كنيسة الروم الأرثوذكس تتأهب للاحتفال بعيد الميلاد 2024
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس بمصر بعيد الميلاد المجيد في 25 ديسمبر 2025، ويترأس البابا ثيودوروس الثاني، بابا الإسكندرية للروم الأرثوذكس، قداس عيد الميلاد المجيد، وفقًا للتقويم الغربي، صباح 25 ديسمبر2025، في كنيسة القديس نيقولاوس، بالمقر البطريركي بمنطقة الحمزاوي في القاهرة.
تحديد عيد الميلاد
من جهته، كتب الأب رومانوس الكريتي، راعي كنيسة الروم الأرثوذكس في اليونان، مقالة له عن تحديد الكنيسة لميلاد يسوع المسيح يوم 25 ديسمبر، على خلاف ما يُذكر عن أن الكنيسة رتبت هذا اليوم (25 ديسمبر) ليكون يوم عيد ميلاد يسوع المسيح ليحل محل عيد إله الشمس الروماني الذي يحتفل به الوثنيون، وذلك تحت عنوان: "الكذبة الأكثر شيوعًا وانتشارًا حول عيد الميلاد".
أكذوبة قديمة
وتابع: منذ القرن الثامن عشر بدأت تنتشر أكذوبة أطلقها الملحدون وأعداء المسيحية- وللأسف تأثر بها بعض المسيحيين أنفسهم- مدَّعين أنّ الكنيسة أخذت تاريخ "25 ديسمبر" من العيد الروماني الوثني لميلاد الشمس التي لا تُقهر Deus sol invictus وجعلته عيدًا لميلاد المسيح، لتمحو عن هذا اليوم طابعه الوثني وتستبدله بطابع مسيحي. فما مدى صحّة هذا الزعم؟!
مخطوطة لتفسير سفر دانيال النبى
وواصل: إنه في مخطوطة لتفسير سفر دانيال النبي، كتبها القديس هيبوليتوس الروماني (170- 235م) ويُرجِّح العلماء أنها تعود إلى سنة 207م، يقول فيها ما يلي: "المجيء الأول لربّنا في الجسد، عندما ولد في بيت لحم، ثمانية أيام قبل شهر يناير (أي 25 ديسمبر) في اليوم الرابع من الأسبوع (أي يوم الأربعاء) في العام الثاني والأربعين لِمُلك أوغسطوس (قيصر)".
وتابع: من المعلوم تاريخيًا أن الإمبراطور الروماني أورليان حدّد لأول مرة يوم 25 ديسمبر عيدًا لإله الشمس التي لا تُقهر "Deus sol invictus" في عام 274م، أي أنه قبل أن يُحدِّد أورليان عيد ميلاد الشمس بحوالي67 سنة توجد لدينا شهادة تاريخية قيّمة تُثبت وتؤكد أن احتفال المسيحيين في روما بميلاد المسيح في هذا التاريخ سابق بكثير لاحتفال الرومانيين الوثنيين به بعيد آلهة الشمس، فكيف والحال يكون المسيحيون هم الذين أخذوا هذا التاريخ من الرومان وجعلوه عيد ميلاد المسيح؟
وأضاف: ولنفترض جَدلًا وتماشيًا مع من يُشكّك في عمر المخطوطة، أن القديس هيبوليتوس الروماني كتب هذه المخطوطة في نفس العام الذي توفي فيه، أي في سنة 235 أو 236م، فهذا يعني أيضًا أن شهادته على ميلاد المسيح في 25 ديسمبر سابقة لتحديد أورليان الاحتفال بميلاد الشمس في نفس هذا التاريخ بحوالي أربعين سنة، فكيف إذن يكون أصل تاريخ ميلاد المسيح مأخوذ من ميلاد الشمس الوثني، فالحقيقة واضحة إذن، وهي تمامًا على عكس ما يدّعيه البعض، لأنّ الإمبراطور أورليان هو الذي كان يُقلِّد المسيحية ويُنافس انتشارها وتناميها المتصاعد في الإمبراطورية الرومانية، الأمر الذي جعله يُحدِّد عيد "ميلاد الشمس التي لا تُقهر" في نفس الموعد الذي يُعيِّد فيه المسيحيون في روما لميلاد المسيح.