سجلت بقائمة اليونسكو للتراث العالمي..
خالد إسماعيل يكشف للدستور عن استخدام الحناء كطقس "ترضية للأسياد"
قبل أيام، وخلال اجتماعات الدورة التاسعة عشرة للجنة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، نجحت مصر في تسجيل عنصر "الحناء: الطقوس، الممارسات الجمالية والاجتماعية" ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.
الحناء.. نبات البهجة عندالمصريين
وعن الحناء، وطقوسها ورمزيتها، قال الكاتب الروائي خالد إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: الحناء نبات له أوراق عطرية، ينمو فى المناطق الحارة و"مصر" من البلاد التى ينمو فيها منذ آلاف السنوات، وكان المصريون يستخدمونه فى تخضيب الأيدى والأقدام، وكانوا يعالجون به الشعر ويطهرونه من الحشرات.
والعرب المسلمون استخدموه فى تخضيب اللحى، وفى الريف المصرى له استخدامت أخرى، يستخدمه عمال "قمائن الطوب" مساء كل خميس، فى علاج آثار الكى الناتجة عن "الطوب الأحمرالمحترق" وهو الطوب المستخدم فى البناء، ويحرق فى أفران مخصوصة، والعمال القادمون من القرى يخرجونه من الأفران وتكون فيه بقايا النار فيحدث حروقًا فى أيديهم، والحناء هى النبات الوحيد القادر على علاج هذه الحروق.
الطقوس المرتبطة بنبات الحناء
ولفت “إسماعيل” إلي: من الطقوس المرتبطة بنبات الحناء، طقس "حنة العروسة" و"حنة العريس" وفيها يجتمع الأهل والأقارب ويغنون ويرقصون، ويضعون معجون الحناء فى أيديهم، والعروسة، تضع لها الحناء فى يديها، المرأة المختصة بهذا الأمر فى القرية، قد تكون من "الرقيق" أو العبيد المحررين، الذين يعملون عمل "البلّانة" أو "الكوافيرة" بلغة المدن.
وفى مناطق من صعيد مصر يسرفون فى "حنة العريس" حتى يلطخوا ثوبه الأبيض، وكل صديق له يضع قطعة على هذا الثوب، ولكن غالبية المناطق تتعامل مع "الحنة" معاملة رمزية، فيضع العريس قطعة صغيرة فى كل كفه اليمنى، وهناك "فلوس" يجمعها القائمون بعجن "الحناء" وتجهيزها، وفى كل الأحوال، يجمع هذه الأموال "البلانة والحلاق" وكأنها جزء من أجره السنوى الحديث هنا عن مناطق من سوهاج وأسيوط.
ترضية الأسياد بالحناء
وهناك طقس آخر مرتبط بالحناء، هو طقس "ترضية الأسياد" أو "التصالح مع الأسياد" ومقصود به دقة الزّار، فالمرأة "المريوحة" المصابة بالريح، أو الملبوسة، ترقص فى ليلة الصلح وهى مرتدية بدلة من الحرير، على أنغام إفريقية وأغنيات محفوظة، وتضع الحناء فى يديها، ومنهن من تضع الحناء طوال العام، باعتبارها من طلبات الأسياد"وهذا الطقس أفريقى حملته الجوارى، من الحبشة واستقر فى بيوت الباشوات والأعيان، ومازالت فرق الزار تقوم بطقوسه فى القرى، ومازالت "الحناء" ضمن طقوسه، وكل الطقوس التى يؤديها المصريون وتكون "الحناء" طرفًا فيها هى طقوس مبهجة، حتى طقس "ختان الذكور" تدخل الحناء فيه، فالطفل الذى سوف يُختن، يلبسونه "الرومية" أو الجلباب الأبيض، ويعجنون الحناء ويضعون له فى يديه منها، وفى الصباح يأتى "الحلاق" الذى يقوم بعملية الختن، وهو طقس مؤلم للطفل لكنه مبهج للعائلة، التى أصبح لديها "ذكر" يمثل إضافة لقوتها وعزوتها، فالحناء مرتبطة بالبهجة فى حياة المصريين منذ عصر قدماء المصريين.