اللواء حافظ محمود: حروب الجيل الخامس ثقافية تعمل على تزييف تصور الجماهير
استهل اللواء أركان حرب د. حافظ محمود حسن، حديثه خلال محاضرة "حروب الأجيال وبقاء الدولة المصرية"، التي نظمها المجلس الأعلي للثقافة، باستعراض بعض الأقوال للعديد من المؤرخين مثل سيمونيدس المؤرخ اليونانى الذى قال حين هزمت اليونان أسبرطة: هزمناهم ليس حين غزوناهم، هزمناهم حين أنسيناهم حضارتهم تاريخهم وعيهم. ومقولة هنري كيسنجر: أى تصرفات يسعى المجتمع عن طريقها إلى حفظ حقه في البقاء.
ومقولة روبرت ماكنمارا الأمن هو التنمية، وبدون تنمية لا يمكن أن يوجد أمن والدول التي لا تنمو في الواقع، لا يمكن ببساطة أن تظل آمنة. ودايفيد كاميرون ومقولته الشهيرة عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي فلا يحدثني أحد عن حقوق الإنسان.
الأمن القومي والدولة
وعرج “حافظ” بالحديث عن تعريف ومفهوم محدد للأمن القومي العربي أو المصرى وذكر مقولة أمین هويدى الأمن القومي هو الإجراءات التي تتخذها الدولة في حدود طاقتها للحفاظ على كيانها ومصالحها في الحاضر والمستقبل مع مراعاة المتغيرات الدولية.
ولفت “حافظ" إلى أنه تم الترويج لتعريف الأمن القومى العربى بأنه الأساطير الرسمية للتلاعب بوعى الشعوب. وتحدث عن حروب الجيل الأول "الحرب" التقليدية" (1648-1860) وقال إن حروب الجيل الأول تزامنت مع احتلال أغلب الدول العربية عقب المواجهات بين الدول الاستعمارية والدولة العثمانية.
وحروب الجيل الثانى حروب "العصابات" (1860 - 1918). تدور حروب الجيل الثاني بين جيشين نظامي تقليدى - مجموعات مقاتلة ذات هدف واحد صغيرة العدد نسبيا وظهرت فى فترات زمنية متقاربة خلال الحرب العالمية الأولى ويرجع الفضل لدولة فرنسا، فى ابتكار ذلك الجيل من الحروب.
وحروب الجيل الثالث المناورة (1918 - 1945) ظهر هذا الجيل من الحروب خلال الحرب العالمية الثانية تحديدا، وذلك مع قيام الألمان بتطبيق نمط الحرب الخاطفة، وقد أسهم في ظهورها عاملان أساسيان هما التطور التكنولوجي، تطور نظم الإتصالات.
وصولًا إلى وضع يسهل السيطرة عليها، تدور هذه الحرب في شتى المجالات، السياسية - الاجتماعية الإعلامية - الثقافية - الاقتصادية - العسكرية - الأمنية. من خلال نشر الفوضى وشن حروب نفسية تخاطب العقول والقلوب تدار هذه الحروب تحت الستار خلف الكواليس وتعرف بأنها حرب بالوكالة.
ويتطابق الطرح السابق مع ما حدث في العراق وليبيا وسوريا وغيرها من الدول العربية عصر الصراعات المفتوحة.
وحروب الجيل الرابع الحروب اللا تماثلية 1989 هي تلك الحروب التي تستخدم أسلوب حرب العصابات الفاعل الرئيسي فيها التنظيمات والجماعات والأفراد تخاض بأدوات واستراتيجيات غير تقليدية تصطدم فيها المجموعات غير النظامية مستخدمة لاستراتيجية الهدم من داخل الدولة والدفع بها نحو التآكل البطيء والإنهيار والتفتت.
حروب الجيل الخامس ونظم المعلومات
وتحدث “حافظ” أيضا عن حروب الجيل الخامس حروب جرائم نظم المعلومات، مشيرا إلي أنها معركة التصورات والمعلومات حروب ثقافية وأخلاقية تعمل للتشويه وتزييف تصور الجماهير لإعطاء نظرة مشوهة عن العالم والسياسة. وقد ظهر هذا المصطلح جرائم نظم المعلومات فى الغرب منذ بداية القرن الواحد والعشرين، وهذا المصطلح لم يتم تداوله فى مصر ولم يبرز بشكل واضح إلا خلال، السنوات التي تلت قيام الثورة. وهي الأخطر والأسرع في التدمير وهى آليات التلاعب لتقبل الواقع بصورة تتعارض مع مصالحنا وبطرق موجهة.
وعن صور حرب الجيل الخامس على مصر، أوضح “حافظ”: على سبيل المثال كلمة Mummy أو "مومياء" في اللغة الإنجليزية منذ ما يزيد على (4) قرون إذ تم استعمالها للمرة الأولى عام 1615، فقد تم اختفاء ملصقات تحمل كلمة "مومياء" من قاعات متاحف بريطانية على "ذا تايمز"، المتحف البريطاني في لندن، واستبدالها بعباراتي "إنسان محنط" أو "بقايا محنطة. المتحدث باسم هيئة المتاحف الوطنية في إسكتلندا، التي تشرف على (4) متاحف أوضح أنه في حال معرفة اسم الشخص صاحب المومياء يوضع اسمه عليها، أما خلاف ذلك، فتوضع عبارات على غرار "سيدة محنطة" أو "رجل" محنط".
متحف، Hancock: في مدينة نيوكاسل بدأ أيضا تنفيذ هذه المبادرة بعدما قرر إزالة الكلمة من على مومياء سيدة تدعى "إرتيرو" يعود تاريخها إلى 600 عام قبل الميلاد مكتفيا بالإشارة إليها باسمها فقط.