رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسي فلسطيني لـ"الدستور": ما سيحدث صفقة مؤقتة في غزة تعكس توازن المصالح بين الأطراف

غزة
غزة

تشير التطورات السياسية والأمنية الأخيرة إلى اقتراب التوصل إلى هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحركة حماس، في ظل توافق مبدئي بين الطرفين على وقف إطلاق النار لفترة زمنية محددة. 

يأتي هذا في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لتسلم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي والمحلي في إسرائيل وقطاع غزة.

هدنة مؤقتة بين إسرائيل وحماس وسط تعقيدات سياسية ومصالح متباينة

في هذا السباق، قال الكاتب السياسي الفلسطيني الدكتور نزار نزال، إن إسرائيل التي تسعى لتحقيق الاستقرار خلال فصل الشتاء وتجنب تصعيد إضافي للأزمات الإنسانية داخل غزة، تبدو معنية بتهدئة الوضع بشكل مؤقت، في الوقت نفسه، ترفض تل أبيب بشكل قاطع أي انسحاب كامل من القطاع أو إنهاء الحرب بشكل نهائي في هذه المرحلة.

أضاف في تصريح خاص لـ"الدستور": “أما بالنسبة لحماس، تأتي الهدنة كفرصة لإظهار نجاح سياسي وعسكري أمام جمهورها، خصوصًا من خلال الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وإعادتهم عبر الحافلات التي ستنقلهم، ما يعزز صورة الحركة كمنتصرة، كما تهدف حماس إلى الاحتفاظ بدور فاعل في أي مرحلة سياسية مستقبلية بعد انتهاء الحرب، إدراكًا منها أن الصراع لن يستمر إلى الأبد”.

وأكد السياسي الفلسطيني أن حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو تجد نفسها تحت ضغط داخلي كبير، فالشارع الإسرائيلي يغلي، خاصة مع اقتراب 20 يناير، الموعد الذي قد يشهد تزايد الاحتجاجات الشعبية، ورغم أن هذه الاحتجاجات قد لا تُسقط الحكومة، فإنها تهدد استقرارها الداخلي. 

وأشار إلى أن نتنياهو يسعى إلى تقديم هذه الهدنة كـ"هدية" للإدارة الأمريكية الجديدة، بينما يحاول في الوقت نفسه استغلال الفرصة لانتزاع تنازلات بشأن مشاريع إسرائيل في الضفة الغربية، مؤكدا أن نتنياهو يعلم أن إدارة ترامب قد تركز أكثر على قضايا مثل إطلاق سراح الأمريكيين المحتجزين لدى حماس بدلًا من التدخل العميق في قضايا الضفة الغربية.

نتنياهو يتعرض لانتقادات شديدة من المعارضة الإسرائيلية

وحول الوضع سياسيًا، قال نزال: “يتعرض نتنياهو لانتقادات شديدة من المعارضة الإسرائيلية، بما في ذلك الجنرالات والعلمانيين والليبراليين، الذين يرون في سياساته إخفاقًا داخليًا وخارجيًا، كما تراجعت شعبية نتنياهو، مع خسارته الدعم السياسي في استطلاعات الرأي، وهو ما يضعه في موقف أكثر حرجًا”.

وأضاف نزال أن رئيس وزراء الاحتلال يسعى إلى تعزيز صورته كقائد قوي أشبه بتشرشل أو رامبو، لكن التحديات الداخلية والخارجية تضعه أمام خيارات محدودة.

واختتم تصريحاته قائلا: "في المجمل، يبدو أن الظروف الحالية تدفع الطرفين نحو هدنة قصيرة الأجل، لكنها لن تكون نهاية الحرب، بل هي صفقة مؤقتة تعكس توازن المصالح بين الأطراف، حيث تهدف إلى تهدئة الأوضاع دون تقديم حلول جذرية للصراع المستمر".