اتهمه "دوستويفسكي" بالانتهازية.. ماذا تعرف عن إيفان تورجينيف؟
إيفان تورجينيف هو روائي وشاعر ولد في 9 نوفمبر من عام 1818 في قرية سباسكوي التابعة لمحافظة أوريول التي تقع قرب مدينة تولا جنوب موسكو.
إيفان تورجينيف
وبحسب تقرير نشرته مجلة الآداب العالمية لممدوح أبو ألوي، كان تورجينيف يميل إلى الاتجاه الغربي، ومعاديًا للتعصب القومي. قام في روسيا في القرن التاسع عشر صراع بين أنصار العودة إلى التراث القديم وبين أنصار التوجه نحو العلوم الإنسانية الغربية، وقاد تورجينيف الفريق الثاني، واتهمه دوستويفسكي بالانتهازية فرسم له صورة كاريكاتورية في رواية «الشياطين» فكان هناك كاتب له علاقة بالثوار، فقط من أجل أن يعرف متى ستنشب الثورة لكي يبيع أملاكه، ويهرب خارج البلاد قبل نشوبها، وعرف الجميع أنَّ المقصود بهذه الشخصية هو تورجينيف نفسه.
دستويفسكي
التقى إيفان تورجينيف ودوستويفسكي عام 1880 في أثناء الاحتفال بإزاحة الستار عن تمثال الشاعر بوشكين عام 1880 بموسكو وكان دوستويفسكي يمثل الاتجاه القومي الروسي في حين كان تورجينيف على العكس يمثل الاتجاه الغربي، وألقى كلُّ منهما كلمته ووقف الجمهور إلى جانب دوستويفسكي الذي سيطر على قلوب الجمهور وعقولهم، وكان كلّ واحد منهما يحاول أن يجعل من بوشكين معبرًا عن أفكار فريقه.
كتاباته
في كتاباته اهتم إيفان تورجينيف بتصوير الطبيعة، فكان أبطاله يلتقون في الحدائق والغابات، وكتب رواياته بلغة روسية جميلة اهتم بموضوع الحبّ، ورأى فيه ساحة لتجربة شخصيات أبطاله، فهنا يتضح مدى صدقهم.
الناقد
تورجينيف كان ناقدًا أيضًا، بالإضافة إلى كونه شاعرًا وقاصًا وروائيًا فلقد كتب بحثًا هامًا قارن فيه بين شخصيتي هاملت بطل مأساة هاملت لشكسبير، وشخصية دون كيشوت بطل رواية « دون كيشوت» للروائي الإسباني سيرفانتس، وفضّل الثانية على الأولى لأنَّها تعيش للآخرين في حين تعيش الأولى لنفسها فقط. ورأى أنَّ الثانية غيرية والأولى أنانية، ورأى أنَّ في كل نفس بشرية بعض صفات هاملت وبعض صفات دون كيشوت، فكل إنسان يحبُّ نفسه ويحبُّ الآخرين، ويجب إقامة التوازن بين هاتين العاطفتين، وإلا فسيحدث خلل في شخصية الفرد، وهذا الخلل قد يؤدي إلى الأنانية أو العكس.
دفن إلى جوار صديقه
أقام تورجينيف في فرنسا برفقة حبيبته الفنانة الفرنسية بولينا فياردو، لم يتزوج ولم ينجب أطفالًا، ولكن كانت هذه الإنسانة صديقته في فرنسا، وكانت له صديقة أخرى روسية وكان يتردد إلى روسيا، إذ كان إقطاعيًا، وزار روسيا آخر مرة عام 1881 وبعد عامين توفي في فرنسا في الثالث من أيلول عام 1883 ونقل جثمانه إلى بطرسبورج في التاسع من تشرين الأول عام 1883 ودفن إلى جانب صديقه الناقد بيلينسكي.