كواليس استئناف مفاوضات هدنة غزة بقيادة مصر.. ماذا يحدث خلف الأبواب المغلقة؟
اقترحت مصر مبادرة جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة يومين فقط من أجل منح الفرصة للمفاوضين لاستئناف مفاوضات إنهاء الحرب بشكل كامل، حيث اجتمع رئيس الموساد الإسرائيلي مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ورئيس الوزراء القطري في الدوحة في محاولة جديدة لإحياء مفاوضات الهدنة للمرة الأولى منذ اغتيال يحيى السنوار زعيم حركة حماس.
مصر تقود القمة الجديدة
وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، فإن القمة الأولى التي تعقد لأول مرة بين الأطراف منذ شهرين، ومنذ اغتيال يحيى السنوار رئيس حركة حماس، تهدف إلى الدفع باتجاه صياغة جديدة تتضمن المبادرات التي طُرحت في الأيام الماضية لإعادة استئناف مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تُعقد قمة رباعية مع الوسطاء، ومنهم مصر، وقد تضم حماس أيضًا، لدفع نحو اتفاق الصفقة، ويرى الإسرائيليون أن التطورات الإيجابية على جبهتي غزة ولبنان ومبادرة مصر قد تشكل زخمًا يجبر الأطراف على العودة لطاولة المفاوضات لمناقشة اتفاق شامل.
وأعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تفاصيل المبادرة المصرية التي طرحتها القاهرة من أجل إطلاق سراح عدد من الأسرى في قطاع غزة مقابل إفراج إسرائيل عن 45 أسير فلسطيني، وتتضمن المبادرة، التي قال الرئيس السيسي إنها تهدف إلى "تحريك الوضع"، وقف إطلاق النار لمدة 48 ساعة يتم خلالها إطلاق سراح 4 محتجزين إسرائيليين مقابل الإفراج عن 10 أسرى فلسطينيين، على أن تجري محادثات جديدة لمدة 10 أيام، للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم.
وقال مصدر مسؤول في حركة حماس: "نرحب بالمبادرة المصرية، لكن يجب أن تتضمن ضمانات إسرائيلية بوقف الحرب نهائيًا وسحب قواتها مع قطاع غزة بالكامل بما في ذلك ممر نتساريم ومحور فيلادلفيا".
تحركات مصرية مكثفة لوقف الحرب في غزة ولبنان
وأضافت الصحيفة أن فريق المفاوضات المصري عقد اجتماع مع قادة حركة حماس السبت الماضي في القاهرة.
وقال مصدر مطلع على المباحثات، إن فريق المفاوضات المصري سينضم إلى القمة الرباعية التي ستعقد قريبًا في مصر أو قطر، على أن ينضم لهم ممثلوا حركة حماس في وقت لاحق.
وكشف مسؤولون في حماس أن الحركة الفلسطينية ستقترح على الوسطاء في الدوحة صفقة شاملة لإنهاء النزاع تتضمن انسحابًا إسرائيليًا كاملًا من غزة وتبادلًا شاملًا للأسرى يشمل كافة المحتجزين الإسرائيليين.
ووفقًا للتقديرات، فإن حماس لا تنوي تقديم تنازلات عن مطلبها بانسحاب كامل لإسرائيل من غزة، بما في ذلك ممر فيلادلفيا ومعبر رفح، في حين لن يتمكن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من قبول هذا الانسحاب خوفًا من انهيار حكومته.
وكشفت الصحيفة أن رئيس الموساد الإسرائيلي عمل خلال الأسابيع الثلاثة الماضية على صياغة مقترح جديد، وأطلع فريق المفاوضات المصري على تفاصيله خلال لقائهما الأخير في القاهرة.
تابعت أنه من المتوقع أن يناقش المشاركون في محادثات الدوحة الوضع اللبناني، حيث نُقل عن مسؤول قوله إن برنيع يرى أن إسرائيل لا ينبغي أن توافق على وقف إطلاق النار في لبنان ما لم تضغط إيران وحزب الله على حماس للإفراج عن المحتجزين في غزة.
وقال مصدر دبلوماسي "اللقاء في الدوحة فتح الباب لتحقيق تقدم بسيط في قضية غزة، وهناك رغبة حقيقية في تبادل الأسرى والمحتجزين بين حركة حماس وإسرائيل".
وأضاف أن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أخبر قطر ومصر بموافقة حزب الله على الفصل بين الجبهات، شريطة تضمين أزمة حدود لبنان ضمن حزمة متكاملة، ما يجعل الموضوع اللبناني جزءًا من جولة المفاوضات.