رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: إسرائيل تواصل منع المساعدات ضمن خطتها لإجبار سكان غزة على الرحيل

غزة
غزة

أكد عدد من السياسيين والخبراء الفلسطينيين ضرورة التصدى لخطة كبار مسئولى الجيش الإسرائيلى لتحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة عسكرية، وإخلاء ٢٠٠ ألف فلسطينى من سكان شمال القطاع إلى جنوبه، لإبقاء المنطقة خاضعة للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، فيما يعرف باسم «خطة الجنرالات».

وأكد الخبراء، لـ«الدستور»، أن الخطة تعد خطوة فى طريق تنفيذ مخططات الاحتلال الإسرائيلى لتهجير الشعب الفلسطينى من أراضيه، ليس فقط فى قطاع غزة ولكن فى الضفة الغربية أيضًا، ضمن مخططات تصفية الوجود الفلسطينى برمته.

وقال الدكتور ماهر صافى، الكاتب والباحث السياسى الفلسطينى، إن ما يعرف بـ«خطة الجنرالات»، التى كشف عنها الكنيست الإسرائيلى، بدعم من حزب «الليكود»، تستهدف السيطرة على شمال قطاع غزة وتهجير من تبقى من سكانه، مؤكدًا أن الخطة مع ذلك تعد مجرد حبر على ورق، لأن تنفيذها يواجهه العديد من المصاعب والإشكاليات.

وأوضح، فى حديثه لـ«الدستور»، أن جيش الاحتلال يدرس خطة تهجير من تبقى من سكان شمال غزة، وضواحى مدينة غزة، إلى المناطق الوسطى فى القطاع، ومواصى خان يونس، بهدف تضييق الخناق على المقاومة هناك ودفعها لمواجهة خيار الموت أو الاستسلام، بعد أن ظلت صامدة منذ السابع من أكتوبر الماضى.

وقال: «‎الهدف من الخطة هو أن يتم تحويل شمال ممر نتساريم، أى مدينة غزة وجميع أحيائها، إلى منطقة عسكرية مغلقة، ‎ويشمل المخطط الإسرائيلى السيطرة على كامل شمال القطاع، وتهجير من تبقى من سكانه، وذلك فى سياق المرحلة الرابعة من الحرب البرية، وتنفيذًا لمخطط التهجير على مراحل متعددة».

‎وأضاف: «تنقسم الخطة الإسرائيلية إلى مرحلتين رئيسيتين، الأولى منهما تتمثل فى فرض حصار وتجويع المدنيين من سكان شمال القطاع ومدينة غزة، وهذا ما يحدث حاليًا، فى ظل التجويع وحرب الإبادة المستمرة، وأيضًا فتح ممر عبر طريق الرشيد، لتمكين الأهالى من النزوح إلى المناطق الوسطى، على أن يتم وضع نقاط تفتيش لاعتقال من يريدون».

وتابع: «المرحلة الثانية ستكون إجبار السكان على الخروج بقوة السلاح وعبر القصف والقتل، وستأتى على شكل هجوم عسكرى كبير على شمال غزة، حيث يقدّر جيش الاحتلال بأن نحو ٥ آلاف مقاتل من فصائل المقاومة موجودون هناك»، مؤكدًا أن جيش الاحتلال الإسرائيلى سيواجه تحديات كبيرة إن حاول تنفيذ خطته، مع تكبده خسائر بشرية كبيرة فى صفوفه.

فيما قال الكاتب الصحفى الفلسطينى ثائر أبوعطيوى، عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، إن «خطة الجنرالات» تأتى بمبادرة من حزب «الليكود»، وهو حزب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بهدف مساعدته على تثبيت سياسة الحزب إزاء قطاع غزة، وتفادى الضغوط الدولية بشأن قبول مقترح وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. 

وأضاف «أبوعطيوى» إن الخطة «تستهدف، وفق التقارير العبرية، تقليص مساحة قطاع غزة إلى ١١٪ من حجمه الأصلى، ونقل السكان إلى المواقع المحددة، وتقسيم المنطقة للسماح بالنشاط الاستيطانى، ومصادرة احتياطيات الغاز قبالة المنطقة الساحلية، فيما سوف يكون ممر نتساريم وسط القطاع منطقة عازلة، تفصل المستوطنات الجديدة عن أى هجوم فلسطينى محتمل، فيما تنوى إسرائيل الحفاظ على السيطرة على القطاع، من خلال فرض قيود على الحركة وتحديد المناطق التى يمكن للمواطنين التجمع فيها».

وتابع: «الاحتلال يقترح تحويل المنطقة الواقعة شمال محور نتساريم إلى منطقة عسكرية مغلقة، وإرغام من ٣٠٠ إلى ٤٠٠ ألف فلسطينى فى شمال القطاع على النزوح خلال أسبوع واحد، وبعد ذلك يفرض الجيش على شمال القطاع حصارًا كاملًا، لجعل الخيار أمام المقاومة هو إما الاستسلام أو الموت».

وأكد أن «خطة الجنرالات» ليست بالجديدة، موضحًا أنها نفس الخطة المطروحة لإخلاء القطاع من سكانه منذ عام ١٩٧١، مشددًا على أنها تستهدف اقتلاع سكان القطاع والزج بهم نحو التشريد والهجرة الجماعية، وتثبيت حدود استيطانية عسكرية جديدة، ذات توسع إضافى لدولة الاحتلال، الأمر الذى سيكون عبارة عن نكبة جديدة، تضاف إلى النكبات الفلسطينية.

واستطرد: «الفلسطينيون الآن يمرون عبر مرحلة التهجير الجديدة إلى عملية طرد سكان قطاع غزة خارجه، من خلال فتح المعابر والحدود للسفر والهجرة، بهدف توسيع الرقعة الجغرافية لدولة الاحتلال»، مشددًا على ضرورة التصدى لـ«خطة الجنرالات»، فلسطينيًا وعربيًا ودوليًا.

وأكمل: «علينا وضع خطة وبرنامج فلسطينى عربى دبلوماسى موحد، يخاطب المؤسسات الدولية والعالم بأسره، ويوضح خطورة عملية التهجير واقتلاع الإنسان الفلسطينى من جديد من أرضه، مع العمل فى نفس الوقت وبكل السبل، عربيًا ودوليًا، لوقف الحرب على غزة، وحشد كل طاقات الدول العالمية المناصرة للشعب الفلسطينى وعدالة قضيته، من أجل الضغط على حكومة الاحتلال لوقف كل الممارسات التعسفية ضد القطاع، وعلى رأسها الحرب المسعورة والعدوان المتواصل للشهر الثانى عشر على التوالى».