وزير الأوقاف: أرض الكنانة ما زالت مثل الشموس الساطعة فى سماء التلاوة
قال الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، إن مصر لها السبق في حمل راية القرآن الكريم، وتوالت الأجيال في ترتيل القرآن الكريم وإتقان علومه وفنون تلاوته وترتيله وتفسيره، والحياة به وصناعة الحضارة منه، ثم ننطلق بعد ذلك إلى آفاق واسعة تحقق المقاصد القرآنية، مؤكدًا أن أرض الكنانة مصر راعية القرآن الكريم منذ أن سمعته في عهدها الأول، منذ أن دخل القرآن الكريم على يد الصحابة الكرام، عليهم رضوان الله تعالى.
وتابع وزير الأوقاف، خلال كلمته بالمؤتمر التحضيري للمسابقة العالمية للقرآن الكريم، أن أرض الكنانة مصر ما زالت مثل الشموس الساطعة في سماء التلاوة من عباقرة القراء الذين أصغى إليهم العالم من حسن الموهبة وبديع الصوت وجميل الأداء المبهر العلوي السماوي، حتى خرجت شموس من أمثال الشيخ محمد رفعت، والشيخ محمد عبدالباسط عبدالصمد، والشيخ الحصري، والشيخ محمد صديق المنشاوي، وغيرهم من عشرات ومئات القراء بل وألوف من أئمة وعباقرة التلاوة الذين ندر أن يجود الزمان بمثلهم.
وأضاف وزير الأوقاف أن كبار أئمة القراءات وفنون التجويد كانوا من أرض الكنانة مصر، فشيخ الإسلام زكريا الأنصاري هو مدار أسانيد القراء، والإمام المتولي الكبير كان عليه مدار أسانيد القراءة في زمانه، والإمام الشاطبي صاحب متن الشاطبية مدفون في سفح المقطم، فأئمة القراءة والتجويد إما أن يكونوا خرجوا من مصر أو آووا إلى أرض الكنانة مصر.
وأعلن وزير الأوقاف عن انطلاق النسخة الحادية والثلاثين من المسابقة العالمية للقرآن الكريم، تأكيدًا على ريادة مصر في خدمة الإسلام وعلوم الشريعة.
وأشار الأزهري إلى أن هذه المسابقة استشراف للمستقبل، نريد من خلالها إعادة تحريك الهمم، لإحياء المدرسة المصرية الأصيلة وتوليد واكتشاف المواهب النابغة من المصريين ومن وغير المصريين، حتى تعود المصانع العبقرية التي صنعت المواهب السابقة لتصنع مواهب جديدة، نريد أن نخرج أجيالا قادمة؛ مائة طالب للشيخ محمد رفعت ومائة طالب للشيخ محمود خليل الحصري ومائة طالب للشيخ محمد صديق المنشاوي، ومفتاح ذلك هو حشد الطاقات واكتشاف المواهب واكتشاف المواهب الصوتية العذبة والجديدة والمبتكرة والمنيرة والمتأنقة في تلاوة القرآن الكريم، ويكون المنطلق لهم من أرض الكنانة مصر.
وأوضح وزير الأوقاف: إن مكان انعقاد المسابقة له رمزية خاصة، حيث تعقد المسابقة العالمية الحادية والثلاثين في أروقة وفي رحاب مسجد مصر الكبير ومركزها الثقافي، وفي رحاب دار القرآن. العام الماضي، كان بفضل الله انعقاد المسابقة لأول مرة في مسجد مصر وفي أروقته، ونحن نكمل المسيرة ونعقدها هذا العام أيضا في رحاب مسجد مصر حتى تحقق دار القرآن رسالتها التي أنشئت لأجلها، وحتى يحقق مسجد مصر بداية أدائه لرسالته التي أسس وشيد لأجلها، فهنا إن شاء الله في أروقة وفي رحاب هذا الصرح العالمي الكبير والمشرف، والذي يفتخر به جميع المصريين، والذي تضافرت همم المصريين على صناعته وتشييده.
وتابع الأزهري:" كما تشرفت بالعرض على الرئيس عبدالفتاح السيسي، في افتتاح دار القرآن الكريم، أن قلت لسيادته إن هذا المسجد العظيم، ودار القرآن الكريم شيدت على يد أبناء مصر لتكون هدية مصر إلى العالم كله، فبفضل لله تعالى تنعقد المسابقة هنا في مسجد مصر الكبير وفي رحاب دار القرآن الكريم وفي أروقة المسجد وقاعاته المختلفة، حتى تكون الباكورة والبداية لقيام هذا الصرح العظيم بأداء رسالته في إرسال رسائل النور والهداية إلى العالمين".