رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجارديان: لبنان يخطو نحو إنهاء العزلة الدولية بانتخاب عون

لبنان
لبنان

انتخب البرلمان اللبناني قائد الجيش جوزيف عون رئيسًا جديدًا للبلاد، لينهي شغورًا رئاسيًا استمر أكثر من عامين، مما يزيد من الثقة في إمكانية الحفاظ على الهدنة مع إسرائيل، ولفتت صحيفة الجارديان البريطانية ان انتخاب عون هو الخطوة الأولى نحو إنهاء عزل لبنان الدولي.

 فقد كشف الانهيار المالي الذي تعرض له لبنان في عام 2019، والذي انهار فيه القطاع المصرفي وتمت مصادرة مدخرات الملايين من المواطنين من قبل البنوك، عن فساد الطبقة السياسية. 

ووعدت المجتمع الدولي بتقديم المساعدات للبنان، ولكن فقط بعد أن تقوم الحكومة بتنفيذ إصلاحات اقتصادية وسياسية عاجلة.

وأشارت الصحيفة  أن عون حصل على 99 من أصل 128 صوتًا في المحاولة الثالثة عشرة للبرلمان اللبناني، الذي كان يعاني من انقسام عميق، لانتخاب رئيس جديد بعد رحيل الرئيس السابق ميشال عون، الذي لا علاقة له به، في أكتوبر 2022. 

وأضافت الصحيفة أن  عون كان مرشحًا مفضلًا لدى القوى الدولية مثل السعودية وفرنسا والولايات المتحدة، التي كانت تربطها به علاقات جيدة في دوره كقائد للجيش اللبناني.

اعادة تأكيد دور الجيش اللبناني 

 

المهمة الرئيسية التي تواجه عون هى إعادة تأكيد دور الجيش اللبناني، خصوصًا في جنوب لبنان، الذي كان تحت سيطرة ميليشيا حزب الله لفترة طويلة، ومنذ أواخر السبعينات، كانت السيطرة العسكرية للجيش اللبناني على جنوب لبنان محل نزاع من قبل جماعات مثل منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله.

وفقا لشروط الهدنة بين إسرائيل وحزب الله التي تم توقيعها في 27 نوفمبر، كان من المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان، بينما يتعين على حزب الله الانسحاب، وهو ما اعتبره السياسيون والدبلوماسيون استعادة للسيادة اللبنانية.

قال ميشال حلو، الأمين العام لحزب الكتلة الوطنية الإصلاحي: "الأولوية الأولى هى الهدنة، والثانية هي التعامل مع أسلحة حزب الله، لا يوجد طريق واضح لنزع سلاح حزب الله، ولكن إذا كان يريد أن يُذكر، سيتعين عليه التعامل مع هذه المسألة".

كان وجود رئيس للدولة أيضًا أمرًا ضروريًا لضمان تنفيذ مستمر لاتفاق الهدنة. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أفادت في الأسابيع الأخيرة بأنها كانت تفكر في البقاء في جنوب لبنان بعد الجدول الزمني البالغ 60 يومًا للانسحاب من الأراضي اللبنانية، كما هو محدد في اتفاق الهدنة.

هيمن حزب الله على السياسة اللبنانية لأكثر من عقدين، حيث وضع أعضائه في المناصب الحكومية وسيطر على وزارات رئيسية. وقد تكبد الحزب خسائر كبيرة خلال 14 شهرًا من القتال مع إسرائيل، حيث قُتل أمينه العام ومعظم قياداته العليا. كما شكل فقدان حليفه الإقليمي الرئيس السوري السابق بشار الأسد، الذي كان يسهل نقل الأسلحة الإيرانية عبر سوريا إلى لبنان، ضربة أخرى لحزب الله.

وانسحب سليمان فرنجية، مرشح حزب الله المفضل للرئاسة، يوم الأربعاء بعد ظهر اليوم، مؤيدًا عون. وكان حزب الله قد استخدم حق النقض (الفيتو) ضد جميع المرشحين باستثناء فرنجية طوال العامين الماضيين.

قال هلال خشان، أستاذ في الجامعة الأمريكية في بيروت: "حزب الله اليوم ليس كما كان قبل عامين ... أعتقد أن الجيش سيكون قادرًا على مواجهة حزب الله، لكن لا أحد من الجانبين مهتم بالصدام".

في الأيام التي سبقت الانتخابات الرئاسية يوم الخميس، زار مجموعة من الدبلوماسيين بيروت لعقد مشاورات مع الشخصيات السياسية الرئيسية. كما زار السفير الفرنسي والأمريكي لدى لبنان، بالإضافة إلى مستشار لوزارة الخارجية السعودية، بيروت هذا الأسبوع في محاولة لضمان أن القادة السياسيين اللبنانيين كانوا جادين في محاولتهم انتخاب رئيس يوم الخميس.