رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء فلسطينيون: إعلان مخطط ضم الضفة الغربية يستهدف تصفية القضية نهائيًا

استمرار معاناة الشعب
استمرار معاناة الشعب الفلسطينى المحاصر من قبل قوات الاحتلال

أكد عدد من الخبراء والسياسيين الفلسطينيين أن تصريحات وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش المتطرف بشأن ضم الضفة الغربية ووضعها تحت السيادة الإسرائيلية، تؤكد أن الاحتلال يخطط لتصفية القضية الفلسطينية بشكل نهائى، اعتمادًا على الدعم المطلق من القوى الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، التى تغض الطرف عن جرائم الإبادة الجماعية التى يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين.

وأوضح الخبراء والسياسيون الفلسطينييون، خلال حديثهم لـ«الدستور»، أن تصريحات «سموتريتش»، وتصرفات حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، تمثل نوعًا من جس النبض لإدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، لكشف مدى استعدادها لمنح الدعم المطلق لإسرائيل، بالإضافة إلى فرض الأمر الواقع على المشهد فى الشرق الأوسط، قبل الاضطرار للتصديق على أى تهدئة فى الفترة المقبلة

عزيز العصا: جس نبض لإدارة ترامب مع إجهاض حل الدولتين

قال عزيز العصا، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى من القدس المحتلة، إن تصريحات وزير المالية الإسرائيلى المتطرف بتسلئيل سموتريتش بشأن ضم الضفة الغربية تأتى فى ظل وضع صعب تعيشه دولة الاحتلال وقيادتها اليمينية، من النواحى العسكرية والأمنية والسياسية، فى كل من قطاع غزة ولبنان.

وأضاف: «حكومة نتنياهو فشلت فى تحقيق (النصر المطلق والساحق)، الذى وعدت به، ورفعته شعارًا مصاحبًا لعملياتها العسكرية، التى لم تحقق سوى قتل وجرح ما يزيد على ١٥٠ ألف فلسطينى وآلاف اللبنانيين، كلّهم من المدنيين، من الأطفال والنساء والشيوخ، مع تكبد خسائر عسكرية كبيرة فى قطاع غزة ولبنان».

وتابع: «التصريحات الأخيرة سيتم توظيفها لصرف النظر عن الفشل فى السيطرة المطلقة على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية، وهى تصريحات استفزازية وابتزازية فى آن واحد، لفرض الأمر الواقع على أى مفاوضات أو اتفاقيات قادمة».

واستطرد: «تشكل التصريحات أيضًا محاولة لجس نبض للإدارة الأمريكية القادمة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، التى قد تأتى بعقلية منفتحة على حل الدولتين، وعلى وقف سفك الدماء فى المنطقة، من أجل خلق حالة الهدوء والاستقرار الذى تنشده واشنطن، لتحقيق مصالحها العليا السياسية والاقتصادية والأمنية فى المنطقة».

جهاد ملكة: محاولة لفرض الأمر الواقع وتقويض مساعى السلام

رأى الدكتور جهاد ملكة، المحلل السياسى الفلسطينى من قطاع غزة، أن تصريحات وزير مالية الاحتلال حول تجهيز البنية التحتية لتطبيق السيادة على الضفة الغربية المحتلة تعد إشارة واضحة على نية حكومة الاحتلال للسيطرة الكاملة على الأراضى الفلسطينية.
وأضاف: «هذه التحركات تأتى فى سياق خطة إسرائيلية أوسع لتصفية القضية الفلسطينية عبر تكريس سيطرتها على الضفة، وفرض واقع استيطانى وسياسى، يجهض أى فرص لإقامة دولة فلسطينية مستقلة».
وتابع: «هذه التصريحات تتزامن مع حديث نتنياهو عن فرض السيادة الكاملة على الضفة الغربية مع بدء فترة الولاية المرتقبة لترامب، ما يشير إلى نية واضحة لاستغلال أى دعم سياسى دولى لتنفيذ هذه الخطوات، مع تقويض أى مساعٍ للسلام وفرض أمر واقع يتجاوز قرارات الشرعية الدولية وينتهك حقوق الشعب الفلسطينى».
وطالب السلطة الفلسطينية والدول العربية والمجتمع الدولى بتحمل مسئولياتهم فى مواجهة السياسات الأحادية التى تهدد الأمن والاستقرار، قائلًا إن الأمر يستدعى موقفًا صارمًا لمنع مزيد من التدهور فى الوضع القائم، وحماية حقوق الشعب الفلسطينى المشروعة فى أرضه ومقدساته.
كما دعا «ملكة» رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لاتخاذ إجراءات فورية لإعلان دولة فلسطين تحت الاحتلال، وتطبيق قرار الأمم المتحدة رقم ١٩/٦٧ لعام ٢٠١٢ الخاص بقبول فلسطين دولة عضو مراقب، لتصبح العضو رقم ١٩٤ بالمنظمة الأممية.

