وماذا بعد الاعتذار؟!
دون الخوض فى أى تفاصيل.. نقول لفضائية عندنا، منحناها من أوقاتنا، شاهدنا برامجها وتابعناها، وثقنا فيها وفى محتواها، إن اعتذاركم غير كافٍ، أنا شخصيًا لا أقبله، وقد كنت أحد متابعيها، وبشوف البرنامج الرئيسى فيها، وقد أُصبت بالغثيان، والخشية على أبنائى من مشاهدة بعض محتواها الآن!
ما الذى يضمن لى ألا يتأثر أحدهم بما يشاهده، فيصير مثلهم الأعلى التيك توكر فلانة، أو البلوجر فلان بعد تلميعهم كنجوم؟! لقد جاء اعتذار القناة عبر بوست أو بيان، وحذف للحلقة «العجيبة» من مواقعها، ومنصاتها، ومن الأرشيف بتاعها كمان! طيب عال عال عال، ده كلام جميل يا إخواننا، كتر ألف خيركم، ولكن ما الذى استفدته أنا وأسرتى، أبنائى وبناتى وزوجتى، وكل من شاهد الحلقة من أبناء جلدتى؟ لقد خرجت الرصاصة «الفشنك» من المسدس الصوت فأشاطت رءوس الصغار واشمئز من رائحتها الكبار، ليبزغ أمامنا السؤال، لماذا أطلقتم الرصاصة من الأساس؟ وماذا كان هدفكم من إطلاقها؟ هل أساء أحدنا إليكم، كمشاهدين، أو متابعين، أو ناس؟ لماذا آذيتمونا؟ وبماذا سيفيدنا الاعتذار؟ هل قمتم باتخاذ قرار؟ هل حاسبتم المذيعة؟ هل عوقب المُعدين؟ هل وجهتم اللوم للإخوة المسئولين عن البرامج عندكم وعن اختيار الضيوف، عن حلقة أذعتموها وقام بمشاهدتها الألوف؟
أفهم أن تعتذر قناة أرضية، أو محطة فضائية، عن انقطاع البث، أو حدوث عطل فنى مفاجئ، أو وجود «جاب» زمنى بين الصوت والصورة، لكن أن تتم استضافة شخص أو شخوص، غير مرغوب فى مشاهدتهم، وإجراء لقاء كامل معهم، ليدخلوا منزلى ويشاهدهم أبنائى، أمر لا يكفى معه الاعتذار، ولا بد من اتخاذ قرار!
ما الذى يضمن لنا عدم معاودة التكرار؟ كيف لنا أن نطمئن أن الأمر نفسه لن يتكرر مستقبلًا على أى فضائية أخرى «طمعًا فى ركوب الترند»؟ بل ما الذى يضمن لنا ألا تذيع إحدى القنوات فيلمًا أو برنامجًا يحوى مشاهد ساخنة، جريئة أو مستهجنة، ثم تعود بعدها لتعتذر؟! لا بد من إجراء حازم تجاه كل من تجاوزوا فى حقنا، ما هو مش هيبقى النت والتيك توك، والفضائيات، ده حتى ما يرضيش ربنا!
حفظ الله بلدنا، وأعاننا وأعاننا وأعاننا.