فاروق فلوكس يروي قصة زواجه: كان لدىّ شعور عظيم بالفقد
في كتابه الصادر تحت عنوان "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، للكاتب حسن الزوام، يتناول فيه سيرة الفنان الكبير فاروق فلوكس، وتحدث في فصل منه عن قصة زواجه وطلاقه.
يقول فلوكس:"بعد طلاقي بفترة وجيزة، التقيت في إحدى الحفلات بسيدة اسمها نيرة، غاية في الرقي والجمال، أخلاق رفيعة وثقافة عالية وإلمام باللغات الإنجليزية والفرنسية، ظللت دون أن أدري أراقبها بعيني، وأعجبت بها لكني عرفت من خالتها أنها متزوجة.
زواج فاروق فلوكس
يكمل:"نسيت الموضوع ولم أسع حتى للتعرف عليها أو التقرب منها، ثم بمرور الوقت فوجئت بخالتها تقول لي إنها تطلقت من زوجها وأبو ابنها وابنتها، لم أتردد لحظة، بدأت السعي للتعرف عليها، منحتها بداية الوقت الكافي لتتخذ قرارًا يخص مشاعرها بعد الانفصال، ثم بعد عام ونصف تقريبًا من طلاقها طلبت يدها للزواج ووافقت، عشت مع نيرة أجمل ثلاث سنوات في عمري.
ويواصل:"كانت امرأة ودودة ورومانسية، مولودة في سان فرانسيسكو وترعرعت في باريس، تفهم في الذوق والإتيكيت، كانت تعد لي ملابسي عند السفر، وعندما كنت أضع يدي في جيبي أجد ورقة رقيقة معطرة باللغة الإنجليزية تقول: "أحبك"، وفي مرة أخرى في جيب البذلة ورقة تقول: "لا تنساني وأنت مسافر"؛ كل من يعرفها يحبها، حتى أن الفنانة وردة الجزائرية قالت لنا أنها ستنظم لنا حفلًا على شرف زواجنا.
ويكمل:"في هذه الفترة، جاء ابني أحمد لي في إستوديو الأهرام وطلب مني أن ينقل إقامته من بيت والدته ليعيش معي، وافقت بالطبع وذهبنا إلى والدته وأخبرناها برغبة أحمد، وافقت ونقل كل متعلقاته من بيت أمه ليعيش معي.
الزمن وأنا
ويستطرد:"أبلغت نيرة برغبة ابني في الحياة معنا فرحبت بوجوده، كنت في هذه الفترة أقيم مع نيرة في بيتها مع ابنها أحمد وابنتها ماجدة في عمارة "قوت القلوب"، أول شارع 26 يوليو من ناحية الأوبرا القديمة، إذن سيصبح في البيت "أحمدان"، أحمد ابني وأحمد ابنها.
يقول فاروق فلوكس:"في اليوم الأول وبينما ترحب نيرة بأحمد ابني، قال لها: "أنا جاي آخد أبويا منك"، كان ردها هادئًا دبلوماسيًّا ودودًا، لم تنفعل ولم تقل لي: "تعالى شوف ابنك بيقول ايه؟"، فقط قالت له "أنت اسمك ايه"، فقال لها: "أحمد فاروق فلوكس"، فقالت له: "أنت من يحمل اسم أبوك وأنا لم آخذ من اسمه شيء، سيظل أبوك وسيظل يحبك وأنا أيضًا سأحبك".
الفنان فاروق فلوكس
وأكد:"بمرور الوقت، أحبها أحمد كثيرًا من حسن معاملتها، لكن نشب صراع الديوك بين ابنها وابني، وتحول البيت الهادئ إلى ساحة معركة وتوترت العلاقة بيني وبينها.
وتابع "استحال مع هذا الوضع أن أتركه أو أتخلى عنه، فقررنا الانفصال وجمعت متعلقاتي وأتممنا الطلاق لدى المحامي، أوصلتها إلى بيتها وكان الوداع صعبًا وقاتلًا، غلبتنا فيه الدموع والعواطف في الشارع أمام شركة بيع المصنوعات ووسط الناس قبلتني وقبلتها، تركتني وذهبت إلى منزلها في الطريق المقابل.
واختتم حديثه بالقول: "تركتها وكنت ملتزمًا بالعرض يومها في "الواد سيد الشغال"، ولم أعرف ماذا فعلت على المسرح ولا ماذا قدمت، فقد كنت شاردًا حزينًا لدي شعور عظيم بالفقد، ظللت أطمئن عليها وعلى أحوالها حتى توفاها الله، كانت نيرة أسعد تجاربي في الزواج... لكن تلك هى الحياة".