هؤلاء قتلة ابن السفير.. النيابة تحاصر المتهمين فى قضية الثراء الحرام
قدمت النيابة العامة مرافعة نارية في قضية قتل ابن سفير سابق داخل شقته بكومبوند شهير بالشيخ زايد سردت خلالها وقائع الجريمة وحيلة المتهمين للتسلل إلى شقة المجني عليه وتفاصيل تنفيذ خطتهم طمعًا في الثراء الحرام.
وعلى منصة القضاء، وقف المستشار إيهاب العوضي رئيس نيابة أول وثان الشيخ زايد ممثلًا للادعاء ملقيًا مرافعته طالبًا بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين لبشاعة جرمهم وتطبيق القصاص منهم لما ارتكبوه، وتضمنت المرافعة ما يلي: بسِمِ اللهِ الْحَكَمِ العَدْل شَدِيدِ العقابِ ذِي الطَّوْلِ القَائِلُ عَن شَأْنه:
إِنَّ الْقَضِيَّةَ الْمَطْرُوحَةَ أَمَامَ عَدْلِكُمُ الْيَوْمَ، تُطِلُّ فِيْهَا الْجَرِيْمَةُ بِأَقْبَح صُوَرِهَا وَأَفْجَرِ مَلامِحَهَا الْنكْرَاءِ كَأَنَّمَا الدُّنْيَا قَدْ خَلَتْ مِنْ أَمْنِ وَأَمَانٍ تَأْخُذُنَا مِنْ عَصْرِنَا لِتَحُطَّ بِنَا بِأَوَّلِ الْزَّمَانِ يَوْمَ لَمْ يَكُنْ لِغَيرِ الْقَوِيِّ مَكَانٌ حَيْثَ لَا قَانُونَ وَلَا أَخُلاقَ وَلَا إِيْمَانَ حَيْثُ لاَ حُرْمَةَ لِعِرْضِ وَلَا بَيْتٍ وَلَا إِنْسَانٍ والْعَجَبُ كُلُ الْعَجَب إِنَّ مَا حَدَثَ قَدْ وَقَعَ بِزَمَانِيَا لَا بِذَاكَ الْزَمَانِ فَمَا سَأَقُصُّ عَلَيْكُمُ سَادَتِي هِيَ وَقَائِعُ قَضِيَّة...اكتنفتها أَوْرَاقْنَا وَبِدَفَاتِرِنَا قيدت وَلَيْسَتْ أُقْصُوْصَةً مِنْ أَقَاصِيْصِ الْتَارِيخ أوْ أَسْطُوْرَةٍ مِنْ أَسَاطِيْرِ الظلام هؤلاء الماثلين بَيْنَ الْقُضْبَانِ الْبَالِيَةِ مَا انْفَكَّوا بالأمس القريب طلقاء بَيْنَ الْخَلَائِقِ الْآمِنَةِ مُتَجَرِّدين مِنْ كُلَّ قِيْمَةٍ عَرَفَتْهَا الإِنْسَانِيَّةُ مُتَرَفِّعين عَمَا جُبِلَ عَلَيْهِ قَلْبُ الْإِنْسَانِ مَنْ رَحْمَةٍ.
وَلَا أَتَحَامَلُ عَلَيْهِم إِذْ أَقُوْلُ إِنَّ الْبَشَرِيَّةَ فِي تَارِيخِهَا الطَّوِيلِ وَعَهْدِهَا الْسَّحِيْقِ قَلَّمَا تَعْرِفُ رجال كهؤلاء فِي بَلادَةِ إِحْسَاسِهم وَقَسَاوَةِ قَلْبِهِم وَإصْرَارِهِم عَلَى طَرِيقِ الخطيئةِ والفَشل فالمتهمون مِنْ فِئَةِ الأَغْرَارِ الْمَفْتُونِين التي طاشت أحلامهم وعميت بصائرهم وقلوبهم فلم يروا من النور إلا ظلامًا ومن الخير إلا شرًا ومن وجوب الحفاظ على النظام والقانون إلا استعبادًا ورقًا.
حَضَرَاتِ المستشارين أَعْضَاءَ الْهَيْئَةِ الْمُوَقَرَةِ اليوم نقف أمام عدلكم لنروي قصة عمرو جلال بسيوني الذي كان يحمل في قلبه أحلامًا وطموحات لا حدود لها.. قُتِلَ من لم يستوف سن الشباب، عاش حياته مُحِبًَا لمن حوله.. محبًا لأسرته وأصدقائه.. ذلك الشاب الذي لم أكن أعرفه من قبل، لكني عرفته من خلال التحقيقات تبينت صفاته الحميدة في العيون الباكية... وتلك الوجوه العابسة التي كانت تنم عما في نفوسهم من حزن وأسى، حتى لقد كان كل منهم يرى المصاب مصابه والفقيد فقيده، فأبوا أن يذهب هذا الشاب إلى داره الأخيرة إلا محمولًا على أعناقهم فهو لم يعد بيننا اليوم قُطِفَت روحه ظلمًا ضحية لآثام لا تليقُ بالبشرية.
قضية اليوم أبطالها 3.. الطمع، الفشل والحقد. أَمَّا عن الجُناةِ فَهُمْ كَذَلِكَ يوسف ومارك شابان بلغا كل منهما من العمر 18 عامًا أو يزيد، الفَرْضُ فيهما أنهما طالبان للعلم، باحثين عن تحقيقِ الذَّاتُ بِحُسْبَان أنها طالبان بالجامعة تراجعت طموحاتها الباهتة وانحدرت أحلامهما إلى هاوية من الرغبات المريضة لم يأبها سوى بتحقيق حلم الثراء السريع ولو على حساب حياة إنسان صفات تلاقت، فتخبطا في عالم من الجرائم والأسرار فجعلا حياتهما حكاية من الدمار.
أما إبراهيم فهو شاب لم تروضه الحياة تَسَلَّلَتْ لقلبه نيران الطمع والدناءة فصار عبدًا للمادة بمنتهى البلادة نَشَأ في بيئة متواضعة لم ير سوى مكسب قريب أو منفعة عابرة حين سنحت له الفرصة لم يتردد في إخفاء الدليل ثم استحضر كل مكر لمحاولة لإخفاء القتيل... اندفع بجشعه نحو الهاوية.
فالطمع والجشع والخداع منهاج هؤلاء قد حادوا عن الطريق المستقيم، واتَّخذوا مسلكًا ليس بالقويم، فاستحوذت عليهم صفات الحقد والجشع وهم في مقتبل حياتهم، وقَدْ طَبعَ ذَلِكَ عَلَى مَسْلَكهم وفشلوا في مناحي الحياة، فقادتهم تلك الرغبات المسمومة إلى ارتكاب الجرائم جريمةً تلو الأخرى، ورغم ذلك عجزوا عن كبح جماح رغباتهم المسمومة، واستبد بهم شيطانهم، وعصف بهم الجشع الذي سلب منهم دينهم ويقينهم فأعماهم وسقطوا في بئرٍ من الإثم ينهلون منه حتى الثمالة، فقد حمل عليهم شيطانهم، فأعمى بصيرتهم وبدد حياتهم، وسولت لهم أنفسهم بما حيلت عليه من خسة ودناءة وسوء النشأة وفساد التربية أن يقتلوا ويتحولوا لذئاب بشرية تتربص للفتك بالآمنين.