من أذربيجان.. COP29 تستكمل جهود قمة شرم الشيخ لتنفيذ تعهد 100 مليار دولار
انطلقت اليوم الإثنين، قمة مؤتمر الأطراف للمناخ "كوب 29" COP29 في العاصمة الأذرية باكو، الواقعة على سواحل بحر قزوين، التي تعد مهدًا لبعض أولى آبار النفط في العالم، حيث تعتبر أذربيجان الأولى في العالم التي تعتمد بشكل كبير على النفط والغاز، إذ يشكلان 90% من عائدات صادراتها، ومن المقرر أن يصبح تعهد الـ100 مليار دولار الذي انطلق في قمة المناخ "كوب 27" COP27، التي عقدت في شرم الشيخ مصر عام 2022، على رأس جدول القمة.
تحديات كبرى تواجه كوب 29
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإنه يُتوقع أن يناقش المندوبون في قمة كوب 29 مستقبل تمويل المناخ، حيث تحتاج الدول النامية إلى مبالغ ضخمة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وللتكيف مع آثار الظواهر المناخية المتطرفة.
وفي المقابل، تؤكد الدول المتقدمة أن دافعي الضرائب لديهم لا يمكنهم تحمل العبء المالي بالكامل، مما يدفعهم للبحث عن جهات مانحة جديدة، كالدول ذات الاقتصادات الكبرى مثل الصين والسعودية والإمارات، وكذلك مصادر تمويل مبتكرة.
وتابعت أن أحد التعهدات البارزة في التمويل المناخي هو التزام الدول المتقدمة بتقديم 100 مليار دولار سنويًا للدول النامية، وهو تعهد يعود إلى قمة كوبنهاجن في 2009، وتم التركيز عليه في قمة "كوب 27" COP27 التي عقدت في شرم الشيخ في مصر خلال عام 2022، لكن هذا التعهد لم يتحقق بالكامل حتى الآن، ما أدى إلى فقدان الثقة بين الدول النامية والمتقدمة.
وأضافت الصحيفة أن البيانات الحديثة تشير إلى تحقيق هذا الهدف مؤخرًا، إلا أن التوزيع المالي غير عادل؛ إذ يتجه أغلب التمويل نحو تخفيف الانبعاثات في الدول المتوسطة الدخل، بينما يتم إهمال تمويل التكيف وبناء المرونة.
وتشهد القمة أيضًا نقاشًا حول الدول التي يجب عليها المساهمة في تمويل المناخ. تقليديًا، تلتزم الدول المتقدمة بهذا التمويل، بينما تعتبر الدول النامية مستفيدة، لكن مع التطور الاقتصادي لبعض الدول النامية وزيادة انبعاثاتها، كالصين والهند، تبرز الحاجة لتوسيع قائمة المساهمين.
هذا النقاش يعد نقطة خلاف بين الدول، لكن قد تُطرح حلول وسطى مثل السماح لبعض الدول بأن تكون مساهمة ومستفيدة في الوقت ذاته.
وأضافت الصحيفة أن قضية "الخسائر والأضرار" تُعد من القضايا الحساسة؛ إذ تشمل الأضرار التي تتعرض لها الدول النامية جراء الظواهر المناخية المتطرفة، مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف، وهي أضرار تفوق أي جهود للتكيف، حيث تسعى القمة إلى وضع نظام سريع لصرف المساعدات المخصصة للخسائر والأضرار عبر البنك الدولي.
وتتجه الأنظار بعد COP29 إلى مؤتمر COP30، المقرر عقده في بليم بالبرازيل العام المقبل. ستركز القمة المقبلة على أهداف خفض الانبعاثات (NDCs) الملائمة لحدود الاحترار العالمي عند 1.5 درجة مئوية، والتي تمثل فرصة أخيرة للبشرية للحد من التغيرات المناخية الكارثية.