تعثرا بها فقادتها اليوم الى حيث هم الآن خلف القضبان فتواعدا وتعاهدا مع الشيطان تعاهدا على الفساد والإفساد.
أما عن يوم الواقعة، يَوْمَ عَادَ الْمَجْنِّي عَلَيْهِ إِلَى دَاره يَحْسَبُ دَارَه دَارَ الأَمَانِ وَالْحَقِّ إِنَّهُ كَانَ لَهُ دَارَ ضَيَاعٍ عاد إلى منزله بخطواتٍ متسارعة لم يَكُن يَعْلَمُ بأنه سيشهد نهايته عمد إلى غرفتِهِ يَنْشُدُ الْرَاحَةَ وقد قضى المتهمان الليلة السابقة تفتك بهما جنون رغباتها المسمومة وقد اختمرت فكرة قتل المجنى عليه وسرقته برأسيهما
وفي صبيحة يوم الحادث السادس من شهر سبتمبر عام 2024، حصد جنون الطمع ما تبقى لها من عقول وقد بديا مصران على تنفيذ رغبتهما الإجرامية أَتَيا إليه المتهمان بأيدٍ آثِمةٍ طَغَى ذَلِكَ عُنفًا عليهما وضَعُفَتْ القُوةُ المَانِعَةُ لديهما ودلفا لمسكنه فَأَعَدا العُدَّة “سكين وعصا وصاعق كهربائي وحبل”صعدا لسطح مسكن يوسف وبسهولة انتقلا لسطح بناية المجني عليه المجاور قفزا دلفا من الشرفة واستلا خنجرًا من صالة الشقة وأخذا يبحثان في كل أرجاء المسكن عن أموالٍ ومنقول قيم ولاحظا في غضون تلك الفترة أن المجني عليه نائمًا بغرفته أمنًا ومطمئنًا فاستمرا في البحث حتى حانت اللحظة الفارقة تسللا إلى داخل غرفة نومه حاوطاه من كل اتجاه وصعقه مارك بالصاعق الكهربائي إلا أنه استيقظ من سباته وأكتشف أمرهما ودار رأسه في كل مكان متسائلًا من أنتم؟؟.
هم بالاستغاثة إلا أنه قد بدى الشر يكسو ملامحها وألقيا الرعب في صدره فسَخَّرًا قُوَّتَهُما الجَسَديّة قِبَلَ "عمرو" وسدد له يوسف عدة طعنات نافذات فأعيتُهُ قوتُهُ الجَسَدِيَّةُ إلا أنه تمسك بأمل الحياة فانطلق مهرولًا نحو باب الشقة ودمائه تتناثر في أرجائها مصرخًا بالاستغاثة لاحقوه وتمكنوا منه ظَلَّا منقضين عَلَيْهَ بِمَخَالِب ضَارِيَةٍ وضمِيرٍ غَائِبٍ طَمَسَ عَلَى قلبيهما.
ضربه يوسف مرة أخرى على كتفه بالعصا إلا أن مارك قرر ألا يترك له متسعًا عَلَّه يَنْجُو من قبضتها الدامية فعاجله بطعنة نافذة في صدره کوحش كاسر أنفلت عنه عقله وأضحى شيطان مريدًا يستبيح الحرمات فلم ترى عيون عمرو المعذبتان بالخوف سوی شبح الموت يشق الظلام فنادى على من اعتقد أنه رفيقًا مستجديًا "يوسف.. يا يوسف" فلَمْ يَتَرَدَّدُ الأخير ولم يسْتَجِب حتى أجهز عليه بضربة بالعصا فسقط وإذا بضوء النهار ينطفئ بغتةً فيسود الظلام وإذا بالصراخات تسكت فيسود الصمت وكفَّ عمرو عن المقاومة بلا إرادة وتغلغل الصمت في الدنيا جميعا وتسائل هل رأفا بي؟؟ هل سَيُدَاويان جراحي ؟؟.
ولكن سرعان ما تلاشى التساؤل وموضوعه على السواء، وبلا أدنى أمل تكاتف الظلام فلم يعد يرى شيئًا وغاص في الأعماق بلا نهاية ولم يعرف لنفسه وضعًا ولا موضوعًا ولا غاية وجاهد بكل قوة ليسيطر على شيء ما ليبذل مقاومة أخيرة وأخيرًا لم يجد بُدًَّا من الاستسلام فاستسلم فلم يتركاه إِلَّا وَقَدْ فَاضَتْ رُوْحُهُ إلى بارئها جُثةً هَامِدَةً تركا المجنى عليه غارقًا في دمائه وباتا يفتشا في أرجاء الشقة باحثان عن مُرادِها حتى استوليا على مبالغ مالية ومفاتيح السيارة وهاتف محمول وجهاز لاب توب وبطاقات ائتمان وأخذا يتجولان في أنحاء المسكن عقب أن تركا صريعها وجلسا في إحدى الغرف بالشقة يحتسيان من زجاجتي بيرة غير آبهين بالجرم الذي اقترفاه ولم يكن يدركا أن الزجاجتان ستشهدان عليها يوم الحق كانت الخطة أن يتخلصا من جثمان المجني عليه إلا أنهما تركاها مَخَافَةَ أَنْ يُفْتَضَحَ أَمْرُهُما وأرجئا قرار إخفاء جثته لحين إشعار آخر فغادَرَا المنْزلَ مستقلان سيارة المجني عليه متوجهان إلى محل اعتادا الوقوف بجواره واغتسلا من دماء عمرو التي سالت ولطخت ملابسها.