رئيس حزب «الإصلاح والنهضة»: نشر الشائعات ليس أمرًا عشوائيًا بل مخطط متعمد تقوده قوى إقليمية ودولية
أكد هشام عبدالعزيز، رئيس حزب «الإصلاح والنهضة»، أن الشائعات تُعد سلاحًا خطيرًا يستهدف المجتمع المصرى من الداخل، عبر زرع الفتن والتأثير سلبًا على الوطن والمواطن، موضحًا أن نشر الشائعات عن مصر ليس أمرًا عشوائيًا، بل هو مخطط متعمد تقوده قوى إقليمية ودولية، وسلاح «أهل الشر» لضرب مصر، «عمود الخيمة» فى استقرار المنطقة.
وأوضح «عبدالعزيز»، فى حديثه لـ«الدستور»، أن الحملات التى تستهدف مصر تُدار من أطراف خارجية وداخلية، تستخدم الشائعات لضرب الثقة بين الشعب والدولة، وتنفيذ أجندات تخدم مصالح هذه الأطراف على حساب أمن واستقرار مصر، مشيرًا إلى أن التصدى لهذه الحرب يتطلب بناء الوعى وتعزيز الانتماء لدى المواطن، واصفًا الإعلام بأنه خط الدفاع الأول فى هذه المعركة.
■ بداية.. كيف ترى حرب الشائعات التى تواجهها مصر على مدار السنوات الماضية؟
- الشائعات تعد سلاحًا خطيرًا يستهدف المجتمع من الداخل، لأنها تزرع الفتن وتؤثر سلبًا على الأمن القومى.
وانتشار الشائعات يعمل على زعزعة الثقة بين أفراد المجتمع ومؤسساته، مما يؤدى إلى خلق حالة من البلبلة والخوف، الأمر الذى يستدعى بالضرورة نشر الوعى بخطورة هذا التهديد الذى يضرب فى صميم الاستقرار الاجتماعى والاقتصادى للدولة.
■ لماذا ازدادت حدة الشائعات ضد الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة؟
- ازدياد الشائعات ضد مصر ليس أمرًا عشوائيًا، بل هو جزء من مخطط متعمد، تقوده قوى إقليمية ودولية، تهدف إلى إضعاف دور مصر الريادى فى المنطقة، فمصر تمثل «عمود الخيمة»، الذى يضمن استقرار المنطقة، وهذا ما يجعلها هدفًا دائمًا لأعدائها، الذين يحاولون تشويه صورتها وعرقلة جهودها فى القضايا الإقليمية والدولية، خاصة بعد فشل محاولات «أهل الشر» إسقاط الدولة المصرية أو النيل من استقرارها، أى أن الشائعات هى «سلاح اليأس»، بعد فشل مخططات هؤلاء.
■ تلعب مواقع التواصل الاجتماعى دورًا رئيسيًا فى نشر الشائعات.. فكيف نواجه الأمر؟
- مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت الوسيلة الرئيسية لنشر الشائعات، لما تتسم به من سرعة كبيرة، خاصة فى ظل غياب الرقابة وضعف الوعى الرقمى.
ولذا، فمن الضرورى العمل على تعزيز التثقيف الرقمى لدى المواطنين، وسن تشريعات تجرم نشر الأخبار الكاذبة، إلى جانب زيادة دور الإعلام فى كشف الحقائق وتفنيد الأكاذيب بسرعة.
وذلك لا يعنى عدم أهمية وسائل التواصل الاجتماعى فى تعزيز الوعى ومواجهة الشائعات، لأن الإعلام الرقمى بأشكاله المختلفة سلاح ذو حدين، ونقل الحقيقة بات أسهل أيضًا فى ظل توافر القنوات الرقمية التى تسهل الوصول إلى جميع المواطنين فى وقت قصير وبشكل فعال.
ومن ناحيتى، أدعو إلى استثمار المؤثرين على الفضاء الرقمى فى إيصال المعلومة الصحيحة ودحض الأكاذيب والشائعات.
■ فى رأيك.. مَن يقف وراء الحملات المنظمة التى تستهدف أمن واستقرار الوطن؟
- لا يخفى على أحد أن الحملات التى تستهدف مصر تُدار من أطراف خارجية وداخلية تسعى إلى زعزعة استقرار الوطن، هذه الأطراف تستخدم الشائعات كأداة لضرب الثقة بين الشعب والدولة، ولتنفيذ أجندات تخدم مصالحها على حساب استقرار مصر وأمنها.
وما تعرضت له جماعة الإخوان الإرهابية، والتنظيمات التابعة لها، من ضربة قاصمة على يد الشعب المصرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، وعلى يد المؤسسات الوطنية خلال الأعوام العشرة الماضية-لا يعنى أن الجماعة انتهت، فمثل هذه التنظيمات يرتكز عملها على نشر الشائعات والأكاذيب، لأنها تجيد العمل فى الظلام أفضل من النور، وتستثمر صعوبة الرقابة على القنوات الرقمية كسلاح لدعم ما يسمى «الجيوش الإلكترونية»، من أعضاء تلك التنظيمات وبعض المأجورين لنشر الأكاذيب.
■ كيف يمكن التصدى لهذه الحرب؟
- التصدى لحرب الشائعات يتطلب بناء وعى حقيقى لدى المواطنين، والتعليم يجب أن يكون فى مقدمة الأولويات، لتعزيز التفكير النقدى لدى الأجيال الجديدة.
والشعب المصرى لديه وعى كبير بخطورة الشائعات، لكنه يحتاج إلى دعم مستمر من الدولة والمؤسسات لتعزيز هذا الوعى.
كما أن تقوية الهوية الوطنية تبدأ من تعزيز الانتماء الوطنى، من خلال الأنشطة الثقافية والتعليمية التى تسلط الضوء على إنجازات الدولة وقيمها التاريخية.
■ ماذا عن دور الإعلام فى مواجهة الشائعات؟
- الإعلام والمجتمع المدنى لهما دور كبير فى تنظيم حملات توعية، تستهدف تعزيز قدرة المواطنين على التمييز بين الحقيقة والافتراءات، فالإعلام هو خط الدفاع الأول ضد الشائعات، ويجب أن يركز على تقديم المعلومة الصحيحة من مصادر موثوقة بسرعة وشفافية، إلى جانب دوره فى إبراز جهود الدولة فى مختلف المجالات، وتفنيد الأكاذيب بشكل فعال.
ما الرسالة التى توجهها للمصريين بهذا الشأن؟
- أقول للمصريين.. لا تسمحوا للشائعات بأن تزعزع ثقتكم بدولتكم، وكونوا على وعى بأن ما تواجهه مصر من حملات مضللة يهدف إلى ضرب استقرارها.. تماسكوا وادعموا وطنكم، فمصر قوية بكم وبقيادتكم، وقادرة على تجاوز كل التحديات، كما فعلت دائمًا عبر تاريخها الممتد.