رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطوة رائدة تفتح آفاقًا رحبة للصناعة المصرية

خطوة جديدة بالغة الأهمية حدثت فى القاهرة على مدى ٣ أيام ستتيح فتح آفاق رحبة للصناعة المصرية، وهذه الخطوة الجديدة- تبشر بمستقبل واعد لها وللاستثمارات فى بلدنا-تتمثل فى الملتقى والمعرض الدولى للصناعة فى نسخته الثالثة، الذى أقيم الإثنين الماضى تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، بمركز المنارة للمؤتمرات والمعارض الدولية.

الملتقى والمعرض فى تقديرى خطوة رائدة تسهم فى تعزيز التعاون الدولى بين الشركات وتطوير قطاع الصناعة فى بلدنا، وتكمُن أهميته فى أنه سيتيح لمصر أن تصبح مركزًا إقليميًا مهمًا لمستلزمات الصناعة، كما أنه دلالة على أهمية ومكانة مصر الدولية وسط العالم الحديث؛ حيث شهد مشاركة كبيرة من مؤسسات صناعية وشركات من مختلف القطاعات الصناعية المحلية والأجنبية، وجهات حكومية والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مما سيوفر أيضًا بيئة ملائمة للاستثمارات، ويسهم بدوره فى زيادة الدخل القومى، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، وفتح مجالات واسعة، لمساهمة القطاع الخاص فى قطاع الصناعة فى بلدنا.

وهذا المعرض قد قام بافتتاحه د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسى ثم قام بجولة واسعة بأجنحته، وأكد رئيس مجلس الوزراء، فى تصريحات له خلال الافتتاح، أن هذا المعرض يعد منصة رائدة وفرصة كبيرة للتعرف على أبرز الابتكارات والمشروعات الجديدة فى مختلف القطاعات والمجالات، باعتباره يمثل منصة صناعية واقتصادية مهمة، ويوفر فرصًا عديدة لعقد شراكات استراتيجية مع تلك الشركات، سواء المحلية أو الأجنبية، ويتضمن المعرض قطاعات صناعية مختلفة، ويسهم هذا فى توفير بيئة داعمة للاستثمارات والتعاون بين مختلف الأطراف الفاعلة فى قطاع الصناعة.

ويضم المعرض جناح وزارة الصناعة بمشاركة الوزارات المعنية: النقل، «السكة الحديد والأنفاق».. والإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وقطاع الأعمال، والبترول والثروة المعدنية، والطيران المدنى، والكهرباء والطاقة المتجددة، بالإضافة إلى هيئة قناة السويس، وذلك لعرض قطع الغيار الصغيرة والمتوسطة الأكثر استيرادًا، لبحث إمكانية تصنيعها محليًا، من خلال الشركات المصرية بنفس الجودة وتخفيض التكلفة والعملة الأجنبية.

كما يتضمن المعرض قطاعات متنوعة معنية بالتنمية المستدامة، والتعليم الفنى، والصناعات المختلفة، وتشارك المبادرة الوطنية لتطوير الصناعة المصرية «ابدأ» إلى جانب المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» فى أجنحة المعرض، وأيضًا قطاع تكنولوجيا المعلومات، الذى يشمل عددًا كبيرًا من الشركات العاملة فى هذا المجال.

كما تضمن المعرض جناحًا لوزارة الصناعة، الذى تضمن إقامة «معرض سلبى» يشمل عرض مستلزمات الإنتاج التى لا يتم إنتاجها محليًا؛ لتلبية احتياجات السوق المحلية فى مختلف الصناعات وتقليل الواردات، وذلك انطلاقًا مما وجّه به الرئيس عبدالفتاح السيسى بالعمل على تحويل مصر لمركز صناعى إقليمى، واتخاذ خطوات جادة لتوفير وتصنيع مستلزمات الإنتاج محليًا بالتعاون مع القطاع الخاص.

