الكنيستان المارونية والبيزنطية تحتفلان بذكرى القديس العظيم الحارث
تحتفل الكنيستان المارونية والبيزنطية بذكرى القدّيس العظيم في الشهداء الحارث والذين معه، وذلك في عهد الامبراطور انسطاسيوس.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن المسيح يصحب أقواله بكثير من "العجائب والمعجزات والآيات" التي تظهر أنّ الملكوت حاضر فيه، إنّها تثبت أنّ يسوع هو المسيّا الموعود به، الآيات التي أتى بها يسوع تشهد أنّ الآب أرسله إنّها تدعو إلى الإيمان به. والذين يتوسّلون إليه بإيمان يمنحهم ما يسألون.
وهكذا فالمعجزات تقوّي الإيمان بالذي يعمل أعمال أبيه: إنّها تشهد بأنّه ابن الله. ولكنّها قد تكون أيضًا "سبب عثرة"، فهي لا تريد أن ترضي الفضول والرغبات السحريّة، ومع ما أتى به يسوع من معجزات باهرة، فقد رفضه البعض؛ وتوصّلوا إلى اتّهامه بأنّه يعمل بالشياطين.
المسيح جاء ليحرّر البشر من عبوديّة الخطيئة
عندما حرّر المسيح بعض البشر من الشرور الأرضيّة، من الجزع والظلم، والمرض والموت، قدّم آيات مسيانيّة؛ وهو مع ذلك لم يأتِ ليزيل جميع شرور هذا العالم، بل ليحرّر البشر من العبوديّة الأشدّ خطورة، عبوديّة الخطيئة التي تعوقهم في دعوتهم كأبناء الله، وتسبّب جميع مذلاّتهم البشريّة.
وتابعت الكنيسة، مجيء ملكوت الله هو انكسار لمملكة إبليس: "إن كنت بروح الله أخرج الشياطين فذلك أنّ ملكوت الله قد انتهى إليكم". معالجات يسوع تحرّر الناس من سيطرة الشياطين. إنّها تستبق انتصار يسوع الأعظم على "رئيس هذا العالم". فبصليب المسيح يستقرّ ملكوت الله نهائيًّا: "الله ملك من أعالي الخشبة".
وأضافت مَن يرغب في السلام، ينبغي أن يكون قلبه حاضرًا للندامة والتوبة: "إنّما الذبيحةُ للهِ روحٌ مُنكَسِر، القَلبُ المُنكَسِرُ المُنسَحِقُ لا تَزْدَريه يا أَلله" يمكن للإنسان، إذا حفظ نفسه تائبة في سلام، أن يتجاوز أفخاخ الشرير الذي كلّ طموحه أن يضع الإضطراب في نفسه ويزرع الزؤان فيها، من خلال كلام الإنجيل: "يا ربّ، ألَم تَزرَعْ زَرْعًا طَيّبًا في حَقلِكَ؟ فمِن أَينَ جاءَهُ الزُّؤان؟" لكن إذا حفظ الإنسان قلبه متواضعًا وفكره ساكنًا، فكلّ هجمات الشرير تبقى بدون تأثير.
كيفية التوبة
وقالت في عظتها، تبدأ التوبة بمخافة الله حسب الشهيد بونيفاسيوس، من هذه المخافة تتولّد اليقظة، أُمُّ السلام الداخلي والوعي الذي يسمح للنفس أن ترى، كما في ماءٍ عذبٍ وساكن، كم هي مشوّهة.