سيارة مسرعة أنهت حياته.. أسرة “منذر” طالب الهندسة تروي تفاصيل الحادث الأليم (خاص)
كانت الساعة تشير إلى السابعة مساءً عندما نزل من الميكروباص الذي كان يستقله عائدًا من كليته بجامعة المنصورة، ليستعد لعبور الطريق واستقلال وسيلة مواصلات أخرى تصله إلى منزله بالإسكندرية، وبمجرد أن خطى خطوة لعبور الطريق، وقبل أن يأخد الخطوة الثانية، تفاجئ الجميع بسيارة مسرعة تصدمه وتطرحه أرضًا دون أن تتوقف.
معاناة عاشها الشاب "منذر" وأسرته عقب تعرضه لحادث أليم لمدة 30 يومًا، مكثها في المستشفى في غيبوبة تامة قبل أن يفارق الحياه، "الدستور" ألتقت بأسرة الفقيد، وأجرت بثّا مباشرًا للتعرف على التفاصيل الكاملة للحادث.
"لم يتوقف صاحب السيارة لإنقاذ ابني الشاب الصغير أو يحاول إسعافه، بل تركه ملقيًا على الأرض يصارع الموت" بتلك الكلمات الممتزجة بالدموع بدأت "دعاء محمد" والدة "منذر ناصر إبراهيم فريد"، الطالب بكلية الهندسة جامعة المنصورة الاهلية، حديثها عن الحادث الأليم الذي تعرض له نجلها والذي تسبب في وفاته بعد دخوله في غيبوبة استمرت لمدة شهر.
تفاصيل الحادث
وروت لـ"الدستور" تفاصيل الواقعة حيث أنه عند عودته من الجامعة يستقل وسيلة مواصلات للطريق الدولي الذي يربط بين الإسكندرية والبحيرة ويستقبل وسيلة مواصلات أخرى بعد عبور الطريق، من منطقة محددة تهدأ فيها السيارات السرعة لعبور المشاه، مشيرة إلى أن في ذلك اليوم كان معه طالبين آخرين، وعند عبورهم الطريق وبعد أن خطى أبني خطوة واحدة أسفل الرصيف تفاجئ بسيارة مسرعة لم يستطيع العودة لتصدمه صدمة قوية، وهو ما رآه الطلاب والأهالي الذين تواجدوا في المكان.
الأم: كان عندي أمل أبني يعيش
تابعت أن المنطقة التي وقع بها الحادث كانت تتبع محافظة البحيرة، لذلك تم نقله بالإسعاف إلى مستشفى تتبع البحيرة، وبعد ذلك تم التواصل معنا، واستمر لمدة 5أيام قبل أن ننقله بمستشفى طلبة الجامعة بالإسكندرية ليستقر بالعناية المركزة على الأجهزة في غيبوبة، لما اصابه من استرواح وبالرئة ونزيف بالمخ، وكسور بالجسم والعديد من المضاعفات، قائلة:"كنت لآخر لحظة عندي أمل أنه يعيش، وأنه يرجع يبقى معانا، وبدل ما أفرح بأبني ونجاحه دفنته".
واوضحت أنها في أول أيام الحادث كان الجميع منشغل بحالة "منذر" وبعد نقله لمستشفى الجامعة بدأنا بأتخاذ الاجراءات القانونية للتحقيق في الحادث، وذلك لأن السيارة كانت مسرعة ومخالفة السرعة المسموح بها على الطريق، بالإضافة أن السائق لم يقف ليسعفه قائلة: "كان في مستشفيات على بُعد دقائق من موقع الحادث في الإسكندرية، لو عنده ضمير كان نقله كانت هتفرق كتير في حالته".
أشارت إلى أن الواقعة محل التحقيق بالنيابة العامة، حيث أنه تم إصدار قرار بتفريغ الكاميرات وتم تفريغ كاميرا ولكن لم تظهر رقم السيارة لأن المنطقة كانت مظلمة، مناشدة رجال الأمن بمحافظة البحيرة بسرعة تفريغ باقي الكاميرات بالمنطقة للوصول إلى رقم السيارة وبالتالي سائقها الذي تسبب في وفاة نجلها.
الجدة: سائق السيارة دمر أسرة كاملة
وتحدثت الحاجة الحاجة "ابتسام فريد" جدة منذر عن علاقتها بحفيدها الذي ربته منذ ولادته، وكان مرتبط بشكل كبير، والجميع كان يحبه ويشهد بأخلاقه، مشيرة إلى أنها تحتسب حفيدها عن الله شهيد، وراضية بقضاء الله وقدره، متابعة أن ما فعله سائق السيارة استهتار بحياة الناس حيث تسبب أن شاب صغير يفقد حياته، وليس هو فقط بل تسبب في دمار لأسرة بأكملها.
أضافت لـ"الدستور" أنها لمدة 30 يومًا مدة تواجد حفيدها بالمستشفى لم تفقد الأمل، وكان جميع أفراد العائلة متواجدين لإحضار الأدوية ومتابعة الحالة، مطالبة بحق حفيدها ممن تسبب في وفاته والذي جعل أسرة كاملة تعيش في مأساة، بسبب الحالة التي ظل عليها حفيدها لمدة شهر حتى توفاه الله وما زلنا في صدمة حتى الآن.