شيّد منزلاً ولم يسكن فيه.. حكايات من دفتر الشاعر محمد الماغوط
تحل اليوم ذكرى ميلاد الشاعر السوري محمد الماغوط الذي ولد في مثل هذا اليوم من العام 1934 ورحل في 3 إبريل 2006، وهناك العديد من المواقف للشاعر الكبير منها تأسيسه لبيته الذي لم يسكن فيه ولو ليوم واحد.
ذكرى ميلاد محمد الماغوط
الحكاية كما يرويها الكاتب هشام عدرة في مقال له بمجلة الشارقة الثقافية 2019 يقول فيها:"من مفارقات القدر، أن الماغوط ترك مدينته ومسقط رأسه "سلمية" وسط سوريا في عام (١٩٥٠م)، ولم يعد إليها إلا في زيارتين ومناسبتي عزاء ولكنه في السنوات الخمس الأخيرة من حياته دب الحنين به لمدينته، وقرر بناء منزل بجانب بيت والده القديم، الذي عاش وترعرع فيه وسط المدينة، كلف شقيقه الأصغر إسماعيل بذلك، وطلب منه أن يقوم المهندس بتصميم البيت على غرار البيوت الدمشقية القديمة التي يعشقها بأقواس جميلة، وفسقية وسط باحة البيت.
محمد الماغوط
ويضيف: "بالفعل هذا ما حصل، أنجز البيت على أدق التفاصيل التي كان يتابعها الماغوط بالصور، وقبل نحو عشرة أيام من وفاته وكان المنزل قد بات جاهزًا، سافر شقيقه إلى دمشق والتقاه ليستعلم منه متى سيأتي إلى منزله الجاهز فقال له الماغوط في ١٠ ابريل سأسافر وأشاهد المنزل وأنام فيه ليلة واحدة.
ويختتم:"كان القدر له بالمرصاد، فقد توفي قبل 7 أيام من سفره إلى مدينته ليعود إليها يوم الخامس من إبريل في رحلته الأبدية، وليزور منزله الجديد الذي لم يشاهده إلا في الصور متوفى، وليسجى فيه قبل نقله إلى مقبرة العائلة في محطته الأبدية والنهائية والمنزل اليوم ينتظر محبو وعشاق أدب الماغوط تحويله إلى متحف خاص بحياته ومقتنياته وإلى قاعة ثقافية تستضيف الفعاليات الأدبية والفنية، وبعض أنشطة المهرجان الأدبي والمسرحي السنوي الذي تقيمه له مدينته في كل عام في ذكرى رحيله، والتي أطلقت حديقة باسمه وفاء لابنها المبدع، هذا المنزل الجميل بعمارته المستوحاة من التراث الدمشقي صار ملكًا لابنتيه (شام وسلاف المقيمتين خارج سوريا) كما حال منزل دمشق وهو مغلق حيث يشرف عليه حاليا شقيقه الأصغر إسماعيل والذي يزوره يوميا للعناية به.