لبنان بين انتهاكات الاحتلال وأزمة الرئاسة.. مشهد ضبابي وأمل بالخلاص
يشهد لبنان تطورات متسارعة على مختلف الأصعدة، مع استمرار الخروقات الإسرائيلية جنوبًا، وتصاعد التوترات السياسية حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية. المشهد الداخلي يزداد تعقيدًا مع اقتراب موعد جلسة التاسع من يناير 2025 التي يُعوّل عليها لإنهاء الشغور الرئاسي المستمر منذ أكثر من عامين، وسط أزمات أمنية واقتصادية خانقة.
الاحتلال الإسرائيلي يواصل الانتهاكات فى الجنوب
لا تزال الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مستمرة بشكل يومي في جنوب لبنان، حيث أفادت الوكالة الوطنية للإعلام أن الاحتلال نسف منازل في بلدتي كفر كلا والناقورة.
كما جرفت قوات الاحتلال الطرق الفرعية، وسط تحليق طائرة مسيّرة إسرائيلية على علو منخفض في أجواء مدينة صور، مما يزيد من حالة التوتر.
وفي بيان مقتضب، أعلن جيش الاحتلال عن دوي انفجارات في منطقة الجليل الأعلى ناتجة عن "عمليات روتينية" داخل جنوب لبنان، في محاولة لتهدئة المخاوف من تصعيد أمني.
حراك أممي وحكومي
من جانبه، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفدًا من بعثة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة، حيث جرى عرض المستجدات الأمنية والسياسية. كما بحث ميقاتي مع البنك الدولي المشروعات التنموية في لبنان، بينما ناقش مع وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي أوضاع الوزارة في ظل الأزمات المتفاقمة.
الأزمة الرئاسية.. جلسة 9 يناير تحت المجهر
يتجه الاهتمام السياسي في لبنان نحو جلسة التاسع من يناير 2025 النيابية، التي يتوقع أن تضع حدًا للشغور الرئاسي الممتد منذ عامين. ومع ذلك، لا تزال الخلافات حول مواصفات الرئيس المقبل تعرقل التوافق.
فيما يسعى الثنائي الشيعي ("حزب الله" و"حركة أمل") لانتخاب رئيس يضمن استمرار المقاومة وسلاحها، قبل دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض خوفًا من تغييرات مفاجئة، أما القوى السيادية والمعارضة، وفي مقدمتها حزب القوات اللبنانية، تركز على انتخاب رئيس بمواصفات سيادية وقادر على إخراج لبنان من عزلته العربية والدولية.
سقوط المرشحين التقليديين وبورصة أسماء جديدة
شهدت الأيام الماضية تصاعدًا في الترشيحات الرئاسية بعد سقوط مرشحي المرحلة السابقة: سليمان فرنجية وجهاد أزعور. وفيما يدرس البعض ترشيحات جديدة مثل قائد الجيش العماد جوزف عون، تدور الكواليس حول سيناريو "تهريبة رئاسية" يقودها نبيه بري بالتنسيق مع جبران باسيل، إلا أن هذا السيناريو يواجه رفضًا واسعًا من القوى السيادية.
البطريرك الراعي.. الأمل في الخلاص
وفي مؤتمر ترسيخ الوجود المسيحي في بكركي، أكد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن "لبنان لا يموت"، معربًا عن ثقته بانتخاب رئيس جديد في 2025، التي أعلنها البابا فرانسيس "سنة مقدسة". وشدد الراعي على ضرورة إعادة بناء لبنان بثقة وتكاتف الجميع.