بريهان أحمد: رواية "سوليفجيا" توثق أحداثًا ثقافية وسياسة عشناها
يصدر قريبًا عن دار ريشة للنشر والتوزيع رواية "سوليفيجيا" للكاتبة والباحثة الأكاديمية الدكتورة بريهان أحمد، حيث تعد الرواية عمل روائي نفسي ودرامي يتناول تأثير الماضي على الحاضر.
وقالت الكاتبة والأكاديمية الدكتورة بريهان أحمد في تصريحات خاصة لـ"الدستور" من خلال شخصية البطلة "بيسان": تدور الرواية في إطار زمني متداخل، حيث تُسلط الضوء على تجربتها العاطفية والنفسية وسط اضطرابات الثورة المصرية عام 2011، مستعرضة علاقتها بأصدقائها وأحبائها في جامعة عين شمس.
سوليفيجيا
وتابعت بريهان: الرواية تقدم تصورًا عميقًا عن حالة نفسية نادرة تُعرف باسم "سوليفيجيا"، تعني التعلق المرضي بالماضي والانفصال عن الواقع، مما يعكس أزمات الهوية والانكسارات العاطفية التي تواجهها البطلة، وتتشابك الأحداث بين ذكريات حبها الأول والثاني، وتجاربها في المسرح، ومخاوفها من الوحدة، وصولًا إلى محاولتها البحث عن العلاج النفسي بمساعدة الطبيبة مريم يعقوب.
وختمت "بريهان" تصريحاتها بأن الرواية تستعرض مشاهد ثقافية وسياسية حية، تتنقل بين دار الأوبرا وبيت السناري، وتتناول أحداثًا محورية مثل زلزال 1992 وغرق عبارة السلام، مما يُضفي بعدًا تاريخيًا وإنسانيًا عميقًا.
وقد اخترنا لكم مقتطفات من الرواية " سوليفجيا"
كنت أحبُّ أن أقتني الساعات، أحب أن أنظر للساعة باستمرار، كأنَّني ألاحق الوقت أو الوقت يُلاحقني، الزمن أحيانًا يقف داخلنا غير الزمن الخارجي، فمن الممكن أن يمرَّ زمنٌ وأنتَ كما أنت لا يتغيَّر شيءٌ فيك، يتغيَّر العالم من حولك، وتبقى أنت ذكرى للحظات، أو لرسالة أو لنظرة، يتغيَّر أشخاص كانوا في حياتك، وتبقى أنتَ ما دمُت تُدقِّق النظر في التفاصيل، حتى جسدك يتمرَّد على روحك وينقش الزمان نقوشه على جدران جلدك مُتمردًا، وأنت في عالمك الداخلي منعزلٌ عمَّن حولك، يا لسخرية القدر! على مقدار حبك على مقدار وجعك تتألَّم، كأنَّ الحب غلطة اقترفناها في حق أنفسنا...".
جئت كي تُعطيني كل شيء، وتأخذ مني كل شيء، كنت أخاف من الحب طوال عمري بعد قصتي الأولى التي أفقدتني جزءًا كبيرًا من روحي، لا أُنكر أنَّك أعطيتني السعادة قبل أن تظهر قصتك، وخذلتني فيك أكثر من مرة، لكنني تمسكتُ بك، تمسكت بالأمل، بالبداية! كم هي جميلة البدايات، يُعطي فيها المرء كلَّ ما في قلبه إلى من يحبه، ثم تُستَنزَف روحه على مراحل ويُصبح أَمْرُهُ فُرُطًا.
بريهان أحمد
بريهان أحمد، كاتبة وباحثة أكاديمية ومعلمة لغة عربية لغير الناطقين بِهَا، من مواليد عام 1992م، بحي حلمية الزيتون، تخرجت في كلية الآداب جامعة عين شمس عام 2013م، حصلت على الماجستير في الدراسات السردية، عن رسالة بعنوان: "ثالوث المحرمات في الرواية العربية"، 2019م. حازت على درجة الدكتوراة عن رسالتها الموسومة ب""العبودية والإبادة العرقية في الرواية العربية.. دراسة ثقافية في نماذج مختارة".
عملت فى الحقل الصحفي ولها العديد من المقالات والدراسات الأدبية في المواقع الصحفية والمجالات النقدية. تُعدُّ مجموعتها القصصية (بقايا جيل التسعينيات 1992) الصدارة عن دار بِبلومانيا للنشر والتوزيع، أول أعمالها الأدبيّة المطبوعة.