محاضرة حول خطورة إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعى بجامعة القاهرة
تواصل جامعة القاهرة، تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبدالصادق رئيس الجامعة، فعاليات الموسم الثقافي للعام الدراسي 2024/2025، حيث شهدت قاعة الاحتفالات الكبري بالجامعة محاضرة تحت عنوان "خطورة إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والميتافيرس"، ألقاها الدكتور معتز سيد عبدالله مساعد رئيس الجامعة لشئون هيئة التدريس وعميد كلية الآداب الأسبق.
أدار الندوة الدكتور عبدالله التطاوى المستشار الثقافى لرئيس الجامعة، والدكتور محمد منصور هيبة المستشار الإعلامى لرئيس الجامعة، وبحضور عدد من عمداء الكليات، ولفيف من أعضاء هيئة التدريس والعاملين وجموع من الطلاب بمختلف كليات الجامعة.
وتأتى فعاليات الموسم الثقافي لجامعة القاهرة فى إطار توجيهات الدكتور محمد سامى عبدالصادق رئيس الجامعة، بتكثيف اللقاءات الفكرية مع طلاب الجامعة، وتوسيع الآفاق المعرفية والفكرية لديهم، عبر تنظيم محاضرات وندوات، مع كبار المفكرين والعلماء والأكاديميين والكتاب والإعلاميين، لحوارات ونقاشات مع الطلاب، تستهدف تعزيز الوعى بالقضايا المجتمعية، على مختلف المستويات محليا وإقليميًا وعالميا، بما يصقل شخصياتهم، ويسهم فى تنمية قيم الولاء والانتماء للوطن.
وأكد الدكتور معتز سيد عبدالله، ضرورة وعي الشباب بمخاطر إدمان الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي حتي نتمكن من التعامل معها بشكل صحيح، لأن المخاطر تطول الدولة الوطنية والأسرة وكل قطاعات المجتمع المصري، مشيرًا إلي بعض المفاهيم التي تتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي والميتافيرس كبيئة افتراضية ثلاثية الأبعاد تتيح للأشخاص التفاعل مع بعضهم البعض بصورة إخفاء الهوية.
وأوضح الدكتور معتز سيد عبدالله، أن الذكاء الاصطناعى استطاع أن يطور من الميتافيرس نظرًا لأن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تطور دائمًا من العالم الافتراضي، والعلاقة بينهما تستهدف تطوير الشخصية الافتراضية "الروبوتات" داخل الميتافيرس، مشيرًا إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي هي التي تعزز الإدمان علي الإنترنت من خلال عمليات التحفيز الداخلية بين الأشخاص وتسهيل التفاعل بين بعضهم البعض، والذي شهد تطورات هائلة في الوقت الراهن.
الإدمان السلوكي هو مفهوم جديد يوازي إدمان المواد المخدرة
وأشار الدكتور معتز سيد عبدالله، إلى أن الإدمان السلوكي هو مفهوم جديد يوازي إدمان المواد المخدرة بمختلف أنواعها وله نفس الأعراض الخاصة بالمواد المخدرة ونفس السلوكيات، مثل القلق والتوتر والاكتئاب والعزلة وعدم القدرة علي حل المشكلات وغيرها، موضحًا أن هناك ٢٠ نوعًا من الإدمان السلوكي من بينها الاستخدام المفرط والتعلق بمنصات التواصل الاجتماعي، وإدمان الألعاب الإلكترونية سواء الفردية أو الجماعية، وإدمان التسوق على الإنترنت، وإدمان المواقع الإباحية والتفاعل معها بصورة كبيرة، وإدمان غرف الشات، وإدمان العلاقات غير المشروعة على الإنترنت، وغيرها من الإدمانات السلوكية.
وتطرق الدكتور معتز سيد عبدالله، إلى آليات التعامل مع "الترندات" و"الذباب الإلكتروني" الذي يقوم الشباب بنقله دون وعي حقيقي بالموضوع، وهو يُعد أحد أساليب حروب الجيل الرابع والخامس التي تستهدف هدم الدولة من خلال هدم أبنائها دون أى تكاليف مادية أو خسائر بشرية، مؤكدًا ضرورة التأكيد على عدم قيام الشباب بنشر المعلومات الخاطئة التي تؤدي إلى تشويه صورة الدولة الوطنية، وتؤدي لتقليل الثقة في الحكومة والمؤسسات العامة، وتنشر الإحباط بين المواطنين، وتضرب الهوية الوطنية، وتعزز من الانقسامات الداخلية والتلاعب بالقيم الوطنية والاجتماعية، وتشوه من صورة القادة والرموز الوطنية وتقلل من احترامهم، كما تشوه صورة الرموز الدينية.
ووجه الدكتور معتز سيد عبدالله، الشباب بضرورة التنبه والوعي بالمخاطر الدائمة التي تتعرض لها الدولة الوطنية، وإدراك المخاطر المختلفة في ظل ما تشهده حدودها من أحداث ملتهبة، وفي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم أجمع، وعدم التجاوب مع أيه محاولات حروب الجيل الرابع من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدًا ضرورة أن يحافظ الشباب علي لغتهم العربية وهويتهم الوطنية، وزيادة الانتماء والولاء لوطنهم، وأن يكون شعارهم "الوطن باقٍ والأشخاص زائلون".
وقال الدكتور عبدالله التطاوي، إن جامعة القاهرة تحرص على تحصين شبابها ضد كل الأفكار والمعتقدات التي قد تضرهم وتؤدي إلى التشويش العقلي وتشويه الهوية، مؤكدًا أن المفتاح الحقيقي الأول في تحصين الشباب هو الحفاظ على الهوية الوطنية والقومية التي تحرص الجامعة على ترسيخها في عقول ووجدان الشباب، خاصة في ظل التطور التكنولوجي الهائل في الوقت الراهن، موضحًا الفرق بين الأجيال السابقة التي نشأت على الثقافة والقراءة وبين الجيل الحالي الذي يعاني من ضعف الثقافة ويحتاج إلى عمليات تصحيح المسار.
ومن جابنه، قال الدكتور محمد منصور هيبة، إننا نواجه مخاطر دائمة وعظيمة لا بد من الانتباه لها، تجنبًا لنتائجها التي قد تحدث، مشيرًا إلى آراء علماء التكنولوجيا التي تقول إننا نعيش في عصر مجاعة معرفية وليس مجاعة معلوماتية، نظرًا لوفرة المعلومات بشكل كبير، ولكنها لم تُوظف توظيفًا صحيحًا لتحقق هدفًا معينًا خلال فترة زمينة محددة، مؤكدًا أن الحصانة تبدأ في المسجد ودور العبادة والمدرسة والجامعة والأسرة، وأن مصر لن تنكسر، لأنها عصية بعلمائها وشبابها ونسائها، وكل مكونات المجتمع المصري، لافتًا إلى أن ما يحدث في الواقع الحالي يبث الأمل في أن القادم أفضل، وأننا إذا كنا قد تعثرنا خلال فترة معينة فهي مجرد كبوة ولكل جوادٍ كبوة.
وفي نهاية اللقاء، تم فتح باب المناقشة والحوار مع الطلاب والرد على تساؤلاتهم المختلفة بهدف إثراء أفكارهم عبر تفاعلهم مع فعاليات المحاضرة، بهدف تكوين جيل واع بتحديات العصر.