عاجل| الأسد العجوز.. هل فقد مارسيل كولر أنيابه الهجومية مع الأهلى؟
30 دقيقة من الانتهاك المتواصل للمناطق الدفاعية، أخطاء فردية بالجملة، ترابط منعدم بين وسط الملعب والدفاع، تمريرات مقطوعة من الجميع، وصولًا إلى المشهد الختامى: إمام عاشور فى الثوانى الأخيرة يرجو الحكم إطلاق صافرة النهاية لإيقاف الهجوم الضارى والاختراق المستمر من قبل المنافس.
هكذا كانت الدقائق الأخيرة من مباراة فريق كرة القدم بنادى الأهلى ضد سيراميكا كليوباترا، فى نصف نهائى كأس السوبر المصرى، التى انتهت بفوز «المارد الأحمر» بنتيجة ٢-١، ليضرب موعدًا جديدًا مع غريمه التقليدى الزمالك، فى المباراة النهائية للبطولة، مساء الخميس.
«أهلى كولر» امتاز منذ قدوم المدرب السويسرى بالأداء الهجومى الشرس، ثم إغلاق الدفاعات وتأمين المساحات خلف انطلاقات الخط الهجومى، فلماذا أصبح الأهلى الآن مُفككًا؟ وهل فقد مدربه أنيابه الهجومية؟
ورغم أن الوقت ما زال مبكرًا لانتقاد أداء الأهلى، فالفريق حتى الآن لم يلعب سوى ٤ مباريات، أنهى ٣ منها بالانتصار مقابل خسارة واحدة، مع تسجيل ٨ أهداف واستقبال هدفين فقط، ظهر «المارد الأحمر» أمام سيراميكا كليوباترا بمستوى يدق ناقوس الخطر أمام «كولر».
منذ قدومه إلى الأهلى، اعتمد الطابع التكتيكى لـ«كولر» على المدرسة المتوازنة التى تسير على طريقين معًا، الأول هو التأمين الدفاعى من الخطوط الأولى، والثانى غلق المساحات وتراجع اللاعبين لتقديم الأدوار الدفاعية، مع تغيير هذه الطريقة فى المباريات الكبرى، من خلال ترك الكرة للخصم ومنحه فرصة اتخاذ الفعل، مقابل لعب الأهلى على رد الفعل، واستغلال أخطاء المنافس.
هذه الطريقة كانت عكس الطريقة التى اعتمد عليها مواطنه رينيه فايلر، الذى سبقه فى تدريب فريق «القلعة الحمراء»، واعتمد على الضغط الشرس فى مناطق متقدمة أمام جميع الخصوم، لحرمانهم من أى فرصة للخروج بالكرة، وإجبارهم على الوقوع فى الأخطاء، ومن ثم التسجيل وتأمين الدفاع فى الوقت نفسه.
وأثبتت طريقة «كولر» سالفة الذكر فاعليتها مع الأهلى فى أكثر من موقف، رغم أنها لم تقنع الجميع دائمًا، على عكس «فايلر»، فأسلوب لعب الأخير مشابه لما يحبه الجمهور، من خلال فريق شرس يضغط ويخنق الخصوم حتى الفوز.
الأهلى مع «كولر» يضغط من خطوطه المتوسطة، أى بداية من وسط الملعب، ويقاتل لاسترداد الكرة بكثافة، وفى حالته الهجومية يُشكل كثافة عددية فى منطقة جزاء الخصم لزيادة فرص التسجيل.
لكن منذ بداية الموسم الحالى ظهر العديد من الأزمات التى أعاقت استمرار نفس الطريقة، أولاها رحيل محمد عبدالمنعم، الذى كان أحد أهم أسلحة «كولر» فى الخروج بالكرة، والتدرج من الدفاع إلى الوسط، إما عن طريق اللعب على الكرات الطولية فى الجانب العكسى للملعب، أو التسليم والتسلم بتمريرات قصيرة مع مروان عطية، الذى كان يعود لتقديم الدعم من وسط الملعب للمدافعين، ثم نقل الفريق إلى المناطق الهجومية
بخروج «عبدالمنعم» واعتماد المدرب السويسرى على ثنائية رامى ربيعة وياسر إبراهيم فى عمق الدفاع، لم يستطع الأهلى تنفيذ ما كان يفعله، خاصة أن «ياسر» و«ربيعة» متشابهان فى طريقة اللعب، وكلاهما لا يجيد الخروج بالكرة من الخلف مثل لاعب نيس الحالى.
كما أن من أسباب أزمة تحضير اللعب التى أصبح يعانى منها الأهلى، إصابة التونسى على معلول وغيابه لفترة طويلة، الذى كان سلاحًا هجوميًا فعالًا لـ«المارد الأحمر» وأحد الحلول المهمة للخروج بالكرة، من خلال وجوده فى عرض الملعب وفتح زاوية تمرير للمدافعين.
ولحل هذه الأزمة يمكن إصدار تعليمات تكتيكية لـ«إمام عاشور» بالعودة إلى الخط الخلفى، وتسلم الكرة من قلبى الدفاع، ثم البدء فى توزيع اللعب، أو الاستمرار فى تقديمه أدوار وسط الملعب والجناح، والاستغناء عن أكرم توفيق من وسط الملعب، مع الدفع بمحمد مجدى «أفشة» لنقل الفريق من الدفاع إلى الهجوم، ومساندة مروان عطية فى وسط الملعب.
عمق ملعب الأهلى بات منتهكًا دفاعيًا، وهى الأزمة الثانية التى يعانى منها الفريق، منذ المباريات الأخيرة فى الموسم الماضى، مرورًا ببداية الموسم الجارى.
واحدة من أهم مميزات الأهلى مع «كولر» كانت سرعة استرداد الكرة فى وسط الملعب، من خلال ضغط ثلاثى الوسط على حامل الكرة من الخصم، بجانب الأدوار الدفاعية للجناحين فى إغلاق المساحات والدعم الدفاعى للظهيرين.
لم يظهر ذلك فى مواجهة سيراميكا على وجه الخصوص، التى أخطأ خلالها لاعبو «المارد الأحمر» فى عدد لا محدود من التمريرات، خاصة فى منطقة الوسط، ما تسبب فى هجمات عديدة على مرمى مصطفى شوبير.
ويفتقر الأهلى، حاليًا، للترابط بين ثلاثى الوسط، واتساع المساحات بينهم فى الملعب، ما يجعل اختراق عمق الفريق سهلًا، خاصة فى مواجهة فرق تلعب بشكل عمودى من وسط الملعب إلى الهجوم مباشرة، مثلما حدث أمام الزمالك فى السوبر الإفريقى، بالإضافة إلى تأخر عملية استرداد الكرة فى حال فقدها، لتصبح أى هجمة للخصم من العمق قادرة على الوصول للمرمى بكل سهولة.
مارسيل كولر ما زال هو نفس الشخص الذى قَدِم للأهلى منذ عامين. لكن استمرار الأزمات بينه وبين إدارة النادى، ممثلة فى لجان وإدارات التخطيط والتعاقد، وغيرها فيما يتعلق بالصفقات الجديدة، يدفع ثمنه الفريق والجماهير فقط.
فعلى الرغم من ضعف المستوى الهجومى لإمام عاشور فإنه ما زال يشارك حتى الآن، لأن البديل الذى طلبه «كولر» لم ينضم إلى الفريق، وتعاقدت الإدارة مع بديل محلى على غير رضا المدرب السويسرى ليجلس بديلًا، ويعاقب «كولر» إدارة الأهلى والجماهير والفريق بأداء مهتز وفريق مخترق ومهترئ الدفاعات.