مشروعات التنمية.. «الدستور» ترصد كيف نجحت الدولة فى تحويل منطقة الساحل الشمالى الغربى إلى وجهة للاستثمارات
على مدار السنوات الـ١٠ الماضية، أولت الدولة المصرية، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، اهتمامًا كبيرًا بملف تطوير وتنمية منطقة الساحل الشمالى الغربى، التى أصبحت محط أنظار المستثمرين من مختلف الجنسيات، خاصة من الدول العربية، وإحدى أبرز مناطق جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية على حد سواء.
وأوضح عدد من خبراء الاقتصاد والسياحة والاستثمار العقارى، لـ«الدستور»، أن تنمية منطقة الساحل الشمالى الغربى، وبناء مدن مثل العلمين الجديدة ورأس الحكمة، تعد أكبر من مجرد مشروع استثمارى جاذب للاستثمارات العربية والعالمية، فى ظل ما تحققه من فوائد اقتصادية واستراتيجية كبيرة، تسهم فى تنشيط الاقتصاد المحلى وصناعة المزيد من فرص العمل، وتعزيز مكانة مصر السياحية والاستثمارية على الساحتين الإقليمية والدولية.
محمد سعد الدين: أكبر من مجرد مشروع استثمارى وله فوائد استراتيجية متعددة
أوضح الدكتور محمد سعد الدين، نائب رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، أن مشروعات الساحل الشمالى أدت إلى جذب استثمارات ضخمة تقدر بنحو ٢٠٠ مليار دولار من دول الخليج والشركات العالمية، مع توجيه هذه الاستثمارات إلى المشاريع السياحية والعقارية، ما أسهم فى تحقيق التنمية المستدامة وتطوير المنطقة بشكل يتناسب مع المعايير العالمية.
ورأى «سعد الدين» أن المشروعات المنفذة بالساحل الشمالى ستؤدى إلى زيادة كبيرة فى عدد السياح الوافدين على مصر، بأعداد تتراوح بين ٨ و١٠ ملايين سائح، ما يعزز من قطاع السياحة بشكل كبير، ويسهم فى رفع إيرادات مصر من السياحة، وتحقيق هدف الوصول إلى ١٨ مليون سائح بحلول عام ٢٠٢٦.
وأضاف: «هذه المشروعات توفر نحو ٥ ملايين فرصة عمل على مدار السنوات المقبلة، فى مجالات البناء والسياحة والخدمات، بالإضافة إلى الوظائف المستحدثة فى قطاع الضيافة والإدارة الفندقية، وهذه الفرص ستكون مفيدة بشكل خاص للشباب، وستساعد فى تقليل معدلات البطالة».
وتوقع «سعد الدين» أن تصبح مشروعات الساحل الشمالى حجر الزاوية فى تحويل مصر إلى مركز إقليمى رائد فى مجال السياحة والترفيه والضيافة، ما يؤدى إلى تنمية كبيرة، وتطور فى البنية التحتية الحديثة والغرف الفندقية، لتصبح مصر من أهم الوجهات السياحية العالمية.
وعن العوائد الاقتصادية من هذه المشروعات، قال: «مشروعات الساحل الشمالى ستسهم فى رفع مستويات الدخل فى المناطق المجاورة للساحل، وزيادة الحركة السياحية والاقتصادية ستعزز من إيرادات الدولة من الضرائب والعوائد غير المباشرة، ما ينعكس إيجابًا على تحسين مستوى معيشة المواطنين فى هذه المناطق».
واستطرد: «مشروعات الساحل الشمالى ليست مجرد استثمارات ضخمة، بل هى استثمارات استراتيجية، ستحقق فوائد متعددة لمصر على الأصعدة الاقتصادية، والاجتماعية والسياحية».
