رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معرض الكتاب 2025.. كُتاب وأكاديميون يرصدون تأثيرات الذكاء الاصطناعى

كتاب ترويض الذكاء
كتاب "ترويض الذكاء الاصطناعي"

أيام قليلة وتنطلق فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ56 بأرض المعارض في التجمع الخامس؛ وذلك في الفترة من 23 يناير يستمر حتى 5 فبراير 2025.

ويشارك عدد من الكُتاب والأكاديميين بإصداراتهم الجديدة، والمقرر عرضها في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ والتي تتناول تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي وتأثيراته وتداعياته في جميع المجالات الصحفية والعسكرية والإعلامية؛ وهو ما نرصده في السطور التالية:

أشرف مفيد يروض الذكاء الاصطناعي

يشارك الكاتب الصحفي، وخبير تطبيقات الذكاء الاصطناعي أشرف مفيد ضمن إصدارات معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ56 بكتابه الجديد "ترويض الذكاء الاصطناعي".

يقول "مفيد" في مقدمة كتابه: "منذ اللحظة التي بدأ فيها الحديث عن الذكاء الاصطناعي في نهاية عام 2022، شعرت بأن هذا العالم الجديد يحمل في طيَّاته إمكاناتٍ لا محدودة، فعندما ننظر إلى تقدم البشرية، نجد أن التكنولوجيا كانت دائمًا هي المفتاح لتسريع التطور والابتكار، وفي رأيي، فإن الذكاء الاصطناعي هو الخطوة التالية في هذه الرحلة التي ستغير ليس فقط الطريقة التي نعمل بها، بل الطريقة التي نفكر بها ونتفاعل من خلالها مع العالم".

 

ويضيف: “عندما قمتُ بإطلاق بوابة "مصر الآن" الإلكترونية، كان ذلك بالتزامن مع ظهور ChatGPT في نوفمبر 2022، كانت هذه النقطة تحوُّلًا كبيرًا بالنسبة لي؛ إذ أدركتُ في تلك اللحظة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد فكرة مستقبلية بعيدة، بل أصبح واقعًا ملموسًا يمكنني استخدامه لتحسين جودة المحتوى الصحفي وتقديم خدمات أفضل لجمهور واسع. وقد بدأت هذه التجربة الرائعة مع أول بوت صحفي أطلقته، وهو "حوْراء"، حيث كانت فكرة "حوْراء" بسيطة، لكنها ثورية في آنٍ واحد: أن يكون هناك صحفيٌّ آليٌّ يمكنه مساعدة الصحفيين في كتابة الأخبار وتحريرها بشكلٍ أكثر كفاءة وسرعة.

ومن خلال هذه التجربة، لمستُ بنفسي كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث تغييرًا جذريًا في أسلوب العمل، ليس فقط في الصحافة، ولكن في جميع المجالات وهذا جعلني أكثر يقينًا بأننا إذا استطعنا استيعاب التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة، واستخدامها بشكلٍ احترافي، فإنها ستحقق فوائد هائلة لكل شخص في حياته اليومية.

علي فرجاني يشارك بكتابين "التزييف العميق" و"الطائــرات المســـيرة"

 يشارك علي فرجاني، الباحث والأكاديمي في فلسفة الذكاء الاصطناعي والفضاء السيبراني؛ بكتابين ضمن إصدارات معرض القاهرة للكتاب؛ الأول بعنوان "التزييف العميق وتقنيات الخداع الرقمي.. أسلحة الظل في الفضاء السيبراني"، والثاني بعنوان "الطائرات المسيرة والثغرات السيبرانية في المجال الجوي".

 

ويقول "فرجاني" في مقدمة كتابه الأول: "عندما تضغط على زر التشغيل لتشاهد مقطع فيديو، أو تنقر على رابط لتقرأ خبرًا عاجلًا، تتوقع أن تنقل لك هذه الوسائط الحقيقة كما هي.. ولكن ماذا لو كانت هذه الحقيقة التي تراها مجرد وهْم، متقن إلى حد لا يمكن اكتشافه؟ ماذا لو كان الخط الفاصل بين الواقع والخيال قد تلاشى في غياهب التكنولوجيا؟ هذا هو العصر الذي ندخله الآن، عصر التزييف العميق، حيث يمكن لكل ما نعتقده حقيقيًا أن يكون مجرّد خدعة رقمية مذهلة.