جهاد أبولحية: شعبنا سيتصدى للمخطط مثلما رفض الهجرة القسرية

أكد الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، أن هذا المخطط الصهيونى كان معروفًا من قبل ولم يكن مفاجأة.

وأوضح «أبولحية»: «لم يتوقف المسئولون الإسرائيليون عن ذكر هذا المخطط كلما سنحت لهم الفرصة. ضم الضفة كان دومًا هدف إسرائيل من أجل التوسع على حساب الأراضى الفلسطينية، وزادت معدلات الاستيطان فى الآونة الأخيرة بشكل كبير وبدعم من الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على السلطة فى إسرائيل، وذلك تمهيدًا لتغيير الوضع الجغرافى للضفة فى إطار الهدف الذى يصبو إليه الاحتلال، والمتمثل فى الضم وفرض السيادة على الضفة الغربية كاملة من كل النواحى؛ سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا وإداريًا».

وأضاف: «إعلان وزير المالية الإسرائيلى، بتسلئيل سموتريتش، عن نيتهم فرض السيادة على الضفة الغربية قبيل دخول الرئيس المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض بشكل رسمى- يأتى فى سياق تمهيد الطريق لـ(ترامب) لاتخاذ خطواته فى هذا السياق لمنحهم شرعية»، مؤكدًا: «هذه الخطوة مخالفة للقانون الدولى، ويأتى هذا الإعلان انسجامًا مع ما أعلنه ترامب شخصيًا خلال الدعاية الانتخابية له منذ شهور حول أن مساحة إسرائيل صغيرة».

وتابع: «لا قيمة لما يعلن عنه سموتريتش أو نتنياهو أو حتى ترامب أو أى شخص آخر، وذلك لأن شعبنا الفلسطينى صاحب الأرض والسيادة وهو الذى سوف يتصدى لهذا الإعلان بكل ما أوتى له من قوة، ولن يسمح أن يمرر مخطط الضم وفرض السيادة على الضفة الغربية مثلما رفض شعبنا الفلسطينى مخطط التهجير فى قطاع غزة، رغم كل ما تعرض ويتعرض إليه من حرب إبادة جماعية لم تر البشرية مثلها قط».

ماهر صافى: إنكار حقوقنا لن يمنح الاحتلال الشرعية

ذكر الدكتور ماهر صافى، الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى، أن التصريحات المتتالية سواء من نتنياهو أو من وزير مالية الاحتلال، مرتكزة على دعم الإدارة الأمريكية للاحتلال، للقضاء نهائيًا على القضية الفلسطينية.

وأضاف «صافى»، لـ«الدستور»، أن هذا التصريح استفزاز جديد للمجتمع الدولى، وهو مخالف للقوانين الدولية، لافتًا إلى أن المجتمع الدولى يتجاهل ما يحدث فى فلسطين من حرب وإبادة مستمرة.

وتابع: «ما قاله وزير مالية الاحتلال الإسرائيلى هو نوع من أنواع بسط السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، ومنع إقامة الدولة الفلسطينية، ويؤكد بشكلٍ قاطع نوايا الاحتلال الممنهجة، وإنكاره حقوق الشعب الفلسطينى الوطنية»، مؤكدًا أن أيًا من مخططات إسرائيل، لن تمنحها شرعية على الأراضى المحتلة، ولن تغير حقائق التاريخ، بأن الضفة الغربية أرضٌ فلسطينيةٌ خالصةٌ وجزءٌ أصيل من الدولة الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس.