رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

درة لـ«الدستور»: أحداث غزة دفعتنى لخوض تجربة إخراج وإنتاج «وين صرنا»

درة
درة

- أكدت أن المشاركة فى مهرجان القاهرة شرف كبير 

- القضية الفلسطينية قضيتى وأعددت رسالة ماجستير عنها قبل دخولى عالم الفن

- بدأت تحضير الفيلم منذ فبراير الماضى وصورنا عددًا من مشاهده داخل قطاع غزة

أعربت النجمة التونسية درة عن سعادتها الكبيرة بمشاركة فيلمها الأول كمخرجة سينمائية فى الدورة الـ٤٥ لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى، موضحة أنها ظلت تحلم لسنوات طويلة بالعمل الإخراجى قبل أن تتخذ قرارها وتقدم على تنفيذ هذه الخطوة بسبب الأحداث التى وقعت فى قطاع غزة. 

وأوضحت «درة»، خلال حديثها لـ«الدستور»، أنها اختارت أن يكون عملها الإخراجى الأول فى فيلم «وين صرنا» معبرًا عن معاناة الفلسطينيين، لنشر الوعى عن القضية الفلسطينية التى تعتبرها قضيتها الشخصية منذ مرحلة الدراسة الجامعية، مشيرة إلى أنها حرصت على تصوير بعض مشاهد الفيلم داخل قطاع غزة ليخرج العمل بصورة أكثر مصداقية.

■ بداية.. كيف ترين مشاركتك للمرة الأولى فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى كمخرجة ومنتجة؟

- مهرجان القاهرة السينمائى من أهم وأعرق المهرجانات السينمائية فى المنطقة العربية، ويتنافس خلاله المئات من الأفلام من مختلف دول العالم، وأنا دائمًا حريصة على حضور دورات هذا المهرجان، الذى يحمل مكانة خاصة فى قلبى، وأحرص على متابعة فعالياته ومشاهدة الأفلام المشاركة فيه بشكل مستمر، خاصة الأفلام العربية.

ولأننى عاشقة للسينما منذ صغرى، فإنى أحب دائمًا إذا أتيحت لى الفرصة أن أتواجد فى المهرجانات السينمائية المختلفة، وأبرزها مهرجان القاهرة السينمائى، لأن المهرجانات لها أهمية كبيرة، وتدور فيها مناقشات مستمرة حول النهوض بالصناعة السينمائية ودراسة آليات تطورها.

ويسمح حضور عدد كبير من صناع الأفلام والفنانين للمهرجانات بمزيد من التواصل وتبادل الأفكار، وهو ما يحدث خلال الورش والفعاليات المختلفة، هذا طبعًا بالإضافة إلى التعرف على الثقافات المختلفة، فى ظل ما تتمتع به المهرجانات السينمائية من تنوع فى عرض الأفلام من مختلف دول العالم، وكل هذا يفتح آفاقًا عديدة حول النهوض بالصناعة السينمائية.

■ ما شعورك بعد مشاركة فيلمك الأول؟

- عندما عرضت فيلمى «وين صرنا» على إدارة مهرجان القاهرة نال إعجابهم، وأبلغونى بأنه سيشارك ضمن فعاليات النسخة الـ٤٥ من المهرجان، وقد غمرتنى سعادة كبيرة لذلك، فشرف كبير أن يكون العرض الأول لفيلمى الأول كمخرجة عالميًا وفى واحد من أعرق المهرجانات السينمائية فى المنطقة.

■ ما السر وراء قرار خوض تجربتك الأولى فى عالم الإخراج؟

- فكرة إخراج عمل فنى كانت تراودنى منذ الصغر، وعندما دخلت عالم الفن دائمًا ما كان يشغل تفكيرى متى سيأتى الوقت المناسب لإخراج عمل فنى، خاصة أن انشغالى بالتمثيل كان يعوقنى عن التفرغ لاتخاذ هذه الخطوة.

وعندما جاءت الفرصة والوقت المناسب قررت أن يكون فيلمى الأول عن أهم قضية عربية، وهى قضية فلسطين، وأنا سعيدة لأننى أسهمت فى جزء ولو بسيط فى دعم الفلسطينيين، وتوضيح ولو جزء صغير من الصورة الحقيقية لمعاناتهم أمام العالم.

■ لماذا اخترت فيلم «وين صرنا» ليكون أولى تجاربك الإخراجية؟

- أحداث غزة جعلتنى أفكر فى كيفية المساهمة فى مساعدة الفلسطينيين من خلال عملى، خاصة أن الدعم عبر مواقع التواصل الاجتماعى ليس كافيًا، ومن هنا جاءتنى فكرة فيلم «وين صرنا».

