بسبب الاعتداء الجنسى.. وسام بن يدر يواجه حكمًا بالسجن
أصدرت محكمة نيس الفرنسية حكمًا غيابيًا بالسجن لمدة عامين مع إيقاف التنفيذ على اللاعب الفرنسي وسام بن يدر، وذلك بتهمة الاعتداء الجنسي على شابة كانت قد تقدمت بشكوى ضده، لتثير القضية جدلًا واسعًا وتساؤلات حول التفاصيل الكاملة للواقعة والأسباب التي أدت إلى هذه الأزمة القانونية.
تفاصيل قضية وسام بن يدر
تعود جذور الأزمة إلى سبتمبر الماضي، حين أقدم بن يدر، الذي كان في حالة سُكر، على الاعتداء على شابة تبلغ من العمر 23 عامًا. بعد الحادثة، توجهت الضحية إلى الشرطة للإبلاغ عما حدث، مما أدى إلى اعتقال بن يدر واقتياده إلى مركز الشرطة للتحقيق.
وخلال الفحص الطبي الذي أُجري له، تبيّن أن نسبة الكحول في دمه مرتفعة، وفي جلسة المحاكمة الأولى، علّق بن يدر بقوله: "لا أتذكر ما حصل، فأنا هنا بسبب الكحول."
الحكم الصادر ضد بن يدر
أصدرت محكمة الجنايات في نيس حكمًا بالسجن لمدة عامين مع إيقاف التنفيذ، كما تم إلزام اللاعب بدفع تعويضات مالية بقيمة 6،500 يورو لصالح الضحية، إضافة إلى غرامة قدرها 5،000 يورو لتعنته ورفضه التعاون مع الشرطة.
وتم تعليق رخصة قيادته لمدة ستة أشهر كعقوبة إضافية. وخلال المحاكمة، اعترف بن يدر بارتكاب الجريمة، موضحًا أنه كان تحت تأثير الكحول حين أوقفته الشرطة.
أسباب الأزمة وتأثير الكحول
صرّح بن يدر، في إفادته، بأنه لا يتذكر تفاصيل الحادثة بدقة بسبب تأثير الكحول، مضيفًا أنه لجأ إلى الشرب كمحاولة للهروب من مشاكله الشخصية، معبرًا عن ندمه الشديد، واصفًا الحادثة بأنها من أسوأ قرارات حياته.
وقدّم اعتذارًا للضحية وأسرتها عن الأذى الذي سببه. لم تنتهِ أزمات بن يدر عند هذه الواقعة، حيث يخضع أيضًا لمراقبة قضائية تتعلق بتهمة اعتداء جنسي أخرى تعود إلى عام 2023.
مسيرته الرياضية
جلس بن يدر في منزله بعد مغادرته نادي موناكو الفرنسي هذا الصيف، حيث كان قد أمضى خمس سنوات في صفوفه، مسجلًا 118 هدفًا و34 تمريرة حاسمة خلال 201 مباراة في جميع البطولات، ليصبح بذلك أحد أبرز المهاجمين في تاريخ النادي.
وعلى الصعيد الدولي، خاض بن يدر 19 مباراة مع المنتخب الفرنسي وسجل ثلاثة أهداف، وكان آخر ظهور له مع المنتخب في يونيو 2022.
خلفيته ونشأته
ولد وسام بن يدر في 12 أغسطس 1990 في منطقة سارسل شمال باريس لعائلة تونسية مهاجرة، وبرزت موهبته في كرة القدم منذ الصغر حيث بدأ مسيرته في الشوارع والأحياء الشعبية، ما ساهم في تطوير مهاراته الفنية وتحكمه العالي بالكرة.
بعد انطلاقته من الأندية المحلية الصغيرة، انتقل إلى نادي تولوز الذي منحه الفرصة للعب في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، وسرعان ما جذب الأنظار إلى مهاراته العالية، ليحقق قفزة كبيرة في مسيرته الرياضية بالانتقال إلى إشبيلية في الدوري الإسباني، قبل أن يحط رحاله في نادي موناكو.
حياته الشخصية وتفاصيل أخرى
تزوج بن يدر من دانا ملوكي، سيدة من أصول تونسية، لكن العلاقة لم تدم طويلًا بعد أن رفعت دعوى ضده بتهمة العنف النفسي، في أكتوبر الماضي، ما أضاف تعقيدًا إضافيًا لحياته الشخصية.
ويظل بن يدر من أبرز المهاجمين الفرنسيين الذين يتميزون بسرعة الأداء ومهارات التهديف العالية، حيث سجل خلال مسيرته الاحترافية 259 هدفًا في 513 مباراة.
النهاية المفتوحة لمسيرته
اليوم، وبعد مغادرته لنادي موناكو، لا ينتمي بن يدر لأي فريق، ما يطرح التساؤلات حول مستقبله الرياضي بعد هذه الأزمة القانونية، وهل سيتمكن من تجاوزها والعودة إلى الملاعب، أم أن تداعياتها ستؤثر بشكل نهائي على مسيرته.
بهذه القضية، ينضم بن يدر إلى قائمة لاعبي كرة القدم الذين تورطوا في قضايا قانونية أثرت على حياتهم المهنية.