وخلال جولة رئيس مجلس الوزراء، أكد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، أن هذا المعرض السلبى يستهدف عرض مستلزمات الإنتاج التى لا يتم إنتاجها محليًا ويتم استيرادها من الخارج، بمشاركة المصنعين والموردين المحليين بغرض التعاون بينهم؛ لكى يتم إنتاجها محليًا؛ وذلك لتوفير العملة الصعبة، وتلبية احتياجات السوق المحلية، وزيادة تنافسية المنتجات المصرية، مضيفًا أن المعرض يضم أيضًا قطع الغيار الأكثر استيرادًا فى نطاق الوزارات والجهات الحكومية.

كما تضمن المعرض أيضًا جناحًا لوزارة التربية والتعليم الفنى، حيث عرض د. عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى بالوزارة، الأنشطة التى يضمها الجناح، مؤكدًا أن الوزارة تعمل على التوسع فى إنشاء المدارس الفنية والتكنولوجية؛ لسد احتياجات سوق العمل، حيث إن هذه المدارس تغطى العديد من المحافظات، وأضاف أن هناك خطة بالوزارة لاستكمال باقى المحافظات خلال العام المقبل.

وفى أثناء اطلاعه على ما تعرضه الوزارة بالجناح، وجّه د. مصطفى مدبولى بأن يتم بشكل عاجل دراسة ربط جميع المدارس الفنية بالقطاع الخاص، والتنسيق بينهما فيما يخص احتياجات سوق العمل، بحيث تتم إقامة شراكات فى هذا الشأن وإدارتها من جانب هذا القطاع، من خلال خطة مدروسة تعدها الوزارة لهذه المدارس، التى يصل عددها حاليًا إلى ١٩٠٠ مدرسة، وأيضًا المدارس التكنولوجية التى يبلغ عددها حاليًا ٨٢ مدرسة فى ٢٢ محافظة.

وخلال وجوده بجناح الوزارة، أجرى رئيس الوزراء حوارًا مع عدد من طلاب المدارس الفنية، حول طبيعة المناهج الدراسية التى يتلقونها فى أثناء دراستهم، ومدى قدرتهم على استيعابها والاستفادة منها فى الالتحاق بسوق العمل، كما استمع رئيس الوزراء إلى تجارب عدد من طلاب المدارس التكنولوجية، وما ينفذونه من مشروعات ذات طبيعة تطبيقية تهدف إلى توليد أفكار حول تطبيقات ذات احتياج فى سوق العمل، وذلك لتلبية الاحتياجات فى السوق المحلية.

وفى ختام جولته بمختلف أجنحة المعرض، جدد رئيس مجلس الوزراء التأكيد على استعداد الحكومة لتقديم مختلف صور الدعم والتسهيلات الممكنة لشركات القطاع الخاص، من أجل زيادة إنتاجها وصادراتها، لسد احتياجات السوق المحلية، وتعميق الصناعة.

وعقب انتهاء فعاليات افتتاح الملتقى الدولى السنوى للصناعة، الذى ينظمه اتحاد الصناعات المصرية، توجه د. مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، بصحبة كبار الشخصيات المشاركين، لافتتاح المعرض المصاحب للملتقى والمعرض الدولى للصناعة فى نسخته الثالثة.

وهذا الملتقى والمعرض الصناعى الدولى قد حظى بمشاركة دولية واسعة وحضور ١٨ قطاعًا صناعيًا وإنتاجيًا تمثل عصب القطاعات الاقتصادية فى بلدنا، وتعد من كبرى الفعاليات التى ينظمها اتحاد الصناعات المصرية، وكانت نسخته الأولى قد أقيمت فى أكتوبر ٢٠٢٢، ونسخته الثانية فى أكتوبر ٢٠٢٣، وذلك تحت رعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى.

ومن المهم، أيضًا، أن أؤكد أن النسخة الثالثة للملتقى والمعرض الدولى السنوى للصناعة تهدف بشكل أساسى- ومما شهده من فعاليات ومشاركة دولية وإقليمية واسعة- إلى دعم المبادرات الدولية التشاركية بين الكيانات الصناعية على المستويات الإقليمية «العربية والإفريقية والأورومتوسطية الدولية»، ما يسهم بدوره فى تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.