غادة لبيب: تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتت ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
انعقد المؤتمر السنوي الثامن لغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تحت شعار "وطن رقمي: نحو نهضة صناعية رقمية"، برعاية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، وبالتزامن مع فعاليات "الملتقى والمعرض الدولي الثالث للصناعة" الذي ينظمه اتحاد الصناعات المصري تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.
شهد المؤتمر حضورًا واسعًا من رواد صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، بالإضافة إلى ممثلين عن الشركات المحلية والدولية، والعديد من المستثمرين والخبراء في هذا المجال.
وفي كلمتها الافتتاحية، نقلت غادة لبيب نائب وزير الاتصالات ممثل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تحيات الوزير الدكتور عمرو طلعت، معربة عن سعادتها بالمشاركة في المؤتمر الذي يمثل منصة فاعلة لتبادل الخبرات وتعزيز التعاون بين مختلف الجهات العاملة في قطاع التكنولوجيا.
وأكدت أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باتت ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة، وتعد من أبرز قطاعات الاقتصاد المصري نموًا، حيث سجلت نسبة نمو تتجاوز 16% للعام الخامس على التوالي، وأسهمت بنسبة 5.8% في الناتج المحلي الإجمالي، ارتفاعًا من 3.2% عام 2014.
مصر تحقق مؤشرات دولية متقدمة
وأشارت إلى أن مصر حققت تقدمًا كبيرًا في عدة مؤشرات دولية، حيث تصدرت إفريقيا في سرعة الإنترنت الثابت بمتوسط 76.4 ميجابت/ثانية، وتقدمت 49 مركزًا في مؤشر جاهزية الحكومة للذكاء الاصطناعي منذ عام 2019. كما صعدت مصر إلى المجموعة (أ) في مؤشر البنك الدولي لجاهزية الحكومة للتحول الرقمي، بعد أن كانت في المجموعة (ج) عام 2018.
وأبرزت ممثل الوزارة أهمية التحول الرقمي باعتباره ضرورة ملحة، وليس مجرد توجه عالمي، مشيرًا إلى تأثيره العميق على تحسين الكفاءة والإنتاجية، وإعادة تشكيل احتياجات التوظيف والمهارات في مختلف القطاعات.
ولفت إلى أن استراتيجية مصر الرقمية، التي انطلقت عام 2018، تعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: التحول الرقمي، بناء الإنسان المصري رقميًا، ورعاية الاستثمار والإبداع التكنولوجي. وتشمل هذه الاستراتيجية عدة ركائز منها تحسين البنية التحتية الرقمية، وضع سياج تشريعي، وتعزيز ريادة الأعمال، بما يهدف إلى دمج التكنولوجيا في مختلف القطاعات وزيادة مساهمة القطاع في الاقتصاد الوطني.
وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار إلى استثمارات تجاوزت 150 مليار جنيه لتحسين خدمات الإنترنت، وتوصيل كابلات الألياف الضوئية لنحو 25 ألف مبنى حكومي، فضلًا عن تمكين أكثر من 50 مليون مواطن في قرى "حياة كريمة" من الوصول إلى خدمات الإنترنت والاتصالات، كما تعمل الوزارة على تحسين جودة خدمات المحمول عبر زيادة السعات الترددية وإنشاء الأبراج الجديدة.
مشروعات التحول الرقمي
على صعيد التحول الرقمي، أوضح أن مصر أطلقت العديد من المشروعات مثل منصة "مصر الرقمية" التي تقدم خدمات حكومية إلكترونية، بالإضافة إلى مشروعات تطبيقية في الذكاء الاصطناعي، تشمل مجالات الرعاية الصحية مثل التشخيص المبكر لأمراض العيون وسرطان الثدي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
إنشاء 23 مركزًا للإبداع الرقمي في 19 محافظة
وأكدت ممثل الوزارة أن الدولة تتخذ خطوات حثيثة لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، حيث تم إنشاء 23 مركزًا للإبداع الرقمي في 19 محافظة، مع خطط للتوسع إلى 32 مركزًا في جميع أنحاء البلاد. وأصبحت مصر ضمن أفضل ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في ريادة الأعمال، حيث تستضيف أكثر من 600 شركة ناشئة تعتمد على التكنولوجيا.
كما تحدثت عن الجهود المبذولة في تنمية قدرات الشباب وتدريبهم على المهارات الرقمية، حيث ارتفع عدد المتدربين من 4 آلاف في عام 2018 إلى قرابة 400 ألف في 2024، مع استثمارات تصل إلى 1.7 مليار جنيه. وشملت هذه التدريبات مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، بمن في ذلك ذوو القدرات الخاصة.
وفي ختام كلمته، شددت على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق النهضة الرقمية المنشودة. وأشادت بالمبادرات التي أطلقتها غرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل رقمنة ألف مصنع، وملتقى التوظيف للكوادر التكنولوجية.