"عرض مغرٍ للعمل كـ راقص".. حكايات فاروق فلوكس فى برلين
![مسرحية الواد سيد](images/no.jpg)
تناول الكاتب حسن الزوام، في كتابه "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، سيرة الفنان الكبير فاروق فلوكس وتحدث في أحد فصوله عن عمله في مسرحية الواد سيد الشغال وسفره إلى ألمانيا.
يقول فاروق فلوكس: "انتقلت مسرحية "الواد سيد الشغال" إلى ألمانيا للعرض هناك وتحديدًا في مدينة كولونيا، سافرت مع الفرقة في رحلة استمرت قرابة الشهر، كانت فترة جميلة في حياتي عام 1986".
الواد سيد الشغال
ويواصل فلوكس: "في ألمانيا، كونت صداقات عديدة، تعرفت على أسرة مصرية هناك، كانت تتولى مساعدتي على التجول في مدينة كولونيا، ومن خلالها زرت كاتدرائية دوم التاريخية، أكبر كنيسة كاثوليكية في أوروبا، والتي تعرضت لأربع عشرة ضربة بالقنابل الجوية خلال الحرب العالمية الثانية بسبب أبراجها العالية التي كان يسهل على طائرات العدو رؤيتها واستهدافها".
ويكمل: "بعد أن انتهت عروض المسرحية في كولونيا، تركت الفرقة وتواصلت مع صديقي محمد الجداوي الذي دعاني إلى زيارته في برلين، ووصف لي كيف أستقل القطار إلى هناك، في هذه الليلة، دعتني الأسرة المصرية إلى مقهى تعزف فيه الموسيقى، ظللت أرقص ليلتها كأني أقدم شو راقصًا وحدي، حتى إن صاحب المقهى عندما وجد تفاعلًا من الناس معي طلب أن أظل هنا وأقدم فقرة راقصة يومية بمقابل مادي، لكنني ضحكت ورفضت العرض بكل أدب".
فاروق فلوكس
ويواصل: "ودعت الأسرة المصرية الكريمة بعد أن أوصلوني إلى محطة القطار، كان أمامي بعض الوقت فدخلت إلى مقهى المحطة، جاء لي شاب ألماني جذبه الفضول إلى ملامحي الشرق أوسطية، جلس وتعرف علي وتحدث معي بالإنجليزية، أخبرني إنه يهودي ألماني يعمل في مصنع في كولونيا، تكلمنا عن الفارق بين اليهودي والإسرائيلي وكيف أنني تربيت وسط يهود مصريين في طفولتي، في نهاية الحوار، وعندما حان موعد تحرك القطار أوصلني إلى مقعدي في القطار".
ويستطرد: "استمرت رحلة القطار إلى برلين سبع ساعات، وحدي في عربة القطار وفتاة تمسك طوال الرحلة بكتاب تقرأه في نهم، أخيرًا وصلت برلين، واستقبلني محمد الجداوي وبصحبته فنانة ألمانية كانت تتعلم الرقص على يده في مصر معها زوجها".
برلين
ويتابع: "وقتها كان سور برلين قد تم إسقاطه وعادت ألمانيا بلدًا موحدًا، اتفق معي الجداوي أن أرافق هذه الأسرة في النهار بينما هو في عمله، كان منزلهما في نفس البيت الذي كان يسكن فيه ألبرت أينشتاين المخترع المعروف، قضيت عشرة أيام ما بين البقاء مع هذه الأسرة الألمانية صباحًا، وفي المساء، مع صديقي محمد الجداوي".
ويختتم: "انتهت فترة ألمانيا، وحان موعد العودة إلى مصر، حجز لي الجداوي تذكرة العودة من مطار برلين الغربية، لكن حدث إضراب لعمال المطار، فاضطر الجداوي أن يبحث عن طائرة تعيدني إلى القاهرة من برلين الشرقية وقد كان".