فى حضرة مولانا.. كيف يحتفل المصريون بـ«الليلة الختامية» لـ«مولد الحسين»؟
تحتفل الطرق الصوفية ومعها عشرات الآلاف من المصريين، بعد غد، بالليلة الختامية لمولد الإمام الحسين سبط النبى، صلى الله عليه وسلم، عبر عدد من الفعاليات الدينية والروحية.
وامتلأت الخدمات والساحات التابعة للطرق الصوفية حول مسجد وضريح الإمام الحسين بالقاهرة بالمريدين الذين قدموا من جميع أنحاء مصر للاحتفال بمولده الشريف، والمشاركة فى الحضرات الصوفية التى تقام على هامش اللليلة الختامية.
وتقدم نحو ٦٠ طريقة صوفية خدماتها المتعددة لمريدى الإمام الحسين، منها: الطريقة الصديقية الشاذلية والهاشمية والضيفية والرفاعية والأحمدية والشناوية والبرهامية والنقشبندية، وغيرها.
وتنظم الطرق «الصديقية الشاذلية والعزازية والهاشمية والبرهامية والدسوقية المحمدية والعزمية والجازولية وغيرها، ندوات ومجالس علمية لتعريف المشاركين فى المولد بالمنهج الصوفى الإسلامى، وكيفية مواجهة الأفكار المتطرفة التى تنشرها الجماعات المتشددة.
وقال الدكتور مجدى عاشور، أمين الفتوى السابق، والمشرف على ساحة «الصديقية الشاذلية» بالحسين، إن الطريقة الصديقية تنظم العديد من الأنشطة العلمية والدينية طوال العام، ولكن فى مولد سيدنا الحسين تزدهر هذه الأنشطة أكثر وأكثر، حيث تكثف الساحة الدروس العلمية والمحاضرات التى تقدمها لروادها.
وتابع أن الدكتور على جمعة رئيس الطريقة، يهتم كثيرًا بنشر الجانب العلمى، لذلك يزداد نشاط هذه الساحات الصوفية العلمية فى موالد آل البيت والصالحين، وهذا أمر فى غاية الأهمية، حيث يسهم ذلك فى نشر الوسطية ومحاربة الأفكار المتطرفة.
فى السياق ذاته، كشف الدكتور سيد مندور، نائب الطريقة السمانية الصوفية، عن أن هناك عشرات الخدمات والساحات التابعة للطرق الصوفية، استقبلت المريدين والمحبين والمشاركين فى الفعاليات.
وأضاف: «هذه الساحات تستقبل المريدين والمحبين، وتشركهم فى المجالس العلمية والصوفية التى تنظمها، ويتم تقديم الطعام والمشروبات لهم».
ويشارك فى فعاليات المولد هذا العام عدد كبير من مريدى الطرق حول العالم، خاصة من دول اليمن والجزائر والمغرب وإندونيسيا، ويقيم أغلبهم فى ساحة روضة النعيم التابعة للحبيب على الجفرى.
كما أعلن أتباع الطريقة الكركرية الصوفية المغربية، والطريقة القادرية الموريتانية والطريقة القادرية الهندية المشاركة فى فعاليات المولد.
وكشف الدكتور أشرف الكركرى، عضو الطريقة الكركرية الصوفية بمصر، عن أن أتباع ومريدى الطريقة فى مصر سيشاركون فى فعاليات المولد، مشيرًا إلى أن المشاركة ستكون فى الليلة الختامية، وستتم زيارة المقام وتنظيم حضرة صوفية فى إحدى الساحات حول المسجد والضريح.
وتابع: «مريدو الطريقة أخذوا الإذن بالمشاركة من شيخ الطريقة الشيخ فوزى الكركرى، وهذه المشاركة ليست الأولى من نوعها، بل تمت المشاركة فى أوقات سابقة».
وفى السياق ذاته، أعلنت ٦٠ طريقة صوفية المشاركة فى فعاليات المولد تحت شعار «أهل المدد فى خدمة الوطن».
