رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هدنة لـ60 يومًا.. كواليس مقترح جديد لوقف إطلاق النار فى لبنان

جنوب لبنان
جنوب لبنان

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية عن إجراء إسرائيل ولبنان مفاوضات لوقف التوترات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، من خلال ما يعرف بـ"خطة التكيف"، والتي تقضي بوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا بين إسرائيل وحزب الله، برعاية روسيا.

اتفاق التكيف في لبنان

وأفاد مسئولون كبار في حكومة الاحتلال الإسرائيلية بأن الاتفاق "في مراحله النهائية"، ومن المتوقع أن يصل المبعوث الأمريكي الخاص، عاموس هوكستين، إلى كل من إسرائيل ولبنان قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية مطلع الشهر المقبل، في محاولة لتحقيق اتفاق نهائي بين الأطراف.

وتابعت الصحيفة أنه وفقًا للمعلومات المتاحة، إذا لم تتعثر المفاوضات، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيبدأ إعادة نشر قواته وسيخرج من بعض المواقع في جنوب لبنان التي أتم فيها مهامه، مع احتمال بقاء بعض القوات في نقاط استراتيجية على الجانب اللبناني وعلى طول الحدود، إلى حين الوصول إلى اتفاق نهائي ومرور "فترة التكيف" المطلوبة.

وزعمت مصادر إسرائيلية إلى أن الوضع في لبنان شهد تغييرًا جذريًا بفضل عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية، وهناك موافقة لبنانية على فصل الجبهة الشمالية عن الحرب في غزة.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أنه رغم أن العمليات العسكرية لن تتوقف أثناء المفاوضات، إلا أن وقف إطلاق النار قد يتحقق مع توقيع الاتفاق.

من جهة أخرى، تعتقد مصادر استخباراتية غربية أن إيران تدعم التوصل إلى هدنة في لبنان دون غزة، بل قد تكون هي من يشجع على ذلك. 

وأضافت الصحيفة أنه من المقرر أن يبدأ تنفيذ الاتفاق بمرحلة التكيف التي تستمر لمدة 60 يومًا، يقوم خلالها حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي بوقف إطلاق النار، مع نشر الجيش اللبناني في الجنوب ووضع آلية لمراقبة تطبيق الاتفاق، ولم يتطلب الاتفاق إصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي.

وفي لقاءات مع مسئولين فرنسيين وأمريكيين، أكد مسئولون لبنانيون أن حزب الله يتطلع للتوصل إلى اتفاق بعد ما ألحق جيش الاحتلال الإسرائيلي خسائر كبرى وجعل مهمته البرية في جنوب لبنان صعبة للغاية، ما يعزز الحاجة الملحة لإنجاح الاتفاق قبل فوات الأوان.

تفاصيل اقتراح التهدئة بين إسرائيل وحزب الله

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن الاتفاق المقترح يتضمن 3 عناصر رئيسية، أولها توسيع تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 لضمان عدم وجود حزب الله جنوب نهر الليطاني، إضافة إلى فرض منطقة آمنة بمحيط منطقة المطلة، وسينتشر الجيش اللبناني على طول الحدود الشمالية بأعداد تصل إلى 10 آلاف جندي، كما سيتم تعزيز قوات حفظ السلام الدولية "اليونيفيل"، وربما يتم استبدال بعض قواتها بأخرى فرنسية، بريطانية، وألمانية، بناءً على طلب من إسرائيل.

وتابعت أن العنصر الثاني يتضمن إنشاء آلية دولية لمراقبة تنفيذ الاتفاق، بحيث تتمكن الأطراف المعنية من الإبلاغ عن أي خروقات، وقد أكدت إسرائيل على أنها حصلت على ضمانات أمريكية تتيح لها التصرف بشكل مستقل في حال خرق حزب الله الاتفاق وإقامة بنية تحتية عسكرية جنوب الليطاني، بحيث يكون لها الحق في إزالة التهديدات بشكل مستمر.

وضمن المفاوضات، طلبت إسرائيل من الرئيس الأمريكي جو بايدن إرسال رسالة تؤكد حقها في الدفاع عن نفسها، لضمان استعداد الجيش الإسرائيلي للتعامل مع أي تهديد محتمل.

ضمانة روسية وتراجع النفوذ الأمريكي

وأشارت الصحيفة إلى أن العنصر الثالث في الاتفاق يتعلق بمنع حزب الله من إعادة التسلح عبر فرض حظر على دخول الأسلحة التي تعتبر "ممنوعة" عبر الجو والبحر والبر، وقد أبدت روسيا استعدادها للمساعدة في تنفيذ الاتفاق، ومن المتوقع أن يكون لها دور رئيسي في تحقيق الاستقرار على الحدود اللبنانية والسورية. 

أفاد مصدر دولي بأن روسيا ستحظى بدور خاص في تطبيق الاتفاق ومنع أي تصعيد.

وأوضحت الصحيفة أن المباحثات جرت بين الكرملين وتل أبيب بشكل مباشر، حيث أبدت إسرائيل رغبتها في مشاركة روسيا من أجل ضمان الاستقرار.

وأشارت الصحيفة إلى أن وجود روسيا ضامنًا في الاتفاق اللبناني الإسرائيلي يعكس تراجع النفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، حيث فشلت كل محاولات الإدارة الأمريكية السابقة في إيجاد حلول لوقف التوترات على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية.