رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترامب يحبط إسرائيل.. هل يعرقل الرئيس الأمريكى المنتخب مخططات ضم الضفة الغربية؟

ترامب
ترامب

كشفت مصادر مطلعة لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن أن مسئولين اثنين على الأقل من الإدارة السابقة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حذّرا وزراء إسرائيليين بارزين من التسرّع في افتراض أن الرئيس الأمريكي المنتخب سيؤيد ضم إسرائيل أراضي الضفة الغربية خلال ولايته الثانية. 

وتابعت الصحيفة أنه رغم التحذيرات التي جرى توصيلها في اجتماعات ومحادثات عقدت خلال الأشهر التي سبقت فوز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، إلا أن أعضاء الحكومة اليمينيين المتطرفين في إسرائيل لم يظهروا أي علامات على التراجع عن هذا المسار. 

تصريحات وزراء نتنياهو المتطرفين

وأكدت الصحيفة أن وزراء حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفين بدأوا في الاستعداد بأن يكون عام 2025 عام ضم الضفة الغربية لإسرائيل، وفقًا لما صرح به وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، مستندًا إلى عودة ترامب إلى الرئاسة، كما قال وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الأسبوع الماضي، إن "هذا هو الوقت المناسب لتحقيق السيادة".

وفي خطوة تُعزز هذه التوجهات، أعلن نتنياهو، يوم الجمعة، عن تعيين يحيئيل ليتر، وهو زعيم مستوطنين سابق ومعارض لإقامة دولة فلسطينية، سفيرًا جديدًا لإسرائيل لدى الولايات المتحدة. 

وأشار مسئول إسرائيلي إلى أن مستشاري ترامب السابقين لم يستبعدوا دعم الرئيس المنتخب لهذه الخطوة، لكنهم أوضحوا أنها ليست مسألة "محسومة". 

وأوضح مسئول آخر أن خطوة كهذه قد تواجه اعتراضات قوية من حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، مثل السعودية والإمارات العربية المتحدة، حيث يمكن لترامب الاعتماد عليهما في مواجهة ملفات أكثر إلحاحًا، مثل التصدي للعدوان الإيراني، ومنافسة الصين، وإنهاء الحرب في أوكرانيا، ما يعني أن ضم الضفة الغربية لا تعتبر أولوية بالنسبة لترامب في الوقت الحالي في الشرق الأوسط.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بالرغم من أن ترامب قدم خطة سلام في عام 2020 كانت تتضمن ضم إسرائيل جميع مستوطناتها، فإن الخطة سمحت أيضًا بإقامة دولة فلسطينية في باقي مناطق الضفة الغربية، وفي ذلك الوقت رحّب نتنياهو بالخطة مع بعض التحفظات، بينما عارضها كل من سموتريتش والعديد من قادة المستوطنين، الذين يحتفلون الآن بفوز ترامب كفرصة لدفع خططهم للضم قُدمًا.

وذكّر أحد مستشاري ترامب السابقين وزيرًا إسرائيليًا بأن إدارة ترامب لم تدعم في 2020 فرض السيادة الإسرائيلية على المستوطنات "دون وجود سياق معين"، ووفقًا لمسئول إسرائيلي، فإن هذا النهج لن يتغير في المستقبل.

وكانت السلطة الفلسطينية قد رفضت خطة ترامب للسلام، ما دفع إدارته للتعاون مع إسرائيل بشأن ضم جزئي للضفة الغربية. 

وفي تعليقه على هذه التطورات، نصح جايسون جرينبلات، المبعوث السابق للشرق الأوسط، الوزراء الإسرائيليين بضرورة الاحتفال بفوز ترامب نظرًا لدعمه القوي لإسرائيل الذي أبداه خلال ولايته الأولى. 

وأضاف جرينبلات قائلًا: "من المهم أن يأخذ هؤلاء الوزراء خطوة للخلف، وأن يركزوا بدايةً على العمل عن كثب مع نتنياهو لتعزيز علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة، ومواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها إسرائيل الآن، وسيكون هناك وقت للنقاش حول قضية الضفة الغربية، ولكن السياق والتوقيت لهما أهمية بالغة".