"الحروب الإلكترونية والشائعات وأثرها على الأمن القومى".. ندوة بمركز إعلام الداخلة
نظم مركز إعلام الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، اليوم جلسة حوارية بعنوان "الحروب الإلكترونية والشائعات وأثرها على الأمن القومي".
وتأتي هذه الفعاليات ضمن الحملة التي ينظمها قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات للتوعية بأهمية الأمن القومي المصري والتحديات التي تواجهه، ودور كل فرد في المساهمة في حماية الوطن من هذه التحديات تحت رعاية رئيس الهيئة الكاتب الصحفي ضياء رشوان، وتوجيهات رئيس قطاع الإعلام الداخلي الدكتور أحمد يحيى.
حاضر في الجلسة الحوارية اللواء ياسر كمال الدين رئيس مركز ومدينة الداخلة، ومدير عام مركز المعلومات بمركز ومدينة الداخلة المهندس منصور عبدالوهاب، ومدير إدارة أوقاف الداخلة الشيخ أحمد علي، والقس مرقس شفيق راعي كنيسة مارجرجس بمركز الداخلة، وحضرها أعضاء في مجلسي النواب والشيوخ ورجال أعمال وقيادات تنفيذية وشعبية وعدد من الشباب وطلاب المدارس.
واستهل الجلسة الحوارية مدير مركز إعلام الداخلة محسن محمد مرحبًا بالحضور ومؤكدًا على أهمية توعية المجتمع وخصوصًا الشباب بالتحديات التي تجابهها الدولة جراء التطورات المتسارعة حاليًا في المنطقة خصوصًا وفي العالم عمومًا، الأمر الذي يحتم علينا أن نكون على دراية بكيفية التعامل مع هذه التحديات، مشيرًا إلى أن هذه الجلسة الحوارية اليوم تأتي ضمن جهود الهيئة العامة للاستعلامات لتشكيل الوعي المجتمعي تجاه كافة القضايا المطروحة.
من جانبه، أشاد اللواء رئيس مركز ومدينة الداخلة، بحرص الهيئة العامة للاستعلامات على تنظيم مثل هذه الفعاليات التثقيفية لتشكيل وعي الشباب تجاه القضايا الهامة ومن أهمها الأمن القومي، معرفًا الأمن القومي بأنه قدرة الدولة سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا على الحفاظ على أمن وسلامة موقعها الجغرافي وشعبها ومقدراتها من أي اعتداء سواء داخلي أو خارجي بما يمكن شعبها من العيش في سلام وأمان.
وأشار إلى أنه في ظل التطور التكنولوجي الهائل تتعاظم التحديات التي تهدد استقرار الأمن القومي، حيث يتم توظيف هذا التطور المتسارع من قبل دول وجهات أخرى في أعمال مهددة للأمن القومي لدول أخرى في وقت لم تستطع الدول حماية فضائها الإلكتروني بشكل كامل، لأن الهجمات الإلكترونية مجهولة المصدر وتتطور يومًا بعد يوم وتستهدف أهدافًا مختلفة.
وأضاف رئيس المركز، أن الحروب بين الدول انتقلت لميدان جديد وهو الميدان الإلكتروني مع التطور التقني المتواصل الذي فتح آفاقًا واسعة من خلال حسابات التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت.
ومضى قائلًا: تهدف الحروب الإلكترونية لجذب الأشخاص، لا سيما الشباب للوقوع في شباك العنصرية والتطرف وبث الفتنة بين المواطنين والتقليل من الإنجازات وبث الشائعات.
وأكد اللواء ياسر كمال، على ضرورة التصدي للحروب الإلكترونية من خلال توعية وتثقيف الشباب حول خطورة الحروب الإلكترونية والتعرف على الأخبار المزيفة والشائعات.
وعلى الصعيد ذاته، قال مدير عام مركز المعلومات بمركز ومدينة الداخلة المهندس منصور عبدالوهاب خلال الندوة إن هناك اختلافًا بين الحروب التقليدية والحروب الإلكترونية، فالتقليدية تستخدم القوة المباشرة وتعتمد على كثافة عدد الجنود والمعدات الحربية من الدبابات والطائرات والمدفعية، بينما تستخدم الحروب الإلكترونية القوة الذكية، مشيرًا إلى أن خطورة حروب الإنترنت والشبكات تكمن في كون العالم أصبح يعتمد أكثر فأكثر على الفضاء الإلكتروني لا سيما في البنى التحتية المعلوماتية العسكرية والمصرفية والحكومية.
وتطرق المهندس منصور إلى مفهوم الحرب الإلكترونية، لافتًا إلى أنه ليس ثمة إجماع واسع على تعريف محدد ودقيق لمفهوم الحرب الإلكترونية، حيث عرفها البعض على أنها أعمال تقوم بها دولة تحاول من خلالها اختراق أجهزة الكمبيوتر والشبكات التابعة لدولة أخرى بهدف تحقيق أضرار بالغة أو تعطيلها، فيما عرفها آخرون بأنها مفهوم يشير إلى أي نزاع يحدث في الفضاء الإلكتروني ويكون له طابع دولي.
وأوضح المهندس منصور، أن للحروب الإلكترونية تأثيرًا بالغًا على الأمن القومي، حيث يهدد الاستقرار. فمن الممكن أن تؤدي الهجمات الإلكترونية إلى شلل في الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه، كما تؤدي إلى زيادة التوترات والتأثير على نتائج الانتخابات، لافتًا في هذا الصدد إلى أشكال النزاع التي تحدث في الفضاء الإلكتروني ومنها "القرصنة الإلكترونية أو التخريب الإلكتروني، والجريمة الإلكترونية والتجسس الإلكتروني، والإرهاب الإلكتروني"، مؤكدًا في هذا الصدد أن الشائعات تعد أيضًا وسيلة فعالة لنشر الارتباك والرعب بين الجماهير، ويمكن استخدامها لتشويه صورة الأفراد والدول بما يؤثر على الأمن السياسي والاجتماعي.
وأكد مدير إدارة أوقاف الداخلة الشيخ أحمد علي، على أهمية تكاتف جهود كافة المؤسسات شاملة الأسرة والتعليم والإعلام من أجل التوعية بمخاطر الهجمات الإلكترونية، مشددًا هنا على أهمية التوعية الدينية من أجل الاستفادة من إيجابيات التقنية الحديثة والوقاية من سلبياتها.
وقال القس مرقس شفيق راعي كنيسة مارجرجس بالداخلة، أن مصر تتعرض لحملة شرسة جدًا من الحروب الإلكترونية وأن دولًا عدة تنسج مؤامرات ضد مصر، مؤكدًا في هذا الصدد على أنه طالما الأزهر والكنيسة موجودتان ستظل راية مصر مرفوعة.
وأسفر الحوار الذي دار خلال الجلسة عن العديد من التوصيات من قبل الحضور، خصوصًا طلاب المدارس والمعلمين، أبرزها إدراج قضايا الحروب الإلكترونية والأمن السيبراني، ضمن المناهج الدراسية.