رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المحبة والسلام.. رسائل من القداس

فى كاتدرائية العاصمة الإدارية تابعت وابنتى ذات العشر سنوات قداس عيد الميلاد المجيد، فكان المجال متسعًا أمام صغيرتى لتطرح أسئلتها البريئة عن الحدث وتستفيض فى الحديث عن صديقاتها فى المدرسة من المسيحيات.

 

انتهزت الفرصة لأزكى فى نفسها رسائل المحبة والسلام التى تجسد العلاقة بين المصريين مسلمين ومسيحيين، وأننا جسد واحد وشركاء فى الوطن، لا فرق بيننا سوى أن بعضنا يذهب للصلاة فى المسجد والبعض يصلى فى الكنيسة وكلنا نمضى لنصلى لإله واحد كل وفق عقيدته.

ثم تابعنا المشاهدة ليصل موكب السيد رئيس الجمهورية وتعلو وجهه ابتسامة غير مصطنعة ولا متكلفة، تسألنى ابنتى من جديد عن سر حرص الرئيس على مصافحة المصلين، وفى هذا إرهاق له. شرحت لها كيف أننا فى قريتنا نكون حريصين على الأمر نفسه فى يومى عيد الأضحى والفطر تبادلًا للمحبة وتجديدًا للمودة، وهكذا يفعل الرئيس مع من يطلب مصافحته بينما هو يقدم لهم التهنئة بحلول عيد الميلاد.

 

وتعود أسئلة طفلتى فتسأل عن سبب وجود محجبات بين حضور القداس، فأشرح لها أنهن سيدات مسلمات رائعات حضرن لتقديم التهنئة بالعيد كشأن كثير من الحضور من الرجال. 

ثم انصرفت عن الرد على أسئلة ابنتى اللحوحة لأتفرغ لمتابعة كلمة السيد رئيس الجمهورية والتى أصبحت طقسًا شبه سنوى فى تلك المناسبة. كلمة تفيض بالمحبة وتحمل رسائل طمأنة تليق بالحدث وتبعث على إزالة المخاوف ونشر الأمل بين عموم المصريين. أدام الله على مصر وحدتها وحفظ زعيمها ورعى شعبها، آمين.