رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اليونيفيل تحت نيران الحرب فى لبنان.. هل تحمل مفتاح السلام؟

قوات اليونيفيل في
قوات اليونيفيل في لبنان

وجد جنود وضباط قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل" أنفسهم في خضم حرب وحشية وفي قلب التوترات بين إسرائيل وحزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وفقًا لما نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وتابعت الصحيفة أنه تحت نيران الصواريخ والطائرات المسيّرة والقصف المدفعي المستمر، يجد الجنود التابعون لليونيفيل أنفسهم في قلب أزمة متصاعدة على الحدود بين لبنان وإسرائيل. 

وأضافت أن أحد هؤلاء الجنود، المقدم هيتش باثلا، الذي تم تعيينه في مهمة حفظ السلام على الحدود المضطربة، يروي الوضع قائلًا: "التهديد ضد قوات حفظ السلام ازداد بشكل كبير، أصوات القصف والغارات الجوية تُسمع باستمرار ليلًا ونهارًا". 

 

تصاعد الهجمات ضد اليونيفيل

وتابعت الصحيفة أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي الأخير في لبنان، تعرضت قواعد "يونيفيل" لعدة هجمات، أسفرت عن إصابة سبعة جنود على الأقل جراء القصف الإسرائيلي، إضافة إلى إصابة 8 آخرين بسبب نيران صواريخ أطلقتها حزب الله. 

وأوضحت أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت اليونيفيل مرارًا، وطلبت منها من قبل إخلاء مواقعها التي كانت بمثابة حائط صد منع الاجتياح البري لجنوب لبنان، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن سبعة من قوات حفظ السلام.

وتابعت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومته المتطرفة حاولوا الضغط على اليونيفيل بكل الطرق من أجل إخلاء مواقعها، حتى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصفها بأنها بلا فائدة وإهدار للمال.

وأشارت الصحيفة إلى أنه رغم هذا التصعيد، تصر القوات الدولية، التي تضم أكثر من 10 آلاف جندي من 48 دولة مختلفة، على الاستمرار في تنفيذ مهامها التي تشمل "الرصد، التوثيق، والإبلاغ"، وفق ما صرح به مسئولون سابقون في "يونيفيل".

وتعمل "يونيفيل" بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر عام 2006، الذي ينص على انسحاب كل القوات الإسرائيلية والفصائل المسلحة إلى ما وراء نهر الليطاني، مع تسليم الجيش اللبناني المسئولية الكاملة عن جنوب البلاد. 

وتابعت الصحيفة أنه وسط التوترات المتزايدة، اعتبر رئيس الوزراء اللبناني المؤقت أن لـ"يونيفيل" دورًا حيويًا في تحقيق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار 1701، ومن جانبه، أعرب نتنياهو عن انتقاده الحاد لـ"يونيفيل"، واصفًا إياها بأنها "قوة بلا أنياب".

ووفقًا لدبلوماسيين دوليين، فإن تعزيز مهمة "يونيفيل" قد يكون جزءًا أساسيًا من أي تسوية مستقبلية للصراع، وربما يشمل ذلك توسيع صلاحياتها لتشمل عمليات التفتيش على الحدود اللبنانية بالكامل.

وأضافت الصحيفة أنه رغم المخاطر، تستمر قوات "يونيفيل" في تقديم المساعدة الإنسانية للسكان المحليين، حيث تلقت القوات مؤخرًا طلبات من مدنيين أصيبوا جراء القصف والجراح الناتجة عن الغارات الجوية، مضيفًا: "استطعنا تقديم المساعدة الطبية لهم".

وأوضحت الصحيفة أن القوات الدولية قامت أيضًا بإجلاء السكان العالقين في القرى الحدودية، ومن بينهم شقيقتان مسنتان من قرية قوزح، بمساعدة قوات حفظ السلام الغانية. 

وتابعت أن القوات الدولية لا يمكنها السماح لإسرائيل باستخدام القوة المفرطة في جنوب لبنان بحجة إبعاد مقاتلي حزب الله عن الحدود اللبنانية الإسرائيلية.