محمد عطية محمود يكشف لـ"الدستور" أسرار محمد حافظ رجب ورفاقه
يصدر قريبا عن دار إضاءات للنشر، كتاب نقدي جديد، بعنوان، "أمواج القصة القصيرة السكندرية".. محمد حافظ رجب ورفاقه، للكاتب والناقد محمد عطية محمود.
ويأتي هذا الإصدار النقدي، بعد تسعة عناوين أصدرها الكاتب ضمن مشروعه النقدي، فضلا عن مشروعه الإبداعي/ السردي.. كما يعد هذا الكتاب هو الرابع في مجال نقد القصة القصيرة للكاتب بعد: "تجليات سرد الحياة" في قصص نجيب محفوظ كتابات نقدية 2015، ثم "القصة القصيرة وأسئلة الوجود" المجلس الأعلى للثقافة 2020، ثم "القصة القصيرة بين الذاكرة والوعي" إضاءات للنشر والتوزيع 2024.
القصة القصيرة الفضاء الأكثر اتساعًا للتعبير
وكشف “عطية” في تصريحات خاصة لـ"الدستور" عن الكتاب وأهمية فن القصة القصيرة، مشيرا إلى أن: "القصة القصيرة هي الفضاء الأكثر اتساعًا للتعبير عن خلجات الذات والواقع، وإشكاليات التعامل معها متعددة ومتجددة، وقادرة على إماطة اللثام عن الكثير من المسكوت عنه من داخل الذات، أو ذاك الصوت المنفرد الخاص الذي تنطلق به القصة القصيرة حسب تعبير فرانك أوكونور، الأشهر، والأكثر تعبيرًا عن ماهية القصة القصيرة التي قطعت أشواطًا وتخطت أطوارًا حتى لتكاد كل يوم تأتي بجديد مختلف ومدهش وفارق"..
كما يربط هذا التكريس الفني والنقدي بحركة القصة القصيرة في الإسكندرية يستكمل “عطية”: "والمشهد القصصي السكندري الممتد شاهد على تلك التحولات والتطورات وحافل بالمزيد من الإبداع الراقي والمتميز على مدار كل أجياله التي تتوالد وتتناسخ لكي تصنع هذا الزخم والوجود الفاعل على خريطة القصة القصيرة المصرية والعربية، والأسماء كثيرة ربما أعجز عن حصرها. وللإسكندرية/ المكان، والمحتوى في كتابات مبدعيها، عبق وزخم شديدا التأثير، يميزان هذه الكتابات من بين كتابات المشهدين السردي والشعري، دونما النظر إلى (الإسكندرية الدم واللحم والشحم) التي قد تبدو ماثلة للعيان من خلال كتابات العديد من مبدعي أجيالها المتعاقبة"…أو أمواجها حسب العنوان الذي وضعه الكاتب لنقده، والذي يشير في موضع آخر إلى أهمية المكان كحاضن بغض النظر عن تأثيراته المباشرة في خصائص الإبداع.
وأوضح :"هي كتابات ربما لا يظهر فيها المكان جليًّا بمفرداته وسماته، لكن ربما لاح فيها عبق الإبداع كمقوم تأثيري واضح، انطلاقًا من مناخ محرض بالفعل على الإبداع، وفعله الإيجابي التأثير.. وحتما قد لا تعبر هذه الوريقات القادمة من مقوم إبداعي نقدي، عن جُل المشهد السردي السكندري، حتى بالرغم من انحصار الأعمال التي حاولنا مقاربتها والدنو من عوالم مبدعيها، في هذه الحلقة/ العقد من الزمن الذي غزانا به القرن الواحد والعشرون بمفارقاته واتزاناته وعوارضه الزمنية وتغيراته الاجتماعية"..
يعتبر “عطية” ما يقدمه من خلال وعي بالإبداع القصصي لالتماس بعض السمات القصصية التي يراها متمثلة من خلال تلك الموجات الإبداعية فيما بين جيل من الرواد الراسخين: محمد حافظ رجب، سعيد بكر، أحمد حميدة، مصطفى نصر، ومرحلة تالية من جيل الوسط في القصة السكندرية (هو واحد منهم)، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: صلاح بكر، فاطمة زقزوق، حنان سعيد، ومن الشباب الصاعد "هبة خميس" كموهبة بدأت التحقق بحيازتها جائزة هيئة قصور الثقافة في القصة القصيرة كبداية طموحة ومتجسدة، ومعها أصوات قصصية أخرى مبشرة.
يمثل الكتاب/ الوثيقة شهادة أدبية قبل أن تكون نقدية على هذا السيل الإبداعي المتدفق، ويوضح عطية: "آمل أن أكون وفقت في جهدي المقل في هذه الإطلالة الطامحة إلى رصد ملامح التأصيل والتجريب، والمعاصرة التي أراها روح الحداثة الحقيقية والمواكبة دون طنطنة أو تزيد، على مستوى تلك المراحل الثلاث المهمة المطلة على المشهد القصصي السكندري، وذلك من خلال أبحاث شاركت بها في مؤتمرات ومقالات ودراسات نشرت بالعديد من الدوريات العربية والمصرية".