أحمد معطى:يصنع بيئة داعمة للنمو الاقتصادى المستدام
رأى الدكتور أحمد معطى، الخبير الاقتصادى، أن تحول الساحل الشمالى إلى وجهة استثمارية ضخمة قد أسهم بشكل كبير فى توفير فرص عمل جديدة فى مختلف القطاعات، موضحًا أن تلك الفرص لا تقتصر فقط على الوظائف المباشرة فى المشروعات العقارية والسياحية، بل تشمل فرصًا غير مباشرة، نتيجة للتطورات التى شهدتها المنطقة فى مجالات النقل، والبنية التحتية، والخدمات.
وأشار «معطى» إلى أن المشروعات الضخمة، على غرار «العلمين الجديدة» ومنتجعات الساحل الشمالى، أسهمت فى خلق آلاف من الوظائف فى قطاع البناء والتشييد، بما فى ذلك تطوير كفاءة العمالة المحلية والكوادر الفنية المتخصصة، منوهًا بأن هذه المشاريع تتيح فرصًا كبيرة للمواطنين فى مجالات السياحة والضيافة، وهو ما يسهم فى تقليص البطالة، خاصة بين الشباب فى المناطق الساحلية والمحافظات المجاورة.
وأضاف: «البنية التحتية التى يتم تطويرها فى الساحل الشمالى، مثل الطرق الحديثة والموانئ، تُسهم فى فتح آفاق جديدة لفرص العمل فى قطاعات النقل اللوجستى واللوجستيات، وهو ما يعزز قدرة الاقتصاد المحلى على استيعاب المزيد من العمالة».
ونبّه إلى أن الاستثمار فى مشروعات الساحل الشمالى لا يُعد مجرد تحسين للبنية التحتية، بل هو خطوة استراتيجية لخلق بيئة داعمة للنمو الاقتصادى المستدام، والذى يعتمد بشكل رئيسى على صناعة فرص عمل للشباب وتحسين مستوى معيشة المواطنين.
وليد جاب الله: زيادة الإيرادات السياحية وتوفير فرص عمل
أكد الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادى، أن المشروعات الكبرى التى جرى تنفيذها فى منطقة الساحل الشمالى أحدثت تحولًا اقتصاديًا ملموسًا فى مصر على عدة أصعدة.
وأوضح «جاب الله»: «هذه المشروعات أسهمت بشكل كبير فى جذب استثمارات ضخمة من دول الخليج وبعض الشركات العالمية، وهو ما أدى إلى تدفق رأس المال إلى الاقتصاد المصرى، وبالتالى تعزيز قدرات الدولة المالية وجذب المزيد من الاستثمارات المستقبلية».
وأضاف: «كما ساعدت تلك المشروعات بشكل كبير فى خلق فرص عمل جديدة للمواطنين فى مجالات متعددة، مثل البناء والسياحة والخدمات، وهذه الفرص أسهمت فى تقليل معدل البطالة وتحسين مستوى دخل العديد من الأسر المصرية».
ولفت إلى أن المشروعات السياحية التى جرى تنفيذها فى الساحل الشمالى أدت إلى زيادة الإيرادات من السياحة بشكل كبير، مع جذب المزيد من السياح إلى الفنادق والمنتجعات الجديدة، مشيرًا إلى أن هذه الزيادة فى عدد السياح كان لها تأثير مباشر فى تحسين إيرادات مصر من العملة الأجنبية.
ويرى الخبير الاقتصادى أن التحسينات الضخمة فى البنية التحتية وتطوير المشاريع السياحية جعلت من الساحل الشمالى نقطة جذب عالمية للاستثمارات، مشيرًا إلى أن هذا التطوير أسهم فى تحسين صورة مصر على الساحة الدولية كوجهة استثمارية واعدة، ما سهل بدء مشروعات استثمارية جديدة فى مناطق أخرى من البلاد.
وقال: «لم تقتصر فوائد مشروعات الساحل الشمالى على التنمية المحلية، بل امتدت لتشمل تعزيز الاقتصاد الوطنى، وتحفيز الاستثمارات الأجنبية، وتوفير فرص عمل جديدة، وتحسين صورة مصر كوجهة اقتصادية وسياحية عالمية.. هذه التحولات تعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق التنمية المستدامة فى مصر».
