توسعات سريعة لـ«المتحدة» لإعلام مصرى أكثر تطورًا
لأن المنافسة الإعلامية قد أصبحت منافسة شرسة، وأصبح الإعلام أكثر انفتاحًا وأكثر تأثيرًا على العقول بسبب التطورات التكنولوجية السريعة فى كل المجالات وفى كل الأنواع الإعلامية، فقد كان لزامًا على مصر أن تكون على مستوى المنافسة العالمية، وأن تحافظ على ريادتها الإعلامية فى منطقتنا، وأن تحاول أن تكون أكثر تأثيرًا على العقول، التى يسهم الإعلام فى تشكيلها فى السنوات الأخيرة بشكل لم يسبق له مثيل من قبل، وبشكلٍ واضح فى مختلف المجالات، حيث تلجأ بعض الدول إلى الإعلام للترويج لسياساتها وأهدافها، والحصول على أكبر عدد ممكن من المشاهدين فى العالم بأسره.
وفى تقديرى أنه لهذه الأسباب كان لا بد أن يكون الإعلام المصرى مواكبًا للتطورات الكبيرة فى المحالات المختلفة للإعلام، ومن هنا جاء تأسيس الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى قامت وبخطوات متسارعة بتأسيس كيان إعلامى كبير يهدف إلى تقديم إعلام مصرى يليق بمكانة مصر الراهنة، ويكون له دور فعال ومؤثر وسط العالم المتقدم، ويكون قادرًا على التفوق فى ظل المنافسة الإعلامية الكبيرة التى نراها بين الدول لاكتساب أكبر عدد من المشاهدين، ووسط عالم مفتوح على بعضه البعض، ما يجعل المنافسة شرسة وصعبة ومستمرة وبلا هوادة.
وفى تقديرى أن مصر تستحق أن يكون لها إعلام يتناسب مع مكانتها الحالية المرموقة وسط العالم، وللحفاظ على ريادتها وسط إعلام عالمى ينمو ويتطور ويتنامى بسرعة شديدة، إلا أننا فى الوقت نفسه لا بد أن ندرك أنه مع النمو الإعلامى المستمر والانفتاح العالمى بلا حدود على الأفكار والسلوكيات والثقافات مع التطور فى وسائل الإعلام الحالى، واتساقًا مع هذا، فإننا من الضرورى أن يكون لدينا إعلام مصرى يدرك أهدافه ورسالته التنويرية، وفى الوقت نفسه يحافظ على هويتنا المصرية العريقة والأصيلة، ويسهم فى بناء عقول مستنيرة ومتقدمة قادرة على استيعاب التطور العالمى السريع فى كل مجالات الحياة.
أقول هذا نظرًا لما شاهدناه من توسع سريع فى السنوات الأخيرة فى حجم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التى أرى أنها قد تمكنت فى سنوات قليلة من أن تثبت جدارتها بتقديم محتوى إعلامى متطور باستخدام التقنيات الحديثة، فضلًا عن التجويد المستمر فيما يقدم من محتوى، فهى قد تأسست فى مايو سنة ٢٠١٦، وسرعان ما أصبحت منظومة إعلامية قوية وضخمة لها رسالة مؤثرة تجتهد فيها بالارتقاء بالمحتوى الإعلامى، من خلال تقديم أنواع إعلامية عديدة من قنوات تليفزيونية وإذاعية، والمنصة الرسمية «watch it» التى تقدم المحتوى المدفوع، وذلك فى ظل التحول الرقمى والمحتوى المدفوع.
أما بالنسبة للقنوات، فهى تضم العديد من القنوات والشبكات التليفزيونية، منها: دى إم سى وسى بى سى وأون والحياة، والقنوات الإخبارية إكسترا نيوز، والقاهرة الإخبارية، والقناة الوثائقية، والقنوات الدينية مثل الناس وقرآن كريم، وهى تمتلك أكثر من ٤٠ شركة رائدة فى مختلف المجالات الإعلامية، فإلى جانب القنوات والمنصة فهى تضم أيضًا إعلامًا مطبوعًا وإعلامًا إلكترونيًا وإنتاجًا دراميًا وخدمات إعلانية مباشرة وغير مباشرة، وخدمات الحقوق الرياضية أيضًا وتسويقها.
وأتوقف عند الإنتاج الدرامى، حيث من الواضح والجلى أن الشركة المتحدة قد قدمت دراما متنوعة، الكثير منها متميز، وأفلامًا سينمائية نجح العديد منها، وكانت ذات مضمون جيد، وتقدم رسالة تقوم على المسئولية المجتمعية، وفى ٢٠١٧ بدأت فى تنفيذ الإنتاج التليفزيونى الوطنى، ومن أنجحها فى تقديرى بتقديم رسالة ذات مضمون هادف مسلسلات ناجحة مثل: الاختيار ١ و٢، وهجمة مرتدة، والقاهرة كابول، والحشاشين، وجزيرة غمام، والكتيبة ١٠١، وفرقة ناجى عطاالله، وكلبش بأجزائه الـ٣.
ثم جاء إطلاق قناة القاهرة الإخبارية سنة ٢٠٢٢، لتكون أكبر قناة إخبارية تبث باللغة العربية على مدار ٢٤ ساعة، لتكون منصة لتقديم الخبر الصادق والبرامج الإخبارية المتميزة انطلاقًا من الإعلام المصرى الصائب، وتلاها إطلاق قناة مصر الوثائقية التى تهدف إلى تعزيز دور الأفلام الوثائقية فى المجتمع، ونشر أفلام وثائقية توضح تاريخ مصر بمختلف تفاصيله بشكل صحيح، وتتناول قضايا وموضوعات متنوعة وشخصيات مؤثرة فى أفلام وثائقية فى مختلف المجالات من مصر وخارجها، وتم إطلاقها فى شهر فبراير ٢٠٢٣.
وهكذا تحولت الشركة المتحدة خلال عدة سنوات قليلة إلى واحد من أكبر الكيانات الإعلامية فى المنطقة العربية، وأتمنى بالإضافة إلى ما أنجزته بشكل متميز أن تنطلق إلى الآفاق العالمية قريبًا بتقديم قناة باللغة الإنجليزية بها مضمون متنوع يتمكن من المنافسة على مستوى العالم، ويصبح منصة عالمية تقدم رؤية مصر وحاضرها وتقدمها وتاريخها العريق، بما يتناسب مع إمكانياتها البشرية وقوتها الناعمة، لتصبح رؤية مصر ودورها أكثر تأثيرًا على العالم الخارجى.
وهو أمر ممكن وليس مستحيلًا، ويمكن تحقيقه قريبًا بالعقول المصرية المتطورة والمستنيرة، وبالكفاءات المتميزة التى يزخر بها بلدنا الحبيب.