رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اغتصاب وقتل جماعى.. الدعم السريع تمارس سياسة "الأرض المحروقة" ضد السودانيين

السودان
السودان

أكد تقرير أمريكي، أن ميليشيا الدعم السريع في السودان تمارس عمليات قتل واسعة النطاق وعمليات اغتصاب وعنف جنسي على نطاق واسع بولاية الجزيرة انتقامًا منهم بعد انشقاق أبوعاقلة كيكل عن الميليشيا وانحيازه إلى جانب الجيش السوداني.

وانشق أبوعاقلة كيكل نهاية الشهر الماضي عن الدعم السريع وانضم للجيش السوداني فيما دفع مجتمعه الثمن من دمائهم، فقد شنت الميليشيا هجمات عقابية على قرى في ولاية الجزيرة بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

الدعم السريع تتبع سياسة العقاب الجماعي ضد ولاية الجزيرة

وسلطت الصحيفة الأمريكية في تقرير لها الضوء على مجازر الدعم السريع بحق المدنيين، مشيرة إلى أن العديد من الناجين اضطروا إلى السير لأيام طويلة عبر الصحراء الحارقة للوصول إلى المساعدة، فيما أكدت تقارير جماعات حقوق الإنسان بأن النساء تعرضن للاغتصاب الجماعي أمام أسرهن، وهو ما دفع بعضهن إلى الانتحار. 

وقال شاهد عيان لصحيفة "واشنطن بوست" إن الرجال الذين حاولوا حمايتهن تعرضوا لإطلاق النار، فيما وصف أحد القرويين كيف فر السكان المذعورون إلى الحقول التي اجتاحتها النيران في وقت لاحق وكيف رأوا امرأة ماتت وهي تلد أثناء فرارها هربًا من الدعم السريع.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الدعم السريع تتبع سياسة "الأرض المحروقة"، وتشن هجمات وحشية على ولاية الجزيرة، فيما أكد الأهالي أن الدعم السريع ينفذ عمليات عقاب جماعي بسبب انشقاق أبوعاقلة كيكل وانضمامه إلى الجيش السوداني في 20 أكتوبر الماضي.

"الدعم السريع" تقتل الرجال ويغتصب النساء

وقال هيثم الشريف، المتحدث باسم مؤتمر الجزيرة، وهى مجموعة مجتمع مدني تراقب العنف، لصحيفة "واشنطن بوست" إن قوات الدعم السريع اجتاحت 30 قرية، وقتلت واحتجزت الرجال، واغتصبت العشرات من النساء، وأحرقت المحاصيل، مشيرًا إلى أن أكثر من 300 شخص قُتلوا في قرية تمبول، و124 في قرية سريحة.

وقالت وزارة الصحة بالولاية إن النساء والفتيات بين سن 6 و60 عامًا تعرضن للاغتصاب والاعتداء، وتعرضت ستة مرافق صحية للهجوم وقُتل عاملان صحيان. 

وقال عوض أحمد أرباب، 50 عامًا، من قرية الأزرق، إن قائد قوات الدعم السريع المحلي، عمر شارون، أمر السكان بمغادرة القرى في المنطقة الشهر الماضي، وفي اليوم التالي دخلتها الميليشيا حتى امتلاءت شوارعها بالجثث، مشيرًا إلى أن بعض أقاربه لقوا حتفهم، كما دُفن 132 جثة معًا يوم الأحد. 

وأكد "أرباب" في شهادته أن المستشفى كان مليئًا بنحو 200 جريح، ولم تكن لديه معدات طبية، كما فر الأطباء خوفًا من القتل فيما لقي العديد من الجرحى حتفهم ولا يزال آخرون ينتظرون المساعدة.

وقال "أرباب" إنه أثناء فراره، رأى مقاتلي قوات الدعم السريع يطلقون النار على شاب عندما حاول حماية شقيقاته من التحرش الجنسي عند نقطة تفتيش، وفي مكان قريب وضعت امرأة طفلها على الطريق لكنها ماتت هي ورضيعها بعد فترة وجيزة.

ضرب وجلد وتنكيل بأهالي الجزيرة من قِبل الدعم السريع

وبحسب الصحيفة تظهر مقاطع فيديو مدنيين يتعرضون للجلد والضرب بالعصي من قِبل الدعم السريع أو مقيدين ويجبرون على إصدار أصوات حيوانية.

كما اقتحمت عناصر الدعم السريع قرى أخرى ونهبوا السيارات وألواح الطاقة الشمسية من مضخات المياه وأطلقوا النار على الأنابيب لمنع المواطنين من الشرب، فقد دمروا ما لم يستطيعوا حمله.

وقالت هالة الكارب، رئيسة المبادرة الاستراتيجية للمرأة في منطقة القرن الإفريقي، إن العديد من حالات الاغتصاب الجماعي تم الإبلاغ عنها في بلدة رفاعة وقرى أخرى، مؤكدة تعرض النساء للاغتصاب في منازلهن، أمام أفراد أسرهن فيما قُتلت أولئك اللاتي حاولن المقاومة، كما اختطفت ممرضتان وفتاة قاصر.

وقالت هالة الكارب إن فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا تعرضت لاغتصاب جماعي اضطرت إلى السير بصعوبة عبر الصحراء لأيام، وكانت تنزف بشدة لدرجة أنها خشيت أن تموت قبل الحصول على المساعدة، مضيفة أن ثلاث نساء على الأقل تعرضن للاغتصاب انتحرن.

فيما أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية الخميس أن نحو 120 ألف شخص فروا من الهجمات الأخيرة في الجزيرة بسبب انتهاكات الدعم السريع.