أشرف غراب: إنجازات كبرى فى الأنشطة الصناعية والتجارية والعمرانية.. وتحقيق التنمية المتكاملة
أكد الدكتور أشرف غراب، الخبير الاقتصادى، أن اهتمام الدولة بالساحل الشمالى حوله إلى منطقة استثمارية سياحية عمرانية كبيرة، وأصبح من أهم المناطق الجاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة فى مصر.
وأضاف «غراب»: «بدأت المشروعات الضخمة بتطوير رأس الحكمة، باستثمارات إماراتية، والآن تتجه قطر بقوة لتدشين مشروع استثمارى سياحى كبير هناك خلال الفترة المقبلة، إضافة إلى استثمارات خليجية أخرى متوقعة».
وأوضح أن الساحل الشمالى يضم مشروعات كبيرة لمنتجعات سياحية ومدن جديدة ومشروعات أخرى، ما بين مدينة العلمين وحتى السلوم لمسافة تقدر بـ٥٠٠ كيلومتر، وظهير صحراوى يمتد لأكثر من ٢٨٠ كيلومترًا، ليشغل مسطح نحو ١٦٠ ألف كيلومتر مربع.
ولفت إلى أن طول الساحل الشمالى يصل لنحو ٥٠ كيلومترًا، ما بين الضبعة وحتى مرسى مطروح، ويعد من أجمل شواطئ العالم بما يتميز به من رمال ناعمة صفراء ومياه فيروزية، إضافة إلى ما يشمله من أنشطة صناعية وتجارية وسكنية وعمرانية روجت للأنشطة السياحية بها وجعلتها جاذبة للاستثمارات الأجنبية، خاصة بعد ما نفذته الدولة من طرق ومحاور وربطها بالمدن الأخرى وتحقيق التنمية العمرانية المتكاملة به، إضافة لتمتع الساحل الشمالى بموقع جغرافى متميز وما يشتمله من موارد طاقة جديدة ومتجددة، إضافة لإنشاء مشروع مفاعل الضبعة النووى لتوليد الطاقة.
وذكر أن مشروع تنمية الساحل الشمالى الغربى من أهم المشروعات الاستراتيجية بالنسبة للدولة، ويصنف المشروع القومى الثالث بعد تنمية قناة السويس والمثلث الذهبى للتعدين، وهناك إقبال كبير من شركات التطوير العقارى لضخ استثمارات عقارية ضخمة به.
ولفت إلى أن الساحل الشمالى يضم أنشطة صناعية وزراعية وخدمية، وتتنوع مجالات الاستثمار به، خاصة أن تربة الساحل الشمالى خصبة ومناخه مناسب للزراعة ما يجعله وجهة جاذبة للمشروعات الزراعية، وأنشطة التصنيع الزراعى، إضافة للمشروعات التعدينية.
ونوه بأن الدولة تتحرك حاليًا لتوفير البنية التحتية اللازمة لسياحة اليخوت بالساحل الشمالى، والانتهاء من مشروع القطار الكهربائى فائق السرعة، الذى يربطه ببقية محافظات مصر.
ممدوح معوض رئيسًا للمركز القومى للبحوث
أعلن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، عن صدور قرار رئيس مجلس الوزراء بتعيين الدكتور ممدوح معوض على حسن، رئيسًا للمركز القومى للبحوث.
وحصل الدكتور ممدوح معوض على دكتوراه الكيمياء الحيوية من كلية العلوم جامعة عين شمس، وشغل منصب نائب رئيس المركز القومى للبحوث للشئون العلمية، ورئيس شعبة بحوث الهندسة الوراثية والبيوتكنولوجى والبحثية، والعديد من المناصب الإدارية بالمركز القومى للبحوث، وله عدة إسهامات بحثية حيث نشر أكثر من ١٧٥ بحثًا فى مجلات علمية عالمية، بالإضافة إلى تأليف ١٢ كتابًا دوليًا ومحليًا.