سوريا رايحة على فين؟!
مشاهد تحطيم السوريين تماثيل رئيسهم الراحل حافظ الأسد، والد الرئيس الهارب بشار الأسد، التى يحاول البعض «عبثًا» تشبيهها بمشهد الإسقاط الشهير لتمثال الشهيد صدام، فى ساحة الفردوس قبل عقدين كاملين، والذى اعتبر توثيقًا مصورًا لإحتلال أمريكا للعراق سنة ٢٠٠٣! - مشاهد تحطيم التماثيل، واقتحام القصور الرئاسية، وفتح أبواب السجون، والمقاطع التى تناثرت وانتشرت فى كل مواقع التواصل، تدفعنا اليوم للتدبر فى مستقبل سوريا وأهلها! ماذا يراد بها؟ ما الذى ينتظرها؟ وكيف سيكون مصيرها؟! وهذا هو ما أظن أنه الأهم الآن.
أما موضوع التشبيه بين ما جرى سابقًا فى العراق وبين ما يحدث اليوم فى سوريا، فهو أمر متروك لكل شخص يقيّمه حسب قناعاته، وإن كنت أرى أن التشبيه فى حد ذاته مرفوض، والمقارنة أساسًا غير قائمة، ولا هى عادلة! من أسقط تمثال صدام كانوا جنودًا أمريكان، ومن يحطم التماثيل الآن هم أهل سوريا الشجعان، الثوار الأحرار الذين أسقطوا بشار، والذى لولا هروبه، لكنت أول المدافعين عن بقائه حرصًا على تماسك الدولة السورية، لكنه هرب وتركها للمجهول! ومن هذا المنطلق أقول، إن إجراء أى مقارنة، بين الشهيد الراحل صدام، واللاجئ الهارب بشار أمر عبثى! فشتان الفارق بين رجل أطلق ٣٩ صاروخا على الصهاينة، وبين شخص خائن أو جبان، لم يدر بخلده يومًا أن يحرر الجولان! وهنقارن مين بمين؟؟.. «ألم ترى أن السيف ينقص قدره، إذا قيل إن السيف أمضى من العصا؟!».
أنا لا أعتقد «جازمًا» أن هناك سوريا وًاحدًا، بات مهتمًا الآن بعرفة مصير بشار، بينما كل السوريين، بل كل العرب والمسلمين، وبعض أهل الغرب المنصفين، جميعهم منشغلون بما ستؤول إليه الأوضاع فى سوريا الحبيبة، التى هرب رئيسها وتركها نهيبة يتربص بها الطامعون!
إسرائيل لن تكتفى بالجولان، والأمريكان هيضغطوا على إيران، وإيران هتعيد النظر فى تحالفاتها السياسية، وهتحاول تطوير قدراتها العسكرية والنووية، وتركيا عينها على حلب، وروسيا منشغلة بحربها، وإسرائيل بتتفسح فى سوريا ومش مقصرة فى ضربها، معسكرات بتضرب، مطارات بتضرب، مصانع بتضرب، أراضى بتضم، مزارع بتحتل، ولا حد بيقول لها بتعملى إيه؟ وكأنه لا فيه مجتمع دولى، ولا مجلس أمن، وكأنهم مش شايفين!!! وسؤالى للإخوة السوريين: هى سوريا رايحة على فين؟!
حفظ الله بلدنا، وأعان قائدنا ونصرنا.