فى ضيافة "الدستور".. بدء حفل توقيع ومناقشة رواية "الفراودة" لدينا الحمامى
بدأت منذ قليل فعاليات الأمسية الثقافية لمناقشة وتوقيع رواية "الفراودة.. سيرة الفقد والإلهاء" في ضيافة مؤسسة "الدستور" الصحفية، وهي أولى التجارب السردية الروائية لمؤلفتها دينا الحمامي، والصادرة عن دار ريشة للنشر.
ويشارك في الأمسية الإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير مؤسسة "الدستور"، الناشر حسين عثمان، مدير دار ريشة للنشر، الناقد الكاتب مجدي نصار، والناقد إيهاب الملاح.
وكانت الرواية قد صدرت مطلع العام الجاري، بالتزامن مع الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مطلع العام الجاري 2024.
وفي دراسته النقدية عن رواية "الفراودة"، يذهب الناقد مجدي نصار إلى: "فى قرية تساير التطور التكنولوجي لكن روحها تتسم بالرجعية، يتحرك السرد فى مسارين: الماضى التأسيسى والحاضر الذى يندفع للأمام إثر لعنة أصابت الفراودة".
تؤسس "الحمامى" بنية شاقة - خاصة فى العمل الأول - إذ تلجأ لتقنية الأصوات المتعددة، فتقسِّم الرواية إلى سرديات صغرى - متجاورة ومتتابعة - تسهم جميعها في تشييد السردية الكلية، كل صوت يضع بصمته في الحكاية «يستعرض خلفيته الماضوية عبر الفلاشباك ويمنحنا صورًا من العام الحاصل بالقرية»، أحيانًا يتوقف الصوت فى منتصف حدث فارق، ويتركنا متشوقين لبقيته التى تأتى على لسان صوت آخر، أى أن كل حكاية تحيلنا لأخرى، فتصبح البنية الزمانية ذات وجهين: واحد متطور دراميًا يتناول اللعنة وأصداءها، وآخر يتعمق فى ماضى المكان وشخوصه ويقارب بين الواقعين المحلى والخارجى.
تجيد الكاتبة - دينا الحمامي - لعبة التصعيد الدرامي، تُقطِّر الحبكة في جرعات بينها مسافات محسوبة، تولِّد اللعنات تباعًا: تنتشر العنوسة وفق إرادة غير مرئية، يتيبس البلح على النخل، يشتد القيظ، تكتسى القرية بالجراد والأفاعى، ويواجه الناس مجاعة موحشة. يتخلل هذا التطور العام تطور فى وعى الشخصيات وأفعالها: أميرة تراود نائل بينما أخوه فخر يضمر لها حبًا كبيرًا ولا يصرح به، لتتزوج فى النهاية من ميسر بك، المستثمر الأجنبى. عناية ومنصف يهزمان الشبق واللعنة والتقاليد فى لقاء خفى. تتجلى الصراعات فى مستويات متعددة: صراع الأجيال ورغبة الأبناء فى «قتل الأب»، صراع الواقع مع الخرافة «الشيخ عبدالقادر»، صراع الفقر مع رأس المال «نائل وميسر بك»، صراع الناس مع السلطة «نائل»، اتحاد السلطات السياسية والدينية والمالية متمثلة فى نائل الذى يحكم القرية ويتحكم فى اقتصادها ويخطب فى الناس فى بيته وفى المسجد. تعرِّج الرواية على مضامين كالدجل والنميمة والاستسلام الجمعى، كما تناقش قضايا شائكة كالمساكنة وجرائم الشرف.