"الحناء".. من "قطر الندي" إلى قائمة التراث العالمي باليونسكو
أسفرت جهود وزارة الثقافة، عن تسجيل عنصر “الحناء”، ضمن قوائم التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، خلال اجتماعات الدورة التاسعة عشرة للجنة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي، والتي عقدت في مدينة أسنسيون، عاصمة باراجواي.
“الحناء”.. من "قطر الندي" إلى قائمة التراث العالمي باليونسكو
من رمز للفرح والبهجة وإعلان مظاهر الزواج، مرورا باستخدامه في الزينة وصبغ الشعر، وصولا إلى استخدامه في “تغسيل” الميت، لعبت “الحناء” أدوارا في التراث الشعبي لشعوب المنطقة العربية، وفي القلب منها مصر.
ليلة “الحناء”، ورغم التغييرات التي دخلت على مظاهر وطقوس الزواج والإعلان عنه، إلا أن طقس “الحناء”، مازال طقسا ثابتا لا تتنازل عنه أية فتاة. وتصاحبها أشهر الأغنيات التي ألفت وغنت خصيصا لهذا الطقس ووصفه، ومن أبرز هذه الأغنيات، أغنية “الحنة.. الحنة يا حنة يا قطر الندي”، فمن هي قطر الندي التي ارتبط بها هذا الطقس؟
عن هذا الارتباط، وأصل طقس الحناء، والأغنيات التي غنيت عن الحناء وغيرها، قالت الكاتبة والباحثة في التراث الشعبي، صفاء عبد المنعم، في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: “أعتقد أنها جاءت في عهد خماروية عند زفاف ابنته قطر الندى. وغني لها المصريين الأغنية الشهيرة، ”يا حنة.. يا حنة يا قطر الندى.. يا شباك حبيبي يا عيني جلاب الهوى" وانتشرت بعد ذلك وأصبحت أغنية شعبية تغنى في الأفراح.
أقوال وأمثال عن الحناء
وتابعت “عبد المنعم”: وهناك مثل شهير “اللي ما تتحناش ما تتهناش”، وكذلك يوجد أغنية جمع ميداني في كتاب "آه يا ناعمة ياغريبة" أغاني الأفراح.
وأغنية “يا خوفي من أمك لتدور عليك..لخبيك في شعري يا عيني واتسرح أو أضفر عليك…يا حنة يا حنة يا قطر الندى.. يا شباك حبيبي يا عيني جلاب الهوى.. يا خوفي من اختك لتدور عليك.. لحطك في عيني يا عيني واتكحل عليك”. وهناك أغنية الفنانة شادية الشهيرة وهى تغني يا “حنة يا حنة”.
طقوس الحناء
وحول الطقوس المرتبطة بـ “الحناء”، أضافت “عبد المنعم”: فى عام 1976، حضرت في بلدنا الباجور منوفية فرح إحدى خالاتي، ورأيت جميع عادات وتقاليد الفرح كاملة.
ليلة الحناء
في الصباح يتم شراء الحناء من عند العطار، وعجنها بالماء وتركها حتى المساء لتختمر، ويمكن أن تعجن بكوب شاي أو ماء كركادية ويوضع عليها نبات قرض حتى تعطي سوادا داكنا وتستمر لمدة طويلة.
في المساء، بعد المغرب تأتي الماشطة أو واحدة من أفراد الأسرة، وتضع الحناء داخل صينية والبنات تلتف حولها تغني، والعروس ترتدي فستانا جديدا أحمر أو بمبي وتجلس على الكرسي، والبنات ترقص وتغني وتزغرد لها.
ليلة الحناء العريس
ويتم وضع نقوط أثناء “تحنين” العروس.تفرد الماشطة منديلا في حجرها وتوضع بداخله النقطة. وبعد تحنين العروس، تمد كل الحاضرات أيديهن لوضع الحنة داخلها.وفي نهاية السهرة تربط قدمي ويدي العروس وتنام بالحناء وفي الصباح تغسلهما.
ولفتت “عبد المنعم” إلى: وتكون الحناء لونها أحمر داكن مسود.وكذلك يحدث عند العريس، يأتي الحلاق يقص له شعره.
وربما يأتي العريس في الفرح ليلة الحنة بمغني “صييت” يحيي الليلة. وتذبح الذبائح أو تقام وليمة حسب قدرة العريس.
ويتم “تنقيط” المزين والعريس أيضا، ويذكر رقم النقطة واسم المنقط وأحيانا يقال: فلان بينقط بخيره، وخلف الله عليه.
توضع نقطة المزين في جيبه ونقطة العريس في حجره وهو جالسا، وفي نهاية الليلة توضع الحنة في يديه وقدميه، والباقي يوزع على الحاضرين. وفي بعض المناطق يتم زف الحنة في الشوارع بالطبل والمزمار أيضا.