قد يتساءل البعض، ما هو التزييف العميق؟ ولماذا نُطلق عليه أسلحة الظل في الفضاء السيبراني؟ الإجابة عن هذا السؤال تتجاوز مجرد التكنولوجيا، لتصل إلى عمق التهديدات التي يفرضها هذا النوع من الخداع على الأمن الشخصي والمجتمعي، فالتزييف العميق ليس مجرد أداة تستخدم للتسلية أو المرح، بل هو سلاحٌ يمكن أن يُشعل حروبًا عالمية، يزعزع استقرار الحكومات، ويُدمّر حياة الأفراد والمنظمات.

 

في عصرنا الرقمي المتسارع، يشكل التزييف العميق تهديدًا غير مسبوق، حيث يمكن لمقطع فيديو مزيف أن ينتشر في لحظات، مسببًا الفوضى قبل التحقق من صحته. هذا الخطر لا يقتصر على السياسة أو الساحة العسكرية، بل هو سلاح فتاك قادر على زعزعة ثقة العالم في كل ما نراه أو نسمعه. مع كل تقدم في الذكاء الاصطناعي، نجد أنفسنا أقرب إلى هذا السيناريو الكارثي، وهو ليس مجرد نظرية بعيدة، بل حقيقة بدأت ملامحها تتكشف بالفعل. التزييف العميق يمتد إلى حياتنا اليومية، من تدمير السمعة إلى التلاعب بالمشاعر، مما يطرح تساؤلًا حاسمًا حول دور الإعلام في مواجهة هذا الخطر وتقديم الحقيقة وسط زخم المعلومات المتدفقة.

وفي مقدمة الكتاب الثاني يقول "فرجاني": في زمن تتسارع فيه الأحداث وتتغير فيه ملامح الحروب، تظهر الطائرات المسيرة كأداة جديدة تتحدى أفق الحروب التقليدية. إنها لم تعد مجرد وسائل تكنولوجية متقدمة، بل هي سلاح يكتب ملامح المستقبل العسكري، ويحدد اتجاهات الصراع في القرن الواحد والعشرين. ففي ساحة المعركة، أصبحت الطائرات المسيرة هي اليد العليا، القادرة على إحداث التغيير وتحقيق التفوق بفضل قدرتها على المناورة بدقة عالية، من دون أن يكون لها وجود بشري مباشر.

 

 

الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن الصحفيين

يجمع الكتاب المقرر طرحه بمعرض القاهرة للكتاب، لكل من شحاته السيد، الدكتورة فاطمة فايز بين خبرة صحفي استقصائي وخبير في الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى رؤية أكاديمية من أستاذة جامعية في قسم الصحافة بكلية الإعلام. 

يتناول الكتاب قضايا محورية تتعلق باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الصحافة، مثل معالجة كميات هائلة من البيانات، تحليل الاتجاهات، وتحقيق التوازن بين سرعة الأداء ودقة المعلومات.

كما يناقش التحديات الأخلاقية التي تواجه العاملين في هذا المجال، بدءًا من الحاجة إلى سياسات شفافة ومسئولة، وصولًا إلى كيفية استخدام هذه الأدوات لتعزيز القيم الإنسانية في الأخبار.

من بين أبرز الموضوعات التي يستعرضها الكتاب، العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والإبداع الصحفي، وكيف يمكن أن تكون التكنولوجيا أداة لتوسيع نطاق البحث وإنتاج محتوى أكثر تنوعًا، بدلًا من أن تكون مجرد وسيلة للسرعة. ويقدم المؤلفان أمثلة عملية ونماذج تطبيقية من مؤسسات إعلامية تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوضيح كيفية تحقيق التوازن بين التقنية والإنسانية.