رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلمتان لمدرب الأهلى!

لو صحت التصريحات المنسوبة للمدير الفنى للأهلى عن حال الناس فى بلدنا، فهو مطالب بالاعتذار لأهل مصر وشعبها، غنيها وفقيرها. ما ذكره الأخ المدرب عن وطننا فى كلماته، وتضمنته تصريحاته، عن شعبنا وسلوكياته، يصورنا للعالم- حتى وإن لم يقصد- وكأننا شعب جبلى، بدائى أو بدوى، لم يرَ الحداثة يومًا، أو لم يسمع عنها أبدًا. 
الناس يجلسون فى صندوق السيارة الخلفى دون أن يزعجهم ذلك، حتى الشرطة لا تعترض! هذا ما نُسب لـ«الكابتن» أنه قاله على صفحته، أو فى صحيفة رياضية عالمية، سيقرأها محبو الكرة بكل ما لها من تأثير، نظرًا لجمهورها الكبير، وهو ما قد يضر بالسياحة. وأنا بدورى أسأله، هل كل الناس فى بلدى «يُحشرون» فى الصناديق الخلفية للسيارات خلال تنقلاتهم اليومية؟ وهل شرطة المرور عندنا لا تؤدى عملها؟ ما الذى يدريك يا كوتش أن مَن شاهدتهم بالصندوق لم يكونوا حالة استثنائية، جماعة تعرضوا لموقف عارض خلال سيرهم، وقد يكون هذا هو ما دفعهم إلى الركوب معًا بهذه الطريقة، وما داموا هم غير منزعجين، فما الذى أزعجك أنت؟!
يقول الكابتن أيضًا، إنه رأى عائلات بأكملها على دراجة نارية خلف الأب، الأم وثلاثة أطفال بدون خوذات، ومع ذلك يبدو كل شىء طبيعى. أيضًا يا مدرب الكرة، ما دام كل شىء طبيعى، حضرتك متضايق ليه؟! وفيه بينك وبين شرطة المرور إيه؟!. يُكمل المدير الفنى حديثه فيقول: فى أوروبا كل شىء منظم بشكل صارم، أما هنا فهناك مساحة أكبر للناس ليكونوا «كما هُم»! وأعود من جديد لأسأله، ما الذى تقصده جنابك بعبارة كما هُم؟! إن من تتحدث عنهم يا حضرة اللاعب السابق، ومدرب الكرة الحالى، أُناس لهم حضارة تهابها الدنيا، فلا يصح أن تتحدث عنهم بهذه الطريقة، وإن كانوا قد ضايقوك بالتفافهم حولك عند خروجك إلى الشارع، أو نادى عليك بعضهم من النوافذ خلال عبورك للطريق، فلأنك مدرب الأهلى وهم يعشقون الفريق، وإن كانوا، «حسب وصفك»، ينزلون من سياراتهم ويستوقفونك من أجل التقاط الصور معك، فهذا من كرمهم، ونبل أخلاقهم، وإكرامهم لضيوفهم، وهو أمر يُحسب لهم، أما عن اندهاشك من عدم انزعاج أحدهم أو اعتراضه على توقف الطريق أو انتظارهم فيه، فهذا أمر يخصنا، حضرتك لا شأن لك بيه؟ هو فيه بينك وبين المرور إيه؟! 
وبالنسبة لعدم اقتناء الناس قمصان أنديتهم، وتفضيلهم لشراء الطعام نظرًا لظروفهم، فياريت تخليك فى حالك ولا شأن لك بهم، فى أوروبا «اللى بتقارننا بيها» كل واحد هناك فى حاله، ياريت تخليك فى حالك، الله يصلح حالنا وحالك. 
حفظ الله بلدنا وأعان قائدنا ونصرنا.