خبراء لبنانيون يحذرون من "الحلول المؤقتة"فى مفاوضات وقف إطلاق النار
تشهد الساحة اللبنانية تحركات دبلوماسية مكثفة تتعلق بمفاوضات وقف إطلاق النار، وسط ترقب لنتائج زيارة المبعوثين الأمريكيين آموس هوكشتاين وبريت ماكجورك إلى تل أبيب اليوم الخميس.
وعبر عدد من الخبراء والمحللين اللبنانيين عن آرائهم حول الآثار المحتملة لهذه المفاوضات وتداعياتها على الحرب فى لبنان.
وأوضح مصطفى علوش، عضو تيار المستقبل اللبنانى، أن مسار مفاوضات وقف إطلاق النار فى لبنان يمر بفترة مفصلية، مشددًا على ضرورة تقييم آثار هذه المفاوضات، خاصة أن الجانب الأمريكى يسعى لتقديم حلول مؤقتة للأزمات.
وأكد «علوش» أن هذه الحلول غالبًا ما تكون قصيرة الأمد وغير فعالة فى معالجة الأسباب الجذرية للنزاع، مشيرًا إلى أهمية تناول أى اتفاق للقضايا الأساسية مثل السيادة اللبنانية وحقوق الشعب فى الدفاع عن أرضه، قائلًا: «إن تمرير اتفاقات مؤقتة قد يخلق حالة من الاستقرار لفترة معينة، ولكنه لن يحل التوترات المتأصلة».
من جهته، قال خالد المعلم، أمين الإعلام فى حزب الاتحاد اللبنانى، إن زيارة «هوكشتاين» تأتى فى وقت تتداول فيه أنباء عن تقدم المحادثات الجارية لتسوية فى لبنان.
وأشار «المعلم» إلى ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت بشأن المقترحات التى تتضمن وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله لمدة ٦٠ يومًا، مع تعزيز قوات يونيفيل واستبدالها بقوات ألمانية وفرنسية وبريطانية.
ورجح أن تكون الهدنة المؤقتة التى قد يقدمها نتنياهو لهوكشتاين مجرد حلول قصيرة الأمد، انتظارًا لما ستسفر عنه الانتخابات الأمريكية، مشددًا على أن هذا لا يعنى فصل الجبهات كما يُشاع، بل هو تأكيد على واقع معقد يتطلب معالجة شاملة.
وحول المطالبات الدولية بتطبيق القرار الأممى ١٧٠١، قال المعلم: «تعتبر تطبيقات القرار ١٧٠١ من الجانبين أساسية، إذ ترفض بيروت أى تعديل على هذا القرار، وهو ما يعكس تراجع هوكشتاين عن الأجندة السابقة». وأكد أن التركيز يجب أن يكون على كيفية تطبيق القرار بشكل متساوٍ بين الطرفين. ورغم أن زيارة هوكشتاين تعد إشارة إيجابية من الولايات المتحدة، فإنها لا تزال غير مُنتجة، حيث إن الموفد الأمريكى اعتاد تمثيل وجهة النظر الإسرائيلية، ما يضعف من صفة الوسيط النزيه فى هذه المفاوضات.
واختتم بالقول إن المفاوضات تظل فى حالة ترقب واحتياج إلى جهود حقيقية لتحقيق تقدم ملموس، مع إدراك أن التوترات السياسية والأمنية لا تزال تؤثر على كل المحاولات للتهدئة.
من جانبه، أكد محمد ملحم، المحلل السياسى اللبنانى، أن القراءة الدقيقة للتطورات الحالية بين إسرائيل وحزب الله تشير إلى وجود مسار تفاوضى غير رسمى يمكن أن يشكل نواة لاتفاق محتمل.
وأوضح أن الضغوط العسكرية المتزايدة على إسرائيل دفعتها إلى التفكير فى حلول دبلوماسية لتجنب الدخول فى حرب طويلة الأمد قد تكون مكلفة اقتصاديًا وعسكريًا. وأضاف أن حزب الله قد يكون مستعدًا للدخول فى تفاوض يضمن الحفاظ على موقعيه العسكرى والسياسى، مع الالتزام بإعادة تطبيق قرار ١٧٠١، الذى يشكل مخرجًا مشرفًا له. وتابع أن نقل الأسلحة الثقيلة شمال الليطانى قد يفسر كتنازل تكتيكى لا يمس جوهر قدراته العسكرية، بينما قد تضمن الفترة الانتقالية عدم تصعيد جديد فى المدى القصير.