كيف تسببت فيضانات إسبانيا في مقتل 62 شخص؟
ضربت إسبانيا فيضانات مدمرة جراء أمطار غزيرة في جنوب وشرق البلاد، مما أدى إلى وفاة أكثر من 62 شخصًا.
قالت السلطات الإقليمية في فالنسيا، اليوم الأربعاء، إن 62 شخصا على الأقل لقوا حتفهم نتيجة الفيضانات.
وأعرب الملك الإسباني فيليبي السادس، اليوم الأربعاء، عن حزنه الشديد بسبب الحادث، مقدمًا تعازيه لأسر الضحايا، وأشاد بجهود السلطات المحلية والإقليمية وخدمات الطوارئ التي عملت بلا كلل منذ اللحظة الأولى.
تفاصيل الفيضانات
هطلت أمطار غزيرة أدت إلى حدوث فيضانات مفاجئة في العديد من البلدات، بداية من أمس الثلاثاء، حيث تم الإبلاغ عن مقتل 51 شخصًا في المنطقة الشرقية من فالنسيا، بالإضافة إلى امرأة تبلغ من العمر 88 عامًا تم العثور عليها ميتة في مدينة كوينكا، بحسب صحيفة الجارديان البريطانية.
وقد سقطت في بعض المناطق أمطار تعادل ما يسقط عادة خلال شهر كامل، مما تسبب في تقطع السبل بالعشرات من الأشخاص، الذين اضطروا للصعود فوق السيارات أو محطات الوقود أثناء انتظارهم الإنقاذ.
دعم محلي ودولي
رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي من المتوقع أن يتحدث يوم الأربعاء، أكد تعازيه لأسر الضحايا، معربًا عن استعداد الحكومة لتقديم الدعم الكامل، بما في ذلك المساعدات المحتملة من الاتحاد الأوروبي. وقال: "سنساعدكم بكل موارد الدولة، وإذا لزم الأمر من الاتحاد الأوروبي"، مضيفًا أنه يتوجب على المواطنين توخي الحذر في ظل استمرار العاصفة.
وفي هذا السياق، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "أوروبا مستعدة للمساعدة"، مؤكدة ان هذا يعكس التزام الاتحاد الأوروبي بتقديم الدعم لإسبانيا في هذه الأوقات الصعبة.
قال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن برلين عرضت مساعدتها على مدريد، مشيرًا إلى وجود اتصالات مباشرة مع الحكومة الإسبانية بشأن إمكانية تقديم دعم لمواجهة هذه الكارثة.
كما أعرب نادي فالنسيا لكرة القدم عن تعازيه العميقة للمتضررين، مُبديًا استعداده للمساعدة "بأي طريقة ممكنة"، وقام بتأجيل مباراته المقررة ضد بارلا إسكويلا.
تأثير الهطول البارد
وبحسب خبراء لصحيفة الجارديان، الأمطار الغزيرة نسبت إلى ما يسمى بـ "الهطول البارد"، والذي يحدث عندما يتحرك الهواء البارد فوق المياه الدافئة للبحر الأبيض المتوسط. هذا يؤدي إلى عدم استقرار الغلاف الجوي، مما يتسبب في ارتفاع الهواء الدافئ المشبع بسرعة، وتكوين سحب ركامية شاهقة في غضون ساعات، مما يؤدي إلى هطول أمطار غزيرة في الأجزاء الشرقية من إسبانيا.
ذكرى فيضانات 2021
وتأتي الفيضانات الأخيرة بعد حوالي ثلاث سنوات من فيضانات عام 2021 التي أودت بحياة أكثر من 220 شخصًا في أوروبا، وخلفت وراءها دمارًا واسعًا في ألمانيا وبلجيكا، فضلًا عن أضرار في هولندا والنمسا وسويسرا.