وقال الشيخ عيسى الجوهرى، شيخ الطريقة الجوهرية، إنه يوجه التحية للدكتور عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للصوفية وشيخ مشايخ الطرق، والدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، نظرًا لدورهما المهم والمحورى فى توسيع الدورات العلمية.
وبين أن هذه الدورات تهدف إلى نشر الوسطية ومحاربة التشدد، بالاستعانة بعدد من علماء دار الإفتاء المصرية، مثل الدكتور عمرو الوردانى والدكتور محمد وسام والدكتور محمد أبوهاشم، شيخ الطريقة الهاشمية ونائب رئيس جامعة الأزهر السابق، مضيفًا أن نشاط هذه الدورات لا يقتصر على مولد سيدنا الحسين، بل إن هذه الدورات ممتدة طوال أيام العام بالمشيخة العامة للطرق الصوفية.
كما قال الشيخ محمد عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية الخلوتية، إن مولد الإمام الحسين هذا العام يشهد دعمًا ومساندة وتأييدًا للدولة المصرية والقيادة السياسية، ممثلة فى الرئيس المحبوب عبدالفتاح السيسى.
وأكمل: «هذا الرجل منذ أن جاء للحكم ونحن نستبشر به خيرًا، ولذلك فإن الطريقة الشبراوية أعلنت خلال فعاليات مولد الحسين هذا العام عن دعمها للدولة المصرية ضد المخاطر الخارجية التى تحيط بها».
وتابع: أهل التصوف داعمون للدولة المصرية، وهذا يظهر فى كل الفعاليات الدينية والصوفية التى تنظم بشكل دائم، حيث إنه فى جميع موالد أقطاب الصوفية وأولياء الله الصالحين يتم التأكيد على دعم الطرق الصوفية للدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسى، ضد أى أخطار تواجه البلاد، وهذا أمر نفخر به دائمًا، فنحن أبناء هذا البلد، وليس لنا وطن إلا مصر، فهى جنة الله فى أرضه، وأهل التصوف يفتخرون دائمًا بمصر الكنانة».
وفى سياق متصل، كشفت الطرق الصوفية عن تجهيز ساحات خاصة لاستقبال سيدات ومريدات مولد الإمام الحسين، حتى لا يكون هناك أى اختلاط بين الرجال والنساء فى يوم المولد.
وأعلنت الطرق الصديقية والهاشمية والعزمية والجازولية وآل باعلوى اليمنية والعلوية الإندونيسية، عن إعداد وتجهيز العديد من الساحات لاستقبال المريدات والسيدات والنساء اللاتى يردن المشاركة فى الفعاليات.
بدورها، قالت أسماء القادرى، مريدة صوفية، إنها تشارك كل عام فى فعاليات مولد الإمام الحسين بالساحة الهاشمية التابعة للطريقة الهاشمية، وتجد كل ترحيب واحترام من قبل مريدات ومريدى الطريقة، حيث يتم تجهيز مكان خاصة بالسيدات، ويتم سماع الدروس العلمية من قبل دعاة الطريقة، وسماع الإنشاد الدينى الذى يقدمه بعض المنشدين التابعين للطريقة الهاشمية.
وتابعت: «يمكن القول إن موالد الصالحين وآل البيت تخرجنا من متاعب الحياة اليومية، ففى هذه الموالد سر لا يعلمه إلا الله، حيث توجد روحانية كبيرة جدًا داخل الساحات التابعة لأهل المدد حول مسجد الإمام الحسين، رضى الله عنه وأرضاه، وأنا أنصح الجميع أن يشاركوا فى مولد مولانا ويتباركوا بنفحات سيدنا الحسين سبط النبى الكريم».
وتشارك عدة شخصيات دينية فى هذه الفعاليات، يأتى فى مقدمتها الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية الأسبق وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، والدكتور عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للصوفية، والداعية اليمنى الحبيب على الجفرى، والدكتور جابر البغدادى، وكيل المشيخة الصوفية ببنى سويف، والدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء والدكتور محمد أبوهاشم شيخ الطريقة الهاشمية، والدكتور محمد مهنا رئيس مؤسسة البيت المحمدى، والشيخ جندان بن نوفل شيخ صوفية إندونيسيا.