رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الصناعة المصرية.. رؤية وهدف وضرورة!

فى‭ ‬خطوة‭ ‬تعكس‭ ‬توجه‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬وتعميق‭ ‬وتوطين‭ ‬التصنيع‭ ‬المحلى،‭ ‬انطلقت،‭ ‬أمس،‭ ‬فعاليات‭ ‬النسخة‭ ‬الثالثة‭ ‬من‭ ‬الملتقى‭ ‬الدولى‭ ‬السنوى‭ ‬للصناعة،‭ ‬الذى‭ ‬ينظمه‭ ‬اتحاد‭ ‬الصناعات‭ ‬المصرية‭ ‬ويرعاه‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭.‬‮

يمثل‭ ‬هذا‭ ‬الملتقى‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬فى‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬الصناعية‭ ‬لمصر. ‬فهو‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬حدثًا‭ ‬يعرض‭ ‬الابتكارات،‭ ‬بل‭ ‬أيضًا‭ ‬منصة‭ ‬استراتيجية‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬طويلة‭ ‬المدى‭ ‬تشمل‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات،‭ ‬وتقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاستيراد،‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬المنتجات‭ ‬الوطنية. ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية‭ ‬على‭ ‬طريق‭ ‬النهضة‭ ‬الصناعية‭ ‬المصرية،‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬تمضى‭ ‬قدمًا‭ ‬نحو‭ ‬تحقيق‭ ‬رؤيتها‭ ‬فى‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬مركزًا‭ ‬صناعيًا‭ ‬إقليميًا‭ ‬بارزًا‭.‬

تمحورت‭ ‬فعاليات‭ ‬المعرض‭ ‬حول‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬الحكومة‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لدعم‭ ‬التصنيع‭ ‬المحلى،‭ ‬وهو‭ ‬الحلم‭ ‬الدائم‭ ‬عند‭ ‬عموم‭ ‬المصريين‭ ‬بأن‭ ‬تتحول‭ ‬مصر‭ ‬لدولة‭ ‬صناعية‭ ‬كبرى‭ ‬تغطى‭ ‬صناعاتها‭ ‬لتأخذ‭ ‬مصر‭ ‬مكانتها‭ ‬بين‭ ‬الدول‭ ‬الصناعية‭ ‬الكبرى‭.‬‮

وكخطوة‭ ‬مهمة‭ ‬تهدف‭ ‬للربط‭ ‬بين‭ ‬الدولة‭ ‬والمصنعين‭ ‬والموردين،‭ ‬شاركت‭ ‬جهات‭ ‬حكومية‭ ‬عديدة،‭ ‬مثل‭ ‬وزارة‭ ‬الصناعة،‭ ‬ووزارة‭ ‬النقل،‭ ‬والكهرباء‭ ‬والطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬وقطاع‭ ‬البترول‭ ‬فى‭ ‬أجنحة‭ ‬المعرض‭ ‬لعرض‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬والمكونات‭ ‬الأساسية،‭ ‬ما‭ ‬يسهل‭ ‬على‭ ‬الموردين‭ ‬المحليين‭ ‬دراسة‭ ‬إمكانات‭ ‬التصنيع‭ ‬المحلى،‭ ‬وهى‭ ‬الخطوة‭ ‬الأهم‭ ‬فى‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬الاستيراد‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الفريق‭ ‬مهندس‭ ‬كامل‭ ‬الوزير،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬وزير‭ ‬الصناعة‭ ‬والنقل، إن‭ ‬المبادرة‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬وتعزيز‭ ‬تنافسية‭ ‬المنتجات‭ ‬المصرية،‭ ‬مع‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬تصنيع‭ ‬قطع‭ ‬الغيار‭ ‬المطلوبة‭ ‬فى‭ ‬الوزارات‭ ‬والهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬محليًا‭.‬

أبرز‭ ‬ما‭ ‬تميز‭ ‬به‭ ‬المعرض‭ ‬فى‭ ‬دورته‭ ‬الثالثة‭ ‬الحالية‭ ‬هو‭ ‬مشاركة‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬بجناحها‭ ‬الخاص‭ ‬الذى‭ ‬سلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الجهود‭ ‬المبذولة‭ ‬لتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬الفنى‭.‬‮

كما‭ ‬أكد‭ ‬الدكتور‭ ‬مصطفى‭ ‬مدبولى‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬ربط‭ ‬المدارس‭ ‬الفنية‭ ‬بالقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬لضمان‭ ‬مواءمة‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬مع‭ ‬احتياجات‭ ‬سوق‭ ‬العمل. ‬ومع‭ ‬وجود‭ ‬1900‭ ‬مدرسة‭ ‬فنية‭ ‬و82‬ مدرسة‭ ‬تكنولوجية،‭ ‬تعمل‭ ‬الدولة‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬جيل‭ ‬جديد‭ ‬من‭ ‬العمالة‭ ‬الماهرة‭ ‬التى‭ ‬تسهم‭ ‬فى‭ ‬دفع‭ ‬عجلة‭ ‬الاقتصاد‭.‬

ولتأكيد‭ ‬الرؤية‭ ‬الشاملة‭ ‬للدولة‭ ‬لتهيئة‭ ‬جيل‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬والتفاعل‭ ‬مع‭ ‬تطورات‭ ‬السوق‭ ‬العالمية،‭ ‬أدار‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنفسه‭ ‬حوارات‭ ‬مع‭ ‬الطلاب،‭ ‬واستمع‭ ‬إلى‭ ‬تجاربهم‭ ‬فى‭ ‬تطبيق‭ ‬المناهج‭ ‬الدراسية‭ ‬على‭ ‬مشروعات‭ ‬واقعية‭.‬‮

كما‭ ‬خصص‭ ‬المؤتمر‭ ‬أجنحة‭ ‬خاصة‭ ‬للابتكارات‭ ‬التكنولوجية،‭ ‬حيث‭ ‬برزت‭ ‬شركات‭ ‬مثل‭ ‬‮ «يونيفرسال‭ ‬للتحول‭ ‬الرقمى‮» و«أريا‭ ‬للحلول‭ ‬الذكية‮»‬،‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬حلول‭ ‬متقدمة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التحول‭ ‬الرقمى‭ ‬فى‭ ‬الصناعة‭.‬

يظهر‭ ‬هذا‭ ‬الاهتمام‭ ‬المتزايد‭ ‬بالتكنولوجيا‭ ‬التزام‭ ‬الدولة‭ ‬بتطوير‭ ‬قطاع‭ ‬الصناعة‭ ‬ليواكب‭ ‬المتطلبات‭ ‬الحديثة‭ ‬ويحقق‭ ‬تنافسية‭ ‬أعلى‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولى،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬يؤكد‭ ‬أننا‭ ‬نسير‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬وأن‭ ‬القادم‭ ‬أفضل‭.‬