وقد حرصت خلال كتابة فكرة الفيلم على أن تتناول أحداثه القضية الفلسطينية بشكل مختلف ومواكب للأحداث الأخيرة العصيبة التى يمر بها أشقاؤنا فى قطاع غزة، وقررت أن هذا هو الوقت المناسب لخوض التجربة، التى استمتعت بها بشكل كبير، خاصة أننى، كما ذكرت، كنت أحلم بها منذ الصغر، وأتمنى أن ينال العمل إعجاب الجمهور.

■ هل درست الإخراج قبل خوض هذه التجربة؟

- بالتأكيد، فقد كنت حريصة خلال الفترة الماضية على تلقى العديد من الدروس الإخراجية عبر الإنترنت، للتعرف بشكل أكبر على آليات الإخراج السينمائى، وهذا ما أضاف لى الكثير من المعلومات، واستطعت التعرف أكثر على تقنيات التصوير، وتكون لدىّ رؤية إخراجية، بجانب خبراتى التى كونتها على مدار السنوات الماضية خلال عملى كممثلة، لأن الممثل لا بد أن يكون لديه معرفة، ولو بسيطة، عن الإخراج والتصوير، ليتمكن من أدواته داخل لوكيشن التصوير.

■ كم استغرق تحضير وتصوير الفيلم؟

- بدأت التحضيرات للفيلم فى شهر فبراير الماضى، لكن التصوير لم يستغرق وقتًا طويلًا، لأنى كان لدىّ تصور واضح عن الفيلم، وكنت أعلم ما الذى أريده.

وعمومًا، تم التصوير على فترات متقطعة، وتخللته عدة وقفات تحضيرية، مع اختيار الوقت الأمثل والمكان المناسب للتماشى مع الظروف الحقيقية للأحداث والشخصيات، وبعد ذلك، دخل الفيلم فى مرحلة المونتاج، وقد حرصت على أن يأخذ الفيلم وقته اللازم فى المونتاج والميكساج والتلوين وتركيب الموسيقى.

ورغم كل ذلك، فقد انتهينا فى وقت قصير يعتبر إنجازًا بالنسبة للأفلام التسجيلية، لأننى اخترت تناول لحظة فارقة فى الفيلم، بدلًا من التركيز على رصد حياة متواصلة لفترات طويلة.

■ ما أبرز الصعوبات التى واجهتك خلال التصوير؟

- أن تكون مخرجًا ومنتجًا للعمل فى وقت واحد هى مسألة مرهقة للغاية، لكنى كنت مستمتعة أثناء العمل على هذا المشروع، وكان لدىّ حماس كبير خلال التحضير والتصوير.

والأمر الذى كان أكثر صعوبة هو أن الفيلم يتضمن العديد من المشاهد الوثائقية التسجيلية، وكنت حريصة على انتقاء هذه المشاهد بعناية شديدة، كى تصل الصورة كاملة للمشاهد، مع إبراز المعاناة الحقيقية التى يعيشها أشقاؤنا فى قطاع غزة، وما يمر به الفلسطينيون بمختلف أعمارهم من شقاء وعناء بسبب العدوان الإسرائيلى.

وقد صورنا أجزاءً من فيلم «وين صرنا» بمصر، وبعض الأجزاء الأخرى تم تصويرها داخل قطاع غزة، لكنى لم أكن حاضرة فى تصوير مشاهد غزة، لصعوبة سفرى إلى هناك، بسبب الأوضاع الراهنة، وهذا ما جعلنا نستغرق وقتًا طويلًا فى تنفيذ العمل، لكنى كنت حريصة على أن يتم تصوير بعض المشاهد داخل القطاع، حتى يكون العمل أكثر مصداقية.

ومن الصعوبات أيضًا أن الممثلين المشاركين فى الفيلم كانوا عائلة حقيقية وليسوا ممثلين محترفين، لذا كان توجيههم داخل لوكيشن التصوير يتطلب المزيد من الشرح والتوجيهات، كى يخرج المشهد بالصورة المطلوبة، لكنى أحب أن أوجه لهم التحية والشكر على المجهود الكبير الذى بذلوه فى هذا المشروع، حتى خروجه بالشكل المطلوب الذى سيراه الجمهور خلال عرضه بالمهرجان.

■ ما سر اختيارك للقضية الفلسطينية لتكون موضوع فيلمك الأول؟

- أشعر دائمًا بأن القضية الفلسطينية قضية شخصية بالنسبة لى، ونحن كفنانين لدينا دور مهم فى إيصال صوت الأشقاء الفلسطينيين للعالم، سواءً من خلال صفحاتنا الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة أو من خلال أعمالنا الفنية، وذلك نظرًا لعدد متابعينا الكبير من مختلف دول العالم، خاصة أن الفن يعتبر الوسيلة الأسرع والأكثر تأثيرًا على الجمهور.

وأحب أن أوضح أيضًا أن رسالة الماجستير الخاصة بى كانت عن قضية اللاجئين الفلسطينيين، لأنى درست فى كلية العلوم السياسية قبل دخولى عالم الفن، لذا فأنا دائمًا مهتمة بالقضية، وأحملها دائمًا على عاتقى.