في ذكرى ميلاده.. ما سر عبقرية الألماني بيتهوفن؟
استطاع لودفيج بيتهوفن، أن يغير وجه التاريخ بموسيقاه، فهو الموسيقار الألماني الذي تحدى الظروف الصعبة، وعلى رأسها فقدانه لحاسة السمع، ليترك لنا إرثًا موسيقيًا خالدًا تتردد ألحانه في أرجاء العالم حتى اليوم.
ويوافق اليوم 17 ديسمبر، ذكرى ميلاد الفنان الموسيقى بيتهوفن عام 1770 فما هو سر هذه العبقرية التي خلدت اسمه؟ وكيف استطاع بيتهوفن تحويل مأساته إلى مصدر إلهام وإبداع؟
طفولة بيتهوفن
ولد بيتهوفن ١٧٧٠ وكان له شقيقان أصغر منه سنًا، وهم كاسبر الذي ولد عام 1774 ويوهان الذي ولد 1776 كانت والدة بيتهوفن، تدعى ماريا ماجدالينا، وكان والده يوهان فان بيتهوفن موسيقى عاديًا اشتهر بإدمانه للكحول أكثر من أي قدرة موسيقية لديه، على الرغم أن جد بيتهوفن، كان قائد الفرقة الموسيقية، هو الموسيقي الأكثر ازدهارًا وشهرة في بون، في ذلك الوقت.
كيف ظهرت موهبته الموسيقية منذ طفولته؟
تعلم بيتهوفن عزف البيانو منذ سن الرابعة، وتدرب تحت إشراف والده، وكان يدربه على العزف بشكل قاسي، حيث كان يحلم الوالد بأن يصبح ابنه "معجزة موسيقية" مثل موزارت".
عانى بيتهوفن، طيلة حياته من صعوبات في الحساب والتهجئة، وكشف بعض مؤرخي سيرته الذاتية أنه ربما كان يعاني من عسر القراءة الخفيف، وكما قال هو نفسه: "الموسيقى تأتي إليّ أسرع من الكلمات".
وفي عام 1781، وفي سن العاشرة، انسحب بيتهوفن من المدرسة لدراسة الموسيقى بدوام كامل مع الموسيقي كريستيان جوتلوب نيف، عازف الأرجن المعين، وفي سن الثانية عشرة، نشر بيتهوفن أول مقطوعة موسيقية له.
ألف بيتهوفن مقطوعة تلو الأخرى جعلته ملحنًا بارعًا بلغ نضجه الموسيقي، وتُظهر الرباعيات الوترية الستة التي نشرها في عام 1801 إتقانه التام لأصعب الأشكال الموسيقية وأكثرها تقديرًا في فيينا.
تحدي الصمم.. كيف قهر بيتهوفن الإعاقة؟
وألف بيتهوفن باليه "مخلوقات بروميثيوس" في 1801، وهو باليه شهير للغاية تم عرضه 27 مرة على مسرح البلاط الإمبراطوري، وفي نفس الوقت تقريبًا اكتشف بيتهوفن أنه فقد سمعه.
وكافح بيتهوفن من أجل التعامل مع حقيقة صادمة ومروعة، حقيقة حاول بشدة إخفاءها: لقد أصبح أصمًا.
بحلول مطلع القرن التاسع عشر، أصبح بيتهوفن يواجه صعوبة في فهم الكلمات التي تُقال له أثناء المحادثة.
في رسالة مؤثرة كتبها بيتهوفن إلى صديقه فرانز فيجلر عام 1801، كشف بيتهوفن عن حزنه الشديد قائلًا: "لا بد أن أعترف بأنني أعيش حياة بائسة، فقد توقفت عن حضور أي مناسبات اجتماعية لمدة عامين تقريبًا، وذلك لأنني أجد صعوبة في أن أقول للناس:أنا أصم ولو كنت أعمل في أي مهنة أخرى، لربما كنت قادرًا على التعامل مع إعاقتي؛ ولكن في مهنتي، فإن هذا يشكل إعاقة رهيبة".
أشهر أعمال بيتهوفن الموسيقية
ورغم إعاقته السمعية، إلا أن بيتهوفن تمكن من تغيير وجه العالم الموسيقي، بعدما ألف السيمفونية رقم 5، وهي واحدة من أشهر أعمال بيتهوفن بين الجماهير المعاصرة، وبدأ بيتهوفن تأليف هذه المقطوعة في 1804، لكن إكمالها تأخر عدة مرات بسبب مشاريع أخرى وعُرضت لأول مرة في نفس وقت السيمفونية السادسة لبيتهوفن، في عام 1808 في فيينا.
وفي عام 1810، أكمل بيتهوفن مقطوعته الموسيقية "من أجل إليز"، على الرغم من أنها لم تُنشر إلا بعد مرور 40 عامًا على وفاته، ووفي 1867، اكتشفها عالم موسيقى ألماني، إلا أن المخطوطة الأصلية لبيتهوفن ضاعت بعد ذلك، ويشار إلى أن المقطوعة ألفها بيتهوفن لصديقته وحبيبته تيريز مالفاتي، التي سبق وتقدم إليها بالزواج، لكنه لم يتم.
وتظل السيمفونية التاسعة والأخيرة لبيتهوفن، التي اكتملت في عام 1824، أعظم إنجازات الملحن الشهير، ولعل النهاية الكورالية الشهيرة لهذه السيمفونية، التي تضم أربعة عازفين منفردين يغنون كلمات قصيدة فريدريش شيلر "نشيد الفرح"، هي أشهر قطعة موسيقية في